العلمين الجديدة.. إبداع "المحروسة" لا يتوقف
تغيرت مفاهيم القوة في العلوم السياسية مؤخرًا، فقوة الدول لم تعد تقاس بترسانتها العسكرية فقط، وحتى في عصر "السوشيال ميديا" فالكبار باتوا يلجأون إلى استخدام القوى الناعمة بعد إثبات عدم قدرة الآليات العسكرية وحدها على حسم المعارك، فالمصطلح الأقوى سياسيًا الآن، هو "القوى الناعمة" والذي يعتمده العديد من المهتمين بالعلوم السياسية.
الدولة المصرية منذ فجر التاريخ تؤمن بالفن، الحضارة، الجمال، الطبيعة، فالقيم المصرية هذه صنفت فيما بعد بأنها مرآة تحضر الشعوب، أرض "كميت" كانت مهدًا للأخلاق، والذوق الرفيع، والنحت، الموسيقى، والغناء، والرسم.
مصر تنظر إلى الفن على أنه يرقى بالنفس، ويهذب السلوك، ويزيد من إحساس الجمال الذي نعتبره عنوانا لحضارة الدولة، هو ذكرى الشعوب، حضارتنا المصرية القديمة اعتمدت على النحت والرسم في إيصال علومها لأجيال وأجيال.
مصر تعرف جيدًا مصادر قواها الناعمة، فالسينما والدراما والموسيقى والغناء أهم آليات نشر الأفكار والثقافة المصرية.
المصريون فخورون بـ"قواهم الناعمة" خاصة أن "المحروسة" أدركت هذا المصطلح قبل انتشاره، وأجيالًا كثيرة من أبناء هذا البلد صنعت تاريخ "الناعمة"، فالتاريخ والحضارة المصرية من أهم مقومات وآليات القوة الناعمة لمصر، بالإضافة إلى الثقافة والفنون.
الثقافة والفنون في مصر سلاح مهم جدًا، واجه به المصريون التطرف والإرهاب، ومحاولات تنفيذ أجندات تركيع "أرض الكنانة"، التي أثرت على قدرتها الإنتاجية، وجعلت البلاد - في وقت من الأوقات- تكتفي بتراثها الزاخر.
المعنيون في الشركة المتحدة، قرروا إعادة الريادة الفنية لمصر، بالعديد من البرامج والمشاريع الفنية التي تعطي فرصة كبرى للمواهب في تقديم ما لديهم، وآخر ما تقدمه لنا "المتحدة" مهرجان العلمين الذي سيشمل أفكارا مختلفة، وأنشطة ترفيهية زاخرة بالفعاليات الثقافية.
وكالعادة، أبواب مصر مفتوحة لكل فناني ومثقفي العالم، في إحدى المدن المصرية الجديدة، التي تم إحياؤها بعد أن كان اسمها مرتبطًا بأحداث الحرب العالمية الثانية.