رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وقعت قبل 9 سنوات.. تفاصيل اتفاقية منقح بين الأقباط والانجليكان

البابا تواضروس والمطران
البابا تواضروس والمطران سامي فوزي

تميزت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في عهد البابا تواضروس الثاني، بمستوى جيد في العلاقات مع الكنائس الأخرى وعلى رأسها الكنيسة الانجليكانية.

وأشار الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى أن الكنائس الأنجليكانية هى أصلًا كنيسة إنجلترا ولكنها حاليًا مجموعة من الكنائس الأنجليكانية وتُسمى أيضًا بالكنيسة الأسقفية.

ونشأت الكنيسة الأنجليكانية باستقلال كنيسة إنجلترا عن كنيسة روما فى عهد الملك هنرى الثامن سنة 1538م ، وكان ذلك بعد حركة الإصلاح التى قادها مارتن لوثر فى ألمانيا والإصلاح هنا حسب المفهوم البروتستانتى وليس بحسب المفهوم الأرثوذكسى وذلك سنة 1521 م .

وصارت الكنيسة الأنجليكانية تُحسب ضمن عائلة الكنائس الإنجيلية أى البروتستانتية فى كثير من المحافل الدولية ، ولكن كنيسة إنجلترا احتفظت بثلاثة من أسرار الكنيسة السبعة : وهى المعمودية والإفخارستيا والكهنوت. وهم حاليًا يطلقون على سر “الكهنوت” اسم “الخدمة” فى المحافل الدولية (المسكونية) ، ويظهر من ذلك عدم تمسكهم بالمعنى الحقيقى للكهنوت، والأسرار الثلاثة بالإنجليزية هي Baptism, Eucharist, Ministry.

كما نشرت الكنيسة نص اتفاقية منقح بالقاهرة التي جاءت ثمرة للحوار اللاهوتي الذي دار بين الكنيستين في القاهرة 13-17 اكتوبر 2014 م، والتي وقع عليها نيافة الدكتور جيوفرى روول الرئيس المشارك الأنجليكانى، ونيافة المطران الأنبا بيشوى الرئيس المشارك عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والتي جاء نصها: 

1- نحن نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد الجنس الذى تجسد وتأنس فى ملء الزمان من أجلنا ومن أجل خلاصنا .نؤمن بالله الابن المتجسد ، الكامل فى لاهوته والكامل فى ناسوته ، المساوي للآب فى الجوهر بحسب لاهوته، والمساوي لنا فى الجوهر بحسب إنسانيته، لأن هناك اتحادًا قد تم من طبيعتين، لهذا السبب نحن نؤمن بمسيح واحد وابن واحد ورب واحد (على أساس صيغة إعادة الوحدة 433 م )، 

2- في تبعية لتعليم أبينا المشترك القديس كيرلس السكندرى، يمكننا أن نعترف معًا بأنه فى الطبيعة الواحدة المتجسدة لكلمة الله ، طبيعتان متمايزتان فى الفكر فقط يستمران في الوجود بغير انفصال أو تقسيم أو تغيير أو اختلاط .

3- وفقًا لهذا المعنى الخاص بالاتحاد غير الممتزج ، فإننا نعترف أن القديسة العذراء هى والدة الإله ، لأن الله الكلمة تجسد وتأنس ، ومنذ اللحظة الأولى للحبل به وحَّد بنفسه هذا الناسوت التام الذى أخذه منها بلا خطية، أما بخصوص العبارات الخاصة بالرب فى البشائر والرسائل فإننا نعى أن اللاهوتيين يفهمون بعضها بطريقة عامة على أنها تطبق على شخص واحد مفرد ، وبعضها الآخر يميزون أنها تنطبق على طبيعتين ، ويشرحون أن ما يناسب الطبيعة الإلهية يخص لاهوت المسيح ، أما ما هو من النوع المتضع فيخص ناسوته. ( على أساس صيغة إعادة الوحدة 433 م، أى رسالة البطريرك يوحنا الأنطاكى إلى البابا كيرلس السكندرى ، والتى رد عليها البابا كيرلس السكندرى مقتبسًا منها هذه الفقرات ) .

4- أما بخصوص الأربعة صفات التى تستخدم لوصف سر الاتحاد الأقنومى ، وهى “بغير امتزاج أو اختلاط ” “بغير تغيير” “بغير انفصال” و “بغير تقسيم” فإن الذين يتكلمون بيننا عن طبيعتين فى المسيح هم محقون فى ذلك طالما أنهم لا ينكرون وحدتهما غير المنفصلة وغير المنقسمة، وهكذا فإن الذين يتكلمون بيننا عن طبيعة واحدة متجسدة لكلمة الله هم محقون فى ذلك طالما أنهم لا ينكرون استمرار الوجود الفعّال ( الديناميكى ) للطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية فى المسيح بغير تغيير وبغير اختلاط، ونحن ندرك محدودية كل اللغة اللاهوتية والتعبيرات الفلسفية المستخدمة أو التي استخدمت، ولا نستطيع أن نحيط ونحدد سر عطاء الله التام لنفسه بتجسد الكلمة الإلهى، باتحاد لا ينطق به، ولا يعبر عنه ، وسرى بين اللاهوت والناسوت ، الذى نسجد له ونعبده .

5- يتفق كلا الجانبين علي رفض التعليم الذي يفصل أو يقسم الطبيعة الإنسانية ، كلا من النفس والجسد في المسيح ، عن طبيعته الإلهية ، أو ينقص اتحاد الطبيعتين إلى مستوى الاتصال، ويحد الوحدة إلى وحدة أشخاص ، وبالتالى ينكر أن شخص يسوع المسيح هو شخص واحد مفرد لله الكلمة، “يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد”. كما يتفق كلا الجانبين على رفض التعليم الذى يمزج الطبيعة الإنسانية فى المسيح بالطبيعة الإلهية ، فتمتص الأولى فى الأخيرة ، وبالتالى تنقطع عن الوجود، وبالتالي فإننا نرفض كلا من هرطقة نسطور وأوطاخى .

6- فى التقليد الأنجليكانى للقرن السادس عشر، تشهد المقالات التسع والثلاثون واللاهوتي ريتشارد هوكر على المطابقة المستمرة لهذه الأمور. المقال 2 يؤكد أن الطبيعتين الكاملتين والتامتين أي الالهية والبشرية اتحدتا في شخص واحد بلا انقسام، وفى الكتاب الخامس لقوانين السياسة الكنسية:

يؤكد هوكر على السر الضروري فيما يخص شخص المسيح بقوله : “ليس فى مقدور الإنسان أن يعبر بصورة تامة ، أو أن يتصور ، كيف حدث (التجسد)”، “فى المسيح حقيقة الله والجوهر الكامل للإنسان ترسخا فى توافق تام فى كل العالم حتى زمان نسطور”، ويجادل هوكر بقوله إن الكنيسة بحق دحضت أى تقسيم فى شخص المسيح، “المسيح هو شخص إلهى وإنسانى فى آنٍ واحد ، ومع ذلك فهو ليس بالتالي شخصين فى واحد. كما أن هاتين ( الطبيعتين ) ليسا بمعنى واحد، لكن شخصًا إلهيًا لأنه هو شخصيًا ابن الله ، وإنسان لأنه كان له بالحقيقة طبيعة أبناء البشر” بناءً عليه يكون ما يلى ضد نسطور ، أنه ليس هناك شخص ولد من العذراء ، لكن ابن الله ( الذي ولد ) ليس شخص آخر، بل ابن الله الذى تعمد ، ابن الله أُدين( حُكم عليه ) ، ابن الله وليس شخص أخر صُلب، هذا الواحد يشير إلى العقيدة المسيحية بأن القيمة المطلقة وغير المحدودة لابن الله هى نفسها أساس كل ما نؤمن به بخصوص الحياة التى عاشها المسيح والخلاص الذى تممه أو تألم به كإنسان فى عقيدتنا، فى الرأى التالى لتعليم القديس كيرلس يبقي هوكر على أهمية تصميم القديس كيرلس على وحدة اللاهوت والناسوت في شخص المسيح المفرد ، بينما يدحض أى تفسير أوطاخى لهذه الوحدة، فيقتبس هوكر من رسالة القديس كيرلس إلى نسطور ما يلى بموافقة: “لقد حيكت طبيعتاه الواحدة فى الأخرى ، وفى قربهما هذا كانتا غير قابلتين للاختلاط الذي للتفريق، فإن التحامهما لم يلغِ الفرق بينهما، لم يصر الجسد إلهًا لكنه استمر جسدًا، رغم أنه أصبح الآن جسد الله. يستمر الانجليكان في التمسك بهذا التقليد اليوم كمعيار .

7- تعبير اصحاب الطبيعة الوحيدة الذى يستخدم بطريق الخطأ لوصف كريستولوجية الكنائس الشرقية هو مضلل وأيضا مهين لأنه يتضمن الأوطاخية، الأنجليكان ، مع الاتساع المسكونى يستخدمون التعبير الدقيق “أصحاب الطبيعة الواحدة” للإشارة إلى التعليم الكيرلسي الخاص بعائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ، كما أنهم يلقبون كل من هذه الكنائس بلقبها الرسمي ” الأرثوذكسية الشرقية ” إن تعليم هذه العائلة من الكنائس يعترف لا بطبيعة وحيدة، لكن بطبيعة واحدة متجسدة إلهية بشرية متحدة لكلمة الله. أن نقول طبيعة وحيدة يتضمن أن الطبيعة البشرية ذابت فى الإلهية كما علم أوطاخى.

8-إننا نتفق أن كلمة الله تجسد بأن وحَّد الطبيعة الإلهية غير المخلوقة بطاقاتها ورغباتها الطبيعية، مع الطبيعة الإنسانية المخلوقة بطاقاتها ورغباتها الطبيعية، وبأن وحدة الطبائع طبيعية أقنومية حقيقية وتامة، وأن التمايز بين الطبيعتين هو فى الفكر فقط، فذاك الذى يريد ويعمل هو دائمًا الأقنوم الواحد للكلمة المتجسد بإرادة شخصية واحدة، وفى التقليد الأرمينى للقرن الثانى عشر كتب نيرسس صاحب النعمة ما يلى : “إننا لا نظن أن الإرادة الإلهية تضاد الإنسانية والعكس. كما إننا لا نفكر أن إرادة الطبيعة الواحدة كانت مختلفة فى الأوقات المختلفة ، فأحيانًا تكون الإرادة إلهية حينما كان يريد أن يبين قدرته الإلهية، وأحيانًا تكون الإرادة إنسانية حينما كان يريد أن يظهر تواضعه الإنسانى” .

9- إن الوحدة التامة بين اللاهوت والناسوت فى الكلمة المتجسد، أساسية لخلاص الجنس البشرى. “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية”، .وفي المسيح كان الله مصالحَا العالم لنفسه لقد أخلى ابن الله ذاته وصار إنسانًا ، خاليًا تمامًا من الخطية ، حتى يغير إنسانيتنا الخاطئة إلى صورة قداسته، هذه هى البشارة التى نحن مدعوون لنحياها ونعلنها .