من أبرزهن ماري منيب ونعيمة الصغير.. أشهر أفلام السينما المصرية عن مشاكل الحموات
"ربي يا خايبة للغايبة..على ابنها حنونه و على مراته مجنونة..لو كانت الغلة قد التبن لكانت الحماة حبت مرات الابن".. من منا يستطيع أن ينسى دور الراحلة ماري منيب فى "حماتي قنبلة ذرية".
صراع أبدي لن ينتهي بسبب تدخل الحموات الزائد في شؤون أسرة ابنها أو ابنتها و سلب خصوصياتهم و زعزعة استقرارهم و إظهار غيرتها القاتلة من زوجة الابن أو السيطرة على زوج الابنة ظنا منها أنها تسعدها، كما تدفعها نرجسيتها واستبدادها لتحويل حياة زوجة ابنها او زوج ابنتها لجحيم غير مدركة أن ذلك الجحيم سيطال قلوب أبنائها ويترك أثر في أنفسهم.
رصدت لنا السينما المصرية نماذج متعددة للحموات و مدى تسلطهم على حياة أبنائهم و بناتهم من خلال اظهار بعض مواقف من واقع المجتمع في إطار استطاعت السينما معالجته دراميا، و عرضه على المشاهدين سواء في بشكل كوميدي او تراجيدي.
"حماتي قنبلة ذرية" 1951
يعيش زاهر "إسماعيل يس" و بطه "تحية كاريوكا" حياه زوجية سعيد و يعملان سوياً في أحد الملاهي الليلية، بمجرد زيارة حماة زاهر" ماري منيب" لهم والإقامة معهم تنقلب حياتهم الزوجية رأساً على عقب فقد أرادت حماة زاهر ان تطلقهم كي تتزوج ابنتها من رجل ثري يحقق لها حياه راغدة تنعم بها و تستطيع السيطرة عليه،.
وتلقي في قلب ابنتها ان زوجها يحب امرأة أخرى، يتم الطلاق بين الزوجين و يتزوج زاهر من امرأة أخرى و تتزوج بطه من المعلم حسونة "الرجل الغني"، بعد فترة يلتقي الزوجان و يعلمان بأمر المؤامرة التي دبرت ضدهما، فيلقنان الأم درساً.
"الحموات الفاتنات" 1953
لم يأت لنا الفيلم بحماة واحدة بل اثنتين، حضرن لبيت نبيلة "كاريمان" و سمير "كمال الشناوي" المثالي و المستقر عاطفياً، اثنين من الحموات المتناقضتين في كل سلوكياتهما، و من هذا النقيض تأتي السخرية فواحدة منهما "ميمي شكيب" تبدو مقبلة على الحياة، ترتدي الملابس العصرية و تستعين بمدرب لتدليك جسدها و توافق ان تتزوج صديق زوج ابنتها،.
أما الحماة الأخرى "ماري منيب" هي أرملة تعيش على ذكرى زوجها الراحل وليس لها في الدنيا سوى سمير ابنها، و كذلك الزوجة نبيلة هي وحيدة أمها، وتأتي المتاعب بعد حمل نبيلة ومحاولة كلتا الحماتين السيطرة و التدخل في كل صغيرة و كبيرة، من هنا تأتي المتاعب فكل منهما تنظر الى الزوجة أو الزوج كأنها قد سلبت الاهتمام منهم.
"هذا هو الحب" 1958
جسدت ماري منيب دور الحماة التي تتفحص جسد شريفة "لبنى عبد العزيز" قبل ان تختارها خطيبة لابنها "يحيى شاهين" و قد يكون ما فعلته مكتوبا في السيناريو إلا انها استطاعت بتعبيرات وجهها و حركات يديها التي كانت بلا شك من أدائها و بدت فيه متفردة.
"حماتي ملاك" 1959
يعيش صبري "يوسف فخر الدين" مع زوجته سامية "آمال فريد" في سعادة زوجية، حتى زارتهم الام التي لم تشعر بالراحة من الاستقرار الذي تعيشه ابنتها، و بات يؤرقها عدم إنجابهما، لذلك طلبت من ابنتها اثارة غيرة زوجها.
وبالفعل تنجح و يبدأ صبري في الشك بزوجته فتترك له المنزل وتطلب الطلاق، أظهر الجزء الأول من الفيلم المشاكل الزوجية بينما اخذ الفيلم منحنى اخر عندما اوهمهم صبري أنه مات و استمر الحانوتي "إسماعيل يس" يبحث عن جثته باقي الفيلم، وفي تلك الاثناء ادرك صبري طهر زوجته و براءتها و قرر اخذ حقه من حماته ببث الرعب في قلبها.
"ست البيت" 1949
تدور أحداث الفيلم بشكل قاتم خالي من البهجة، نبيل "عماد حمدي" هو الابن الوحيد لأمه و يعيش معها في منزل كبير، يتزوج نبيل من إلهام "فاتن حمامة" و يختار أن يعيش مع أمه و هي قوية الشخصية ونافذة الكلمة، و هنا تبدأ المتاعب بين الزوجة و الحماة التي ترى انها سيدة المنزل دون منازع، و تدرك الأم أن الزوجة احتلت مكانة كبيرة في قلب ابنها، فتشعر بالغيرة و تفرض رأيها على ابنها و كانت تلجئ الي حيلة البكاء كي يرق قلب ولدها و هي تلح على ابنها ان يطلق زوجته لكي تزوجه من اخرى تنجب له الأبناء.
"الزوجة العذراء" 1958
الأم هنا في هذا الفيلم هنا ارملة ليس لها الا ابنتها و تعاني المرأة من ازمة مالية، لذا فإنها تدبر خطة كي يتزوج الثري مجدي "أحمد مظهر" من ابنتها، و يعاني الثري من ضعف جنسي، و رغم ذلك يقبل على الزواج.
و رغم ان الام تعرف ان الثري مريض فإنها تستمر في التجربة من أجل ضمان الأمان المادي، و هذا الامر يدفع بالزوج للشك في زوجته "فاتن حمامة" و يغير وصيته عقب إحساسه بالشك، الحماة هنا قاتلة فقد وضعت جرعة زائدة من الدواء لمجدي، مما أدى الي وفاته، و يتم القبض على ابنتها و لكنها تعترف انها من وضعت له جرعة الدواء الزائدة.
"الشقة من حق الزوجة" 1985
امتلكت الفنانة نعيمة الصغير خفة الظل و قوة الشخصية، في تقديم دور الحماة و التي كانت مقتنعة بان ما تفعلة لمصلحة العلاقة الزوجية.
طلب سمير "محمود عبد العزيز" موظف الحكومة يد كريمة "معالي زايد" و من اللحظات الأولى تبدأ المتاعب من الأم، و لكنها تزداد بعد أن تلد كريمة ابنتها، وتزيد المصاريف على سمير و يقرر ان يعمل على تاكسي بعد الانتهاء من عملة الحكومي مما يشغله عن زوجته، تشجعها والدتها على الطلاق و تنتقل للسكن معها حفاظا على الشقة و خوفا من قربهم لبعض، عندما يتصالح سمير مع كريمة تغادر الام منزلهم و لكن يتركها زوجها ضعيف الشخصية و يذهب ليقيم في المقابر مثلما سبق ان فعل سمير.
"نشاطركم الافراح" 1988
ما يؤرق الحماة هنا أن ابنتها سامية "يسرا" مخطوبة لزميلها "سمير صبري" منذ أكثر من خمس سنوات دون ان يحقق العريس شيئاً، لذلك تعنفه حماته دائماً، و رغم ان المرأة على حق فيما يتعلق بمصلحة ابنتها، فإن نعيمة الصغير في هذا الفيلم أعادت لأذهان المشاهدين ما سبق ان جسدته في فيلم "الشقة من حق الزوجة".
فمزجت بين قوة الشخصية و خفة الظل، فهي لا تخجل ان تواجهه بسلبياته و تعايره بما لم يحققه.
و قصص الحماة لا تتوقف في السينما المصرية باعتبارها موجودة دائماً في قصص الحب و الزواج و مهما تغير شكل المجتمع و مشاكله، فإن سلوك الحماة لا يتغير من فيلم لآخر فهي موجودة على طريقة، أنا أتدخل إذن أنا موجودة.