24 ساعة حاسمة.. هل يوقف الجيش الإسرائيلي عمليته في جنين اليوم؟
قصف الجيش الإسرائيلي 20 هدفًا داخل مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، خلال العملية العسكرية التي شنها فجر أمس، الاثنين، والمستمرة حتى الآن، وأسفرت عن استشهاد 9 فلسطنيين وإصابة أكثر من 50 أخرين حتى الآن، بالإضافة إلى اعتقال 20 فلسطينيًا للاستجواب داخل مقر جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، واستجواب نحو 80 أخرين داخل المخيم.
وشن الجيش الإسرائيلي عمليته ضد جنين بالاشتراك مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، حيث عقد هرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جلسة تقييم أمني، مساء الاثنين، بحضور يوآف جالانت وزير الجيش، ورونين بار رئيس الشاباك، ويهودا فوكس قائد المنطقة الوسطى، وآفي بلوت قائد فرقة الضفة الغربية، مسئولين أمنيين أخرين.
بنك أهداف العملية الإسرائيلية في جنين
خلال تلك الجلسة، تم إطلاع هاليفي على الأنشطة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في جنين، كما أصدر تعليماته بشأن خطوات أخرى لم يتم الكشف عنها حتى الآن، حسبما نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
يركز الجيش الإسرائيلي في هجومه الحالي داخل جنين على تدمير البنية التحتية لعناصر المقاومة الفلسطينية، حيث أعد المستوى الأمني بنك أهداف للمرحلة الأولى من العملية ضد المخيم، بهدف ضرب البنية التحتية للفصائل الفلسطينية وتحقيق حرية الأنشطة العملياتية الإسرائيلية داخل المخيم.
وتشير استهدافات الجيش الإسرائيلي المستمرة داخل جنين إلى أن بنك أهدافه في هذه المرحلة يركز على الأنفاق التي تستخدمها عناصر المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى المواقع التي يتم داخلها تصنيع العبوات الناسفة، والتي فاجئت المستوى الأمني الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين،حين جرى استخدامها ضد قواتها داخل المخيم.
يشمل بنك الأهداف أيضًا المعامل التي تستخدمها عناصر المقاومة لتصنيع المتفجرات، ومخازنها، بالإضافة إلى مخازن معدات الاتصال والأسلحة العسكرية، وغرف المراقبة.
التقديرات الأمنية الإسرايئلية حول هجوم جنين
في السياق ذاته، أجرى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في أعقاب جلسة هاليفي، جلسة أخرى لتقييم الأمني حول العملية العسكرية، شارك فيها جالانت ورونين بار وآفي بلوت، وحاخام هيئة الأركان العامة، والسكرتير العسكري وقائد القيادة المركزية، دون الإعلان عن نتائج أيضًا.
وبعد الجلستين، جلسة نتنياهو وهاليفي، أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي جولة على قوات الموجودة داخل جنين.
تقول التقديرات الأمنية الإسرائيلية أن الأهداف التي أعدها الجيش لا تزال تحتاج حوالي 24 ساعة أخرى، وربما أقل قليلًا، حيث أن الخطة الموضوع يمكن إنجازها خلال يومين، أي 48 ساعة، وذلك اعتمادا على وتيرة الاشتباكات المسلحة داخل شوارع المخيم، حيث تقع اشتباكات بين الجنود الإسرائيليين وعناصر المقاومة، حسبما نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
هل ينهي الجيش الإسرائيلي هجماته الحالية ضد جنين؟
من المتوقع أن يكثف الجيش الإسرائيلي من الأنشطة العسكرية داخل جنين خلال ساعات الليل، والتي يمكن أن تشمل دخولًا بريًا لعدد من القوات بالتزامن مع توفير غطاء جوي مناسب، بهدف أن يتم تحقيق بنك الأهداف الموضوع ومن ثم ينهي المرحلة الحالية من عمليته هناك صباحًا، وهي خطوة قد يلجأ لها لتقصير وقت المرحلة العسكرية الحالية وتجنب الانجرار لتصعيد في مناطق أخرى سواء داخل الضفة المحتلة، أو الحدود.
فعّل الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود مع لبنان وقطاع غزة المحاصر، في رسالة مفادها أنه مستعد لأي سيناريو تصعيدي أخر، بينما يفضل المستوى الأمني في إسرائيل ألا تتحول العملية الحالية في جنين إلى حرب متعددة الجبهات.
وتشير مجريات العملية العسكرية الإسرائيلي في جنين إلى أن المستوى الأمني –الذي اتخذ قرار شن الهجوم- مازال يحافظ على فكرة تحييد حركتي حماس والجهاد الفلسطنيين، حيث لم تتسع دائرة الهجمات إلى مركز المخيم حتى الآن.
غارات إسرائيلية مركزة لتجنب “حرب متعددة الجبهات”
وكذلك، تشن إسرائيلي غارات جوية مركزة، ومحددة الأهداف، داخل جنين، أي أنها تقصف أماكن بعينها تحتوي أهداف من خطتها، والتركيز على عدم وقوع عدد شهداء فلسطينيين ضخم لهدفين: الأول هو تجنب ردود الفعل والإدانات الدولية القاسية ضدها، والثاني هو أن عدد ضحايا فلسطينيين كبير يزيد احتمالية الانجرار إلى حرب متعددة الجبهات، على الأقل قد يفجر تصعيدًا عنيفًا على حدود غزة كرد من جانب الفصائل الفلسطينية على ما يحدث في المخيم.
ويجري المستوى الأمني الإسرائيلي، سواء السياسي أو العسكري، جلسات متعددة لتقييم الأوضاع، حيث يمكن تغيير الأههدف بما يتناسب مع مجريات العملية العسكرية الحالية على الأرض، كما أن هناك خطط موضوعة حال تحولت الأوضاع الحالية إلى حرب على جبهات أوسع في أي لحظة.