الدكتور محمد بدوي: حمدي أبو جليل كان قارئا نهما وبشكل خاص قصيدة النثر
تحدث الناقد دكتور محمد بدوي، خلال لقاء "حمدي أبو جليل .. حكاء يصعد إلي السماء"، والذي نظمه صالون الشاعر زين العابدين فؤاد الثقافي، للاحتفال بمنجز الكاتب الراحل حمدي أبو جليل، عن علاقته بالراحل وكيف تعرف علي "أبو جليل" في تسعينيات القرن المنصرم، عام 1992.
وقال "بدوي" في ذلك الوقت كان "أبو جليل" قد أصدر مجموعة قصصية جديدة بعنوان "أشياء مطوية بعناية فائقة"، عرفني عليه أستاذي الكبير محمد البساطي والذي كان مسئولا عن النشر في إحدى السلاسل الإبداعية، ونشر فيها لحمدي أبو جليل مجموعته، والتي كانت تقول أن هناك موهبة كبيرة في الطريق إلينا.
وتابع "بدوي" منذ أن تعارفنا والتقينا كثيرا ومن يومها وحتي قبيل موته لم تنقطع علاقتنا أبدا، وقد عرفت أبو جليل علي الصديق الشاعر أسامة الدناصوري، وقد صار الأثنين ــ الدناصوري وأبو جليل ــ صديقين حميمين جدا، مضيفا وأتصور أن أحد المؤثرين في صياغة مفهوم حمدي أبو جليل للكتابة ودورها، وما هو جميل وغير جميل فبها جزء كبير منه يرجع إلا علاقته بأسامة الدناصوري، وإلي مناقشاتنا في دار ميريت.
- مرحلة اكتشاف "أبو جليل" لنفسه ولكتابته ولنظرته للعالم
ولفت الناقد دكتور محمد بدوي إلى أن حمدي أبو جليل كان قارئا نهما وبشكل خاص كان يحب الشعر، قصيدة النثر تحديدا، ويحب قراءة الروايات وبشكل خاص الروايات العالمية. وفي هذه الفترة أعتقد أنه تعرف علي أفكار أساسية ظلت فاعلة في عمله بعد ذلك، مثل ميلان كونديرا الذي كان يبتهج به الشباب ويتحفظ عليه الشيوخ ثم ساراماجو، وأتذكر أن حمدي أبو جليل قابلني مرة بعد أن كان قد قرأ “تاريخ حصار لشبونة” لساراماجو وكان يبدو كمن يطير من الفرح ومبهور، ومعجب إعجابا لا حد له. هذه المرحلة، مرحلة اكتشاف أبو جليل لنفسه ولكتابته ولنظرته للعالم والوجود، وخصوصا أن حمدي أبو جليل كان له تجربة فريدة.
وأوضح الناقد دكتور محمد بدوي علي أن، حمدي أبو جليل ينتمي إلي إحدى قري الفيوم من الفلاحين الذين تحضروا من أصول قبائل بدوية، وهم حتي الآن ورغم أنهم فلاحين إلا أنهم يعتزون بهذا الأصل البدوي.
وقلما جاء إلينا كاتب يعتد به من هذه الأصول، ويوما وراء يوم اكتشف حمدي أبو جليل الأدوات والأوراق المهمة في يده منها هذا الأصل المترجرج بين ثقافتين، ثقافة البداوة وثقافة الريف، ثم بعد ذلك اصطدامه بالمدينة وخروجه من تحت عباءة هذه الحياة.