حسين الشحات ووالدته.. حياة بدأت بالألم وتوجت بالنجاح والإنجازات
آثار نجم النادي الأهلي حسين الشحات الجدل مع والدته على جميع منصات مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأمس عند تجديد توقيع عقده مع النادي، فقد بدا أنه مرتبط بأمه كثيرا ولها الفضل عليه في الكثير من الإنجازات المهنية التي وصل إليها على مدار تلك السنوات.
القصة بدأت عندما وجهت والدته له رسالة: "النادي الأهلي بيتنا..وعمرنا ما نسيب النادي الأهلي ولو بكنوز الدنيا"، ثم ظهر الشحات وهو يقبل يدها أمام الملايين وربما ما فعله كان أقل القليل من الذي تستحقه، تلك السيدة التي قاست من أجل تربية أبنائها وحتى يكونوا أفضل دائما، بعدما تركهم الوالد ليلاقي ربه وهم ما زالوا صغارا.
وكان حسين الشحات قد تحدث في أكثر من لقاء عن علاقته القوية بوالدته، فقد توفي والده وهو يبلغ من العمر ٧ أشهر وتولت مسئوليته بشكل كامل، فكانت تفضله على باقي إخوته لأنه لم يرى والده وكانت تذهب معه في كل تمرين، ويحكي أنه كان يحصل منها على خمس جنيهات فقط وأنها كانت لا تكفي غير المواصلات، ومن المفترض أن يأكل ويشرب منها، فكان يحاول أن يعود للمنزل ومعه منها جنيها أو أكثر حتى يوفر لوالدته بسبب الظروف المادية القاسية التي كانت تمر بها خلال تلك الفترة.
اضطر أيضا حسين الشحات للعمل في أكثر من عمل بالتوازي مع تدريباته في نادي مدينة نصر حتى يقوم بمساعدة والدته على الظروف الحياتية منها أنه كان يقوم بتجميع الكور من الملاعب حتى يحصل على جنيهات قليلة، كما عمل في بنزيمة وصبي نقاش.
ضحت والدة حسين كثيرا من أجل ابنها الذي كبر أمام ناظريها وهو مولع بكرة القدم، حيث أقدمت على بيع شقتها التي تمتلكها من زوجها من أجل أن تجعل نادي مدينة نصر يستغني عن ابنها وحتى يكون لديه الحرية الكاملة في الانتقال لكبرى النوادي، وذلك بعد مشاهدة الجميع بموهبته الفذة والجميع تنبأ له بمستقبل رائع.
وتزوجت والدته التي لم تكن توافق على هذه الخطوة في البداية خوفا على أبنائها، لكنها اكتشفت أنه يحبها ويحب أبنائها كثيرا وخاصة حسين الذي كان مشروعه الرياضي الأهم والذي وقف بجانبه كثيرا حتى استطاع أن يسير بخطى ثابتة على طريق النجاح والإنجازات، ربما هذا يفسر حزن الشحات عليه كثيرا عندما أعلن وفاته فكان أبيه الغالي.
ودائما ما يتعمد حسين الشحات أن يوجه الشكر والمحبة إلى والدته دائما سواء في المناسبات الخاصة أو أمام الجماهير وكأنه يعترف في كل مرة بفضل تلك الأم التي قاست كثيرا من أجله: "شكراً انكم في حياتي ربنا يخليكي ليا يا ماما يا أم الغوالي، ربنا يخليكوا ليا أحمد وآسر وتيم، وأخويا، ربنا يرحمك يا بابا".
تظل والدة الشحات تتابع بشغف دائما جميع مبارايات الأهلي وتظل صامدة تتمنى أن يوفق ابنها ويظهر في أفضل حال: "أسعد لحظات حياتى هي لحظات تسجيل حسين الشحات للأهداف، وبزعل في حالة عدم تسجيله".