فلاحون يتحدثون عن الخسائر.. كيف تؤثر التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية؟
يعتبر المزارعون والفلاحون هم الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية بسبب تأثيرها البالغ على المحاصيل الزراعية، لا سيما أن مصر على مدار أكثر من عامين ماضيين وهي تتعرض لتقلبات مناخية شديدة، حيث يهطل المطر في غير موسمه وتزيد الحرارة في فصول مثل الشتاء والخريف.
ويكون للتغيرات المناخية أثر أكبر في حجم ونوع المحصول الزراعي، ففي حال تضرر المحاصيل الزراعية تقل الإنتاجية للفلاح، ما يؤثر بدوره على الصادرات الزراعية ويكبده خسائر ضخمة، لعدم قدرته على تغطية الكلفة الاقتصادية للزراعة وتحقيق ربح.
تحديات البيئة الزراعية في مصر
وبالأمس نظم مركز بحوث الصحراء ندوة حول التغيرات المناخية وأثرها على الإنتاج الزراعي بمحافظة مطروح، وخلّصت إلى أن البيئة الزراعية تواجه العديد من التحديات في ظل الظروف المناخية المتغيرة يومًا بعد يوم مما يتطلب التوعية باستنباط أصناف زراعية جديدة تتحمل التغير في درجات الحرارة وتذبذب سقوط الأمطار والملوحة والجفاف.
وتتحمل كذلك تغير مواعيد زراعة بعض المحاصيل ليتوافق مع الظروف الجوية المتغيرة، وزراعة محاصيل بديلة أكثر تأقلما مع تلك الظاهرة، وتوعية الزراع وصغار المربين بالأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية وكيفية الحد منها والموازنة بين إنتاج المحاصيل والتأثر بالتغيرات المناخية.
فلاحون متضررون من التغيرات المناخية يتحدثون لـ«الدستور»
أمين سالم، صاحب مزرعة للزيتون في واحة سيوة، يوضح أنه منذ العام 2020 ويتعرض لخسائر في محصوله بسبب التغيرات المناخية التي بات من الصعب التنبؤ بها، أو معرفة كيف سيمر فصل الصيف أو الشتاء على المحصول، في وقت يحاول فيه تغطية كلفة الزراعة وتحقيق مكسب.
قال: «مواجهة أثر التغيرات المناخية يزيد من كلفة الزراعة الاقتصادية، لأن المزارع يلجأ إلى وسائل أخرى من أجل الحد من تلك التغيرات أو تقليلها مثل زيادة التسميد أو إضافة بعض المواد التي تساعد على التزهير المبكر، وهي كلها أمور مكلفة للفلاح أو صاحب المزرعة».
ويرى أن لجوء الفلاح أو المزارع لأي طرق حديثة أو تكنولوجية ستؤدي إلى ارتفاع الكلفة الاقتصادية للمحصول أثناء عملية الزرع، ومن ثم غلاء السلعة أو المنتج وقت وصولها للمستهلك ما يساهم في رفع الأسعار بشكل أكبر من المعتاد.
- بلغ حجم الصادرات الزراعية المصرية حوالي 2 مليون و506 آلاف طن من المنتجات خلال الفترة من أول يناير حتى أبريل 2023 بزيادة قدرها 230 ألف طن 10% عن نفس الفترة من العام الماضي، وتعتبر أهم الصادرات هي "الموالح، البطاطس، البصل الطازج، البطاطا، رمان، ثوم، فراولة، فاصوليا، جوافة".
- الموالح 302 ألف طن، والبطاطس 456 ألف طن، و198 ألف طن من البصل، 48 ألف طن من الفاصوليا ومثلها البطاطا، أما الفراولة بلغت 23 ألف طن، والثوم بلغ 12 ألف طن، والجوافة 7 آلاف طن.
سالم: «خسرت بسبب التغيرات المناخية 40% من المحصول»
سالم العشتار، مزارع مانجو في الإسماعيلية، وأحد المتضررين من خسائر محصول المانجو خلال العام 2021، بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة مما أدى إلى زيادة الأتربة على أشجار فاكهة المانجو أثناء عملية الإزهار، بسبب موجة الحر الشديدة.
قال: «خسرت ما يقرب من 40% من المحصول بسبب موجه الحر الشديد التي لم تكن في الحسبان وما تلاها من رياح شديدة أوقعت الثمار أثنار عملية الإزهار، لأن المانجو محصل يكون على الأشجار لذلك تؤثر عليه الرياح بشدة».
وأوضح أن المزارع يتكبد خسائر من التغيرات المناخية تفوق الكلفة الزراعية التي يتكبدها أثناء عملية الزراعة للمحصول، بسبب البحث الدائم عن وسائل تقلل من حدة أثر التغيرات المناخية وكلما زادت تلك الوسائل زادت كلفة الزراعة.