فى ذكرى وفاته.. أبرز المحطات فى مسيرة مهندس حرب أكتوبر "الجمسى"
رحل المشير محمد عبدالغني الجمسي عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2003، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973 برتبة لواء، ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة عام 1974.
شغل "الجمسي" منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة عام 1975.
حل “الجمسي” في ضيافة صالون دار الأوبرا المصرية، في اللقاء الذي تناول ذكرياته حول انتصارات حرب أكتوبر 1973، ومما جاء خلال هذا اللقاء، ما ذكره “الجمسي” عن نصر أكتوبر الذي تحقق بجهود وتضحيات الشعب المصري وقواته المسلحة المصرية.
وحول مسيرته العسكرية، قال “الجمسي”: بدأت مع تخرجي فى الكلية الحربية في الأول من نوفمبر سنة 1939، وانتهت خدمتي بها وأنا في وظيفة نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في أكتوبر 1978، أي أن مدة خدمتي في القوات المسلحة 39 سنة خدمة عسكرية، هذه السنوات شهدت كل الحروب التي تمت بين العرب وإسرائيل منذ العام 1948، حتى عام 1973.
وتابع “الجمسي” مضيفا: وقت تخرجي كنت في سلاح الفرسان الذي أطلق عليه فيما بعد سلاح المدرعات، وعقب تخرجي مباشرة انتدبت مع 10 من زملائي في الصحراء الغربية خلال مطلع الحرب العالمية الثانية للعمل في وحدات الحدود المتمركزة من السلوم شمالا إلى واحة سيوة جنوبا.
الخدمة في وحدات الحدود في هذه المرحلة المبكرة علمتني الكثير، أولا قوة التحمل، وثانيا الانضباط الشديد، وثالثا أننا لا نخاف الصحراء، ورابعا التنفيذ الدقيق للمهام.
هذه الحادثة تأثر بها المشير الجمسي
ولفت المشير عبدالغني الجمسي، مهندس انتصار حرب أكتوبر 73، إلى أنه وخلال فترة خدمته في وحدات الحدود فور تخرجه فى الكلية الحربية، وكان وقتها برتبة ملازم أول، تأثر بحادثين وقعا له خلال هذه الفترة.
أولهما أن القوات البريطانية كانت في الصحراء الغربية، والقوات الإيطاليا في ليبيا، مما يؤدي إلى صراع بينهما، وكان لا بد للقوات البريطانية أن تحصل على معلومات عن عدوتها من القوات الإيطالية، وقوات الحدود التي كنت أعمل بها كان منوطا بها الحصول على هذه المعلومات بالنظر أو اللاسلكي، ولكن القوات البريطانية فكرت في حل آخر بالوصول إلى عمق القوات الإيطالية داخل ليبيا للحصول على هذه المعلومات، كنت أخرج مع القوات البريطانية دوريات تسمى “دوريات الصحراء بعيدة المدى”، فكنا نذهب من واحة سيوة العوينات وواحة الكفرة وبنغازي لنحصل على المعلومات لصالح القوات البريطانية ونعود.
هذه كانت مهمة بالنسبة لي كلفت بأن أنفذها فنفذتها، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت القوات المصرية صغيرة العدد مشكلة في عدد محدود من الكتائب واللواءات، وفي الصحراء الغربية لواء واحد في مرسى مطروح وقوات الحدود التي كنت أخدم فيها، فكانت القوات البرية الأساسي فيها هي المدفعية المضادة للطائرات، والتي كانت تعاون في حماية سماء مصر في مرسى مطروح.