أشرف العربى: هناك فجوة فى البحوث والدراسات المتعلقة بالربط بين الحوكمة والتحول الرقمى
اختتمت، أمس، فعاليات المؤتمر الدولي لمعهد التخطيط القومي تحت عنوان "الحوكمة والتنمية المستدامة"، بالتعاون مع مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من كل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وكلية الشئون الدولية والعامة (SIPA) بجامعة كولومبيا، والذي عقد خلال يومي 3 و4 يونيو.
واستهدف المؤتمر، خلال جلساته التي شارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين المصريين والعرب والأجانب، تسليط الضوء على دور الحوكمة في دعم التنمية المستدامة ومداخل تعزيزها، بجانب فرص وتحديات حوكمة التقنيات الناشئة في مصر لدعم التنمية المستدامة بالتطبيق على التقنيات الحيوية، علاوة على التركيز على أثر تطبيق آليات الحوكمة الحكومية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر من خلال دراسة مقارنة مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
هذا وأشار الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، خلال كلمته بالجلسة الختامية، إلى أن المؤتمر شهد مجموعة متميزة من الجلسات والحلقات النقاشية التي تعد فرصًا مهمة لبلورة إضافات عملية حول دور الحوكمة في دعم التنمية المستدامة بوجه عام والتنمية الاقتصادية على وجه الخصوص، بما في ذلك حوكمة الدين الخارجي وخبرات حوكمة الشركات في التجربة المصرية، إضافة إلى التجارب العالمية والإقليمية المناظرة.
واستعرض العربي، خلال كلمته، مجموعة من الملاحظات والتوصيات الختامية التي خلصت إليها جلسات المؤتمر ومن بينها تعدد مستويات وأنواع الحوكمة مثل الحوكمة العامة، وحوكمة الشركات، والحوكمة متعددة الطوابق، والحوكمة الاقتصادية، والحوكمة البيئية وغيرها، مما يستلزم الاهتمام بتحقيق مختلف أنواعها ومستوياتها.
ولفت العربي أيضًا إلى وجود فجوة في البحوث والدراسات المتعلقة بالربط بين الحوكمة والتحول الرقمي، كما أن هناك تأثيرًا إيجابيًا لارتفاع مستويات الحوكمة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد العربي، خلال كلمته، على عدم وجود "روشتة" واحدة لكل الدول، "فليس من الضروري أن تؤدي ذات الإصلاحات أو اتباع ذات التوصيات الدولية إلى ذات النتائج مع اختلاف الظروف، وبالتالي يجب صياغتها في ضوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".
وأضاف رئيس معهد التخطيط القومي أن التطورات العالمية وما يرتبط بها من حالة اللا يقين تسلط الضوء على أهمية الاستشراف والتنبؤ والتحرك بشكل أكثر كفاءة وفاعلية عند مواجهة الأزمات ومنها، التطورات المتسارعة في التقنيات الناشئة، وانهيار العملات والاضطرابات المالية، والأزمة الروسية الأوكرانية، وأزمة المناخ.
كما سلط الدكتور أشرف العربي الضوء على أهمية القياس وتوفير البيانات والمعلومات مع حرية تداولها، وذلك لتيسير اتخاذ القرارات مع تحقيق الحوكمة الجيدة، موضحًا أن المرونة والاحتوائية والاستعداد وسرعة الاستجابة والمسئولية والتعاون والشفافية كلها تعد عناصر مهمة لتحقيق الحوكمة الجيدة ومكافحة الفساد، فضلًا عن أن الذكاء الاصطناعي والتوعية وبناء القدرات وتمكين الشباب جميعها تلعب دورًا هامًا في الحوكمة.
وأوضح العربي أنه لا يمكن للحكومة أن تتولى المسئولية وحدها وإنما لا بد من التعاون مع الشركاء المختلفين، لافتًا إلى أنه من الضروري تقسيم الأدوار بين الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني.
جدير بالذكر أن المؤتمر الدولي لمعهد التخطيط القومي شهد حضور كل من الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أحمد كمالي نائب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والدكتور محمد سلامة مدير الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، والدكتورة شريفة فؤاد شريف المدير التنفيذي لمعهد الحوكمة والتنمية المستدامة، ود. خالد فهمي وزير البيئة السابق، ومجموعة متميزة من الأساتذة والخبراء المحليين والدوليين من معهد التخطيط القومي، وكلية الشئون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، والبنك الدولي، والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية.