دراسة: خطر كبير يهدد إمدادات القمح فى العالم بسبب تغير المناخ
حذرت دراسة حديثة نشرتها شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية من أن إمدادات القمح في العالم معرضة لخطر التعرض لصدمة خطيرة، وهي تلف في المحصول ينجم عنه ارتفاع شديد في الأسعار؛ بسبب موجات الحرارة الشديدة والجفاف الناجم عن تغير المناخ.
وكشفت الدراسة أن موجات الحرارة الشديدة والجفاف الناجم عن تغير المناخ لديهما القدرة على إحداث صدمة في الإمدادات الغذائية العالمية ودفع الأسعار للارتفاع بشكل كبير.
وتقيم الدراسة السيناريو الأسوأ الذي يضرب فيه الطقس القاسي منطقتين من مناطق سلة الخبز في نفس العام، مما يضرب محاصيل القمح الشتوية في كل من الغرب الأوسط الأمريكي وشمال شرق الصين.
ووجدت الدراسة أن الظروف الجوية القاسية والطقس القاسي الذي من شأنه أن يدفع محاصيل القمح هذه إلى ما هو أبعد من تحملها الفسيولوجي أصبح أكثر احتمالًا إذا أثر هذا الطقس على مناطق متعددة في وقت واحد، وهو سيناريو محتمل في مناخ اليوم، فقد يؤدي إلى إجهاد النظام الغذائي العالمي بطرق خطيرة.
وقالت إيرين كوجلان دي بيريز، المؤلفة الرئيسية للدراسة وعالمة المناخ والأستاذة المشاركة في جامعة تافتس، إن البحث كان يهدف إلى إظهار القادة السياسيين والمستجيبين للكوارث درجة تعرض المحصول الحرج للتهديد، حتى يتمكنوا من الاستعداد في مثل هذه الأزمة.
وأضافت كوجلان دي بيريز: "يمكننا اتخاذ إجراءات لمنعها وبناء نظام أكثر مرونة، حيث يُزرع القمح الشتوي في الخريف، ويخمد في الشتاء البارد، ثم يُحصد في أوائل الصيف، حيث يتسبب تغير المناخ في تعطيل إنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم".
وشغلت المشرفة على الدراسة ومعاونوها نماذج مناخية للغرب الأوسط وشمال شرق الصين، ثم قارنت النتائج مع التحمل الفسيولوجي المعروف للقمح الشتوي المزروع في تلك المناطق.
ويمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في الربيع إلى إبطاء نمو القمح، وأيضًا تتسبب في تحلل الإنزيمات الرئيسية داخل النبات.
وأظهرت النماذج المناخية أن موجات الحرارة التي كان من المتوقع أن تؤثر في الغرب الأوسط في عام 1981 في عام واحد فقط من كل 100 عام أصبحت مرجحة الآن كل ست سنوات، ففي شمال شرق الصين، من المتوقع الآن أن تحدث موجة حارة واحدة من كل 100 عام كل 16 عامًا.
وقالت المشرفة على الدراسة: "من الناحية الفسيولوجية، إذا حصلنا على موجات حرارة غير مسبوقة وأكبر من الأشياء التي رأيناها في الماضي، فقد يكون ذلك مدمرًا لمحاصيل القمح".
وأضافت أن "هاتين المنطقتين الزراعيتين الرئيسيتين لم تشهدا درجات حرارة عالية- أو ضارة- كما تقول النماذج المناخية، والأماكن التي لم تشهد مؤخرًا حدثًا شديدًا أو كارثة هي أماكن ربما لا تستعد لها".
وأشار ويستون أندرسون، عالم الأبحاث المساعد في جامعة ماريلاند ووكالة ناسا والمتخصص في تأثيرات المناخ على الأمن الغذائي، إلى أن المخاطر على المحاصيل الحيوية تتزايد مع استمرار ارتفاع درجة حرارة العالم.
ونوه بأن البحث الجديد يقدم "طريقة قوية وسليمة لتقييم التهديدات التي يتعرض لها نظامنا الغذائي والتي تقع خارج نطاق السجل التاريخي".
وقال أندرسون: "يجب أن نفكر في هذه الأنواع من التهديدات وإمكانية أن تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى مزيد من الصدمات المتكررة على نطاق عالمي، حتى بالنسبة لهذه المحاصيل، حيث نتوقع زيادة متوسط المحصول".