اللحظات الحاسمة.. كيف كشفت إسرائيل مواقع إنتاج صواريخ الجهاد الإسلامي وهاجمتها؟
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في نسختها الإنجليزية تقريراً اليوم الأحد كشفت فيه تفاصيل جديدة حول كيفية اكتشاف الجيش الإسرائيلي مواقع إنتاج الصواريخ التابعة للجهاد الإسلامي خلال المواجهة الأخيرة في غزة قبل إسبوعين، والتي تسمى في إسرائيل باسم "السهم الواقي".
خطة الهجوم السرية
كشفت الصحيفة إنه عندما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ من غزة منذ حوالي أسبوعين ونصف تجاه بلدة سديروت الإسرائيلية في غلاف غزة، كدليل على التضامن مع مقتل الأسير الفلسطيني خضر عدنان، طُلب من قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الكولونيل ليرون باتيتو الاستعداد لخطة الهجوم السرية والتي تسمى "black cloak" وكانت خطة مُفصلة في كتيب من عشرات الصفحات يتضمن أهدافًا نوعية للهجوم بما في ذلك صور لمسؤولين كبار في الجهاد الإسلامي في فلسطين والبنى التحتية للجهاد الإسلامي.
اللحظات الحاسمة
أضافت الصحيفة أن كل عملية لها العديد من اللحظات الحاسمة، وإحدى هذه اللحظات هي مرحلة اختيار أهداف للهجوم. إذ يجرى نقاش عميق حول كل هدف، حول ماهية العواقب وما هي الإنجازات، خاصة عندما لا يريدون جر حماس إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل. بعد صياغة التوصيات في القيادة الجنوبية، تم فحصها من قبل كبار مسؤولي "الشاباك".
على عكس عملية "الفجر الصادق" في أغسطس 2022، قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن إسرائيل عليها أن تلحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية لمواقع صواريخ الجهاد الإسلامي وإنتاجها وتخزينها، وكذلك اغتيال قيادات بارزة، لإحداث تأثير صدمة هائلة في الحركة.
بعد الحصول على موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطة العملية، ظهر نوع مختلف من التحدي وقت الهجوم لتنفيذ اغتيال قادة الجهاد الإسلامي، حيث أدى تأخير تنفيذ العملية إلى تغيير اسمها من "Black Cloak" إلى Operation Shield and Arrow ، لأنه في كل مرة، كان هناك نوع مختلف من المشاكل: توقيت غير مناسب لـ هجوم بسبب الظروف الجوية، أو محاصرة مدنيين غير متورطين في العمليات ضد إسرائيل. من شأنه منع وقوع مثل هذا الهجوم.
قال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي: "لقد سمح لنا الوقت الذي مضى بتنظيم مجموعة من أهداف البنية التحتية الحيوية للهجوم، فيما قمنا بها بتحسين دفاعنا بشكل حاسم من خلال جهودنا الهجومية". وأضاف "لقد أضرنا بقدرات مواقع إطلاق الصواريخ، والتي كانت دون شك ستشمل عمليات الإطلاق على إسرائيل. وتابع: "هذا نتيجة عمل استخباري عميق، والتخطيط مع وحدة عمليات الشاباك، والتي كانت عاملا رئيسيا في هذه العملية".
واستطردت الصحيفة، إنه بعد دقيقة واحدة من الهجمات الثلاث المستهدفة على مسؤولي الجهاد الإسلامي، شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجمات واسعة في قطاع غزة بأكمله، حيث قصفت 12 هدفاً للجهاد الإسلامي تضمنت نفقًا يحتوي على أكبر ورشة لإنتاج الصواريخ ومختبرات لإنتاج المتفجرات وإطلاقها. الحفر ومستودعات الأسلحة.
بحلول نهاية العملية، هاجم الجيش الإسرائيلي 32 هدفًا للبنية التحتية. وأوضح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: "من هذه المواقع، كان من الممكن إطلاق صواريخ على مواطنين إسرائيليين وسيتعين على القبة الحديدية التعامل معهم في أفضل الأحوال".
الأهداف التي تم مهاجمتها
أحد الأهداف التي تم استهدافها خلال عملية "السهم الواقي" يتضمن موقعًا لتخزين المواد الكيميائية كان من الصعب جدًا تهريبه إلى قطاع غزة وتم بناؤه في بيئة مدنية. فيما قال مسؤول بالجيش الإسرائيلي، "هذا هدف هاجمناه في عملية الفجر الصادق، لقد أعادوا الموقع وحددناه مرة أخرى وقمنا بمهاجمته مرة أخرى.
من المواقع الأخرى التي تم استهدافها هو نفق أقيم فيه مصنع لإنتاج الصواريخ. وبحسب ما ورد قامت حركة الجهاد الإسلامي ببناء الموقع في عمق الأرض ليتمكن من مواجهة هجمات سلاح الجو الإسرائيلي، فيما كشف ملازم في الجيش الإسرائيلي متخصص في الذكاء البصري عن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد ورش الإنتاج وأن "لدينا باحثين ماهرين للغاية لديهم معرفة متراكمة يعرفون كيفية تحديد العلامات لتحديد مواقع ورش الإنتاج".
في تقييم أولي من قبل قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي، تم "القضاء تمامًا" على مواقع ذخيرة الجهاد الإسلامي بما في ذلك مناطق إنتاج الصواريخ الرئيسية.
عندما سُئل ضابط في الجيش الإسرائيلي عن احتمال قيام الجهاد الإسلامي باستعارة صواريخ من حماس، قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي "إنهم لا يفعلون ذلك عادة"، وأضاف: " الأمور صعبة على حماس، لا يوجد مدخل من البحر، ونعرف أماكن 90٪ في الأنفاق، ولدينا القدرة على ضرب قلب حماس في كل وقت".