كنت أفتحر بكل قرش أكسبه من الصحافة.. تجربة أمينة السعيد في مجلة "حواء"
رحلة طويلة خاضتها الكاتبة أمينة السعيد، التي بدأتها منذ المرحلة الثانوية عندما اختارتها السيدة هدى شعراوي للعمل معها، وحتى ممارسة العمل الصحفي بالجامعة، من خلال المقالات التي كانت ترسلها لبعض الصحف والمجلات باسم مستعار، ثم التحقت بدار الهلال للعمل بها.
ولأمينة السعيد تجربة مهمة ورائدة في مجلة "حواء" كشفت عنها في مقال لها بمجلة "الهلال" بعددها رقم 6 الصادر بتاريخ 1 يونيو 1992، قائلة: حينما فكر إميل زيدان في إصدار مجلة نسائية، رأيت بعيني مدى الاهتمام الذي كان يبديه مدير الإعلانات، ورأيت كيف رفض أكثر من فكرة بحجة أن هذا المشروع لا يحقق مزيدًا من الإعلانات وطرح اسم درية شفيق لرئاسة تحرير حواء، وكانت علاقتها بالأميرة شويكار سببًا في اعتذارها، وحسم إميل زيدان هذا الأمر بقوله "علينا أن نختار أمينة السعيد ابنتنا وابنة دار الهلال، وفرحت جدا بهذا الاختيار، وقد ساعدني على المضي من نجاح إلى نجاح أن الإدارة تذلل كل المشكلات التي يمكن أن تواجهنا في بداية الأمر، وكان ذلك في عام 1955.
وتابعت: لم تكن الأمور تسير سهلة يسيرة، بل كان البعض ينتقدني، والبعض الآخر يأتي إلى أمي في منزلنا يحرضونها ضدي، ويقولون كيف تعمل ابنتك "جورنالجية"، وكانت تحزن لذلك كثيرًا، وفي المقابل كنت أفتحر بكل قرش أكسبه من مهنة الصحافة.
وأضافت: ثقتي في النجاح كانت بلا حدود، وتلك المشكلات والمصاعب لم تفت في عضدي، ومع مرور الأيام، بدأ عدد كبير من كبار رجال الدولة والمستشارين يتصلون بي، ويرجونني في تعيين بناتهم للعمل في حواء، وأظن أن هذا العدد الكبير من اللائي تعلمن في مدرسة حواء، يدل على صدق التجربة ونجاحها، ومن جانبي لم أكن أبخل عليهم بإعطاء الفرصة والانطلاق في أول مجلة نسائية في الوطن العربي، حملت الفكر المستنير، وخاطبت المرأة في كل ميادين الحياة، لكن النجاح لابد أن يعقبه نجاح، فقد بدأت فكرة باب "اسألوني" ويعود الفضل فيه إلى الصحفي لطفي رضوان.