السفير الفلسطيني يحذر من مخاطر المخططات الصهيونية لإفراغ الأرض من سكانها الأصليين
أحيّت سفارة دولة فلسطين لدى القاهرة، الذكرى الـ75 لنكبة الشعب الفلسطيني، بحضور رسمي رفيع المستوى.
واستهلت الفعالية بمشاهدة خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، تلاها عزف السلام الوطني الفلسطيني والمصري وافتتاح معرض صور تذكر بالحياة في فلسطين قبيل نكبة ١٩٤٨، كما عرض فيلم تسجيلي يروي أحداث النكبة وقضية فلسطين.
من جانبه، أكد السفير الفلسطيني لدى القاهرة دياب اللوح، في كلمته أن إحياء ذكرى النكبة تلك المناسبة التاريخية المؤلمة، وهي التراجيديا الأكبر والأطول في القرن العشرين وفي تاريخ الإنسانية، تكتسب أهمية خاصة في عامها الخامس والسبعين، لتزامنها مع قرار الأمم المتحدة لأول مرة لإحياء هذه المناسبة الكارثية التي أحلت بالشعب الفلسطيني، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا اليوم، بحضور الرئيس أبومازن، حيث يقف رئيس الشعب الفلسطيني وقائده ورمز شرعيته وحامل رسالته وهمومه وحامي حقوقه وأحلامه وآماله على منبر الأمم المتحدة استناداً إلى قرار الجمعية العامة المعتمد في 30 نوفمبر الماضي، بحضور عربي ودولي حاشد رفيع المستوى.
وقال اللوح إن كلمة الرئيس عباس تعد كلمة تاريخية هامة نظرا للحدث الهام في تاريخ الشعب الفلسطيني ومسيرته الكفاحية الطويلة التي أعقبت أحداث النكبة وما سبقها من مراحل تاريخية وأحداث ومعارك وثورات خاضها الشعب الفلسطيني، قدم خلالها التضحيات الجسام، وقوافل من الشهداء والجرحى والأسرى من بينهم شهداء الكلمة الحرة، مستذكرا الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة بمناسبة مرور عام على إستشهادها ومسيرتها الطويلة.
واستطرد بحديثه عن استمرار ويلات النكبة حيث لا يزال أكثر من سبعة ملايين لاجئ ونازح فلسطيني، يعيشون في المنافي في أنحاء العالم في ظروف غير إنسانية وكارثية، ومثلهم من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون داخل فلسطين تحت بطش وصلف الإحتلال الإسرائيلي الاستعماري العنصري، ويتعرضون لأبشع الممارسات من قواته الإرهابية وقطعان مستوطنيه وعصاباتهم المسلحة، سيما ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد ممنهج، وما يواجهه المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية من اعتداءات يومية، ومخططات مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والبؤر الاستعمارية غير القانونية وغير الشرعية عليها.
وحذر اللوح من مخاطر المخططات الصهيونية لإفراغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، وإحلال المستوطنين للقتلة الغرباء بدلاً منهم، في محاولة يائسة لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي والتاريخي والقانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومخالفة القانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة، وفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، وتقطيع أوصال الأراضي المحتلة إلى جزر جغرافية معزولة عن بعضها البعض، وعزل مدينة القدس عن محيطها العربي، وحصار وعزل قطاع غزة للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً وقابلة للحياة، ونزع ملامحها السيادية على أرضها ومواردها الطبيعية، وطمس هويتها التاريخية التي يتجاوز عمرها آلاف السنين وحضارتها التاريخية العريقة، مما يعزز من استمرار دوامة العنف؛ بهدف قتل عملية السلام ونسف الأمن والاستقرار في المنطقة والضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق والمرجعيات الدولية، وللحيلولة دون إنهاء الصراع على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وعلى أساس رؤية حل الدولتين، لتسود العنصرية وسياسة التطهير العرقي ونفي وإنكار وجود الشعب الفلسطيني، وتزوير التاريخ، والترويج لرواية كاذبة مفبركة زائفة لا أساس لها من الصحة التاريخية والسردية المنطقية والواقعية والتاريخية، لذا تعتبر نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948م جزءاً لا يتجزأ من الرواية الوطنية الفلسطينية المستندة إلى الحق التاريخي وقرارات الشرعية الدولية المتعاقبة.
اللوح يطالب العالم بتحمل مسؤولياتهم لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني
وطالب السفير اللوح العالم بكافة دوله ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش بتحمل مسؤولياتهم السياسية والتاريخية والإنسانية والأخلاقية لوضع حد لمعاناة ونكبة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن من الزمن ، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والتدخل العاجل لإنصاف الشعب الفلسطيني، وتبني حل سياسي يُفضي إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله لأرض دولة فلسطين، ووضع حد لآخر إحتلال في العالم، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف والمكفولة وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
كما طالب اللوح بتمكين الشعب الفلسطيني من العودة لوطنه ودياره التي أُخرج منها قسراً قبل وبعد وقوع نكبة 84، تنفيذاً لقرار الشرعية الدولية (194)، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووفقاً لما جاء في المبادرة العربية للسلام الصادرة عن قمة بيروت عام 2002، وكذلك الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ووقف ما يتعرضون له من مخططات وممارسات وحشية عنصرية شرسة، تُعرض حياتهم للخطر الذي وصل لدرجة القتل والموت.
وطالب السفير اللوح بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد شعبنا ووقف مخططات مصادرة الأراضي والموارد الطبيعية، وقرصنة الأموال، والإفراج عن الأموال المحتجزة لدى سلطات الإحتلال، ورفع القيود عن الاقتصاد الفلسطيني، وتمكين الشعب الفلسطيني من أن يحيا حياة حرة كريمة على أرضه وأن ينعم بخيراتها ومواردها ، مع توفير حماية دولية عاجلة من بطش قوات الإحتلال وسياساته العنصرية التعسفية، لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة المتصلة جغرافياً والقابلة للحياة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، جزءاً لا يتجزأ من الشرعية الدولية والمجتمع الدولي ومواثيقه ومعاهداته وقوانينه، تعيش في مجتمع ديمُقراطي في إطار متماسك من الوحدة الوطنية، وسلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح واحد، وشراكة وطنية وسياسية كاملة بقيادة شرعية واحدة منتخبة من خلال صناديق الأقتراع، وتعزيز دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين، والحفاظ على وحدانية التمثيل، ونرفض أي تفريط بوحدانية التمثيل أو الالتفاف عليه، وأي مساسٍ بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل.