"القمح في موسم عيده"..الدستور ترصد رحلة "الذهب الأصفر" بالإسكندرية
سنابل ذهبية تتلألأ تحت أشعة شمس الحارة تحتضن بينها أيادي تعمل ووجوه تبتسم بفرحة استقبال موسم جديد من "بشاير الخير" حصاد الذهب الأصفر والمحصول الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية في مصر، ويسعد به كل صغير وكبير، ويكون بمثابة يوم عيد في كل منزل وعائلة مزارع قمح.
أجرت "الدستور" جولة على مدار يوم كامل لرصد حصاد القمح بالأراضي الزراعية في العامرية غرب الإسكندرية، ومراحل تجميعه وتحميله حتى وصولة إلى صوامع الغلال، وإبراز فرحة الجميع من مسؤولين ومزارعين بحصاد وتوريد القمح.
قال الدكتور نبيل الششتاوي وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، إن المساحة المنزرعة هذا العام 21ألف و933فدان، والمحصول مبشر بالخير، حيث ظهرت نتيجته بأن خلال اسبوعين فقط تم توريد نسبة مرتفعة من القمح للصوامع بلغت أكثر من 35ألف طن.
واضاف لـ« الدستور» أن المزارع اليوم بمثابة يوم عيد له بسبب حزمة القرارات التي قدمتها الدولة ووزارة الزراعة من رفع سعر توريد الأردب من 850جنيه إلى 1500جنيه لأردب القمح، مما شجع المزارع على زراعة القمح بسبب رضائه عن السعر، بجانب توفير الاسمدة وحلول مشاكل المزارعين وتنفيذ الحقول الإرشادية، والمتابعة المستمرة والتوجيه والتوصيات والتي إذا طبقها المزارع على أكمل وجه تعطيه أفضل إنتاجية للمحصول.
واوضح إلى أن توريد القمح إلى الصوامع مستمر حتى شهر أغسطس القادم، منا يبشر بتوريد كميات كبيرة من القمح هذا العام في الإسكندرية.
رئيس إرشاد العامرية: زيادة سعر الأردب كان له مردود جيد على المزارعين
ومن جانبه قال الدكتور أحمد راضي، رئيس الإرشاد الزراعي بإدارة العامرية الزراعية، إن القمح من المحاصيل الزراعية العامة التي لها اهتمام خاص فهو الذهب الأصفر الذي ينتج رغيف الخبز، أهم اساسيات الحياة.
وأوضح لـ« الدستور» أن من خلال الإرشاد الزراعي ، والحملة القومية للنهوض بمحصول القمح نجحنا في الإسكندرية بإيصال رسالة الإرشاد، وتم توصية المزارعين بأهم الأصناف، والاصناف المقاومة للأصداء والرقاد والآفات والأمراض، وكان هناك استجابة من المزارعين عادت على إنتاجية محصول القمح.
وأضاف أن نسبة التوريد هذا العام مرتفعة جدًا وصلنا إلى ما يقرب من 80٪ من المستهدف للتوريدد للصوامع، فضلا عن زيادة الأسعار التوريد للمزارع في أردب القمح الذي وصل ل1500جنيه هذا العام، مما كان له مردود جيد على المزارعين لتقليل من الطفرات في أسعار المدخلات الأسمدة والتفاوي. العمليات الزراعية.
مزارعي القمح: "سنة خير علينا"سعداء بزيادة أسعار التوريد ونقف مع الدولة
أعرب فتحي أبو دومة مزارع قمح، عن سعادته بمحصول القمح هذا العام، مشيرًا إلى أن الإنتاج مرتفع هذا العام فضلا عن جودة حبة القمح.
واوضح لـ"الدستور" أن الصنف الأساسي الذي زرعه هذا العام هو سخا95، وبدأ حصاد أرضه منذ 15 أيام والتوريد للصوامع التابعة لمطاحن الناصرية، لافتّا أن هذا العام يتميز بجانب الإنتاج الوفير بزيادة سعر الأردب والتي تضاعفت، لذا موسم القمح هذا العام أفضل من العام الماضي
وأشار إلى أن قرارات الدولة التي تأتي لصالح الفلاح تجعله يقبل على زراعة القمح، ويودر جميع المحصول، بخلاف أن المزارعين يحرصون دائما على التوريد للصوامع الحكومية قائلًا: "لازم نكون دايما مع دولتنا ونساندتها بما نستطيع تقديمه".
وأضاف مدكور عبد الهادي، سكرتير جمعية سيدي مسعود ومزارع قمح، إن القمح هذا العام تخطى العام الماضي، بجانب قرارات الدولة بإعطاء مهلة للفلاح للتسليم فضلا عن ارتفاع الأسعار التوريد، مما شجع المزارعين على تسليم القمح قائلًا : « سنة خير علينا ان شاء الله».
وقال خلال حديثه لـ"الدستور" إنه تم زراعة هذا العام صنف مصر 3 لأول مرة، وسخا 95، و171، ولكن مصر 3 كانت الأفضل هذا العام، لافتًا أن الفلاح يجب أن يخدم الأرض ويتبع تعليمات الإرشاد بطريقة صحيحة وهو ما يرفع الإنتاجية في محصول القمح.
وأكد أن المزارعين يحصلوا على ثمن القمح بعد 24ساعة فقط من التوريد، وهو ما أعطى ثقة للمزارع بجميع الإجراءات التي طبقتها الدولة لصالحه، من استلام ثمن القمح، إعطاء فرصة للتسليم وعدم الضغط، فضلا عن أرتفاع سعر توريد الأردب وهو سعر مناسب جدًا وأسعد المزارعين.
قال احمد كامل أبو دومة، رئيس جمعية زراعية، محصول هذا العام مبشر بالخير، وهو ما جعل هناك رضاء من الفلاحين عن محصول هذا العام، مشيرًا إلى أنه يقوم بزراعة أصناف سدس 14، سخا95، و71.
وأشار إلى أن الأرض تتطلب جهد وعمل من الفلاح ليحصل على إنتاج جيد، لافتًا إلى أن الحصاد ما زال مستمر وتم توريد جزء من المحصول بسعر 1500جنيه على الأردب.
مراحل استلام وفرز القمح بصوامع الإسكندرية
وخلال جولة "الدستور" بصومعة كينج مريوط، العديد من الخطوات التي تتم لاستلام محصول القمح المحلى، والتي تبدأ من دخول الشاحنات ووزنها و كذلك عملية سحب العينات و تقريطها لمعرفة درجة التقاوى، واخذ عينات لمعرفة درجة الرطوبة بالجهاز المخصص لذلك، ثم تفريغ الشحنات على النقرة لسحبها للتخزين داخل الخلايا التخزينية المجهزة لذلك.
وتشتمل صوامع الإسكندرية على أجهزة الموازين، و أجهزة أخذ العينات، ومتابعة الظروف المناسبة لتخزين الأقماح والتقليب والتهوية ودرجات الرطوبة للمحافظة على الأقماح المخزنة.
وقال المحاسب محمد سعد الله وكيل وزارة التموين و التجارة الداخلية بالإسكندرية إن الدولة المصرية تهتم بموسم توريد الأقماح وتخزينها بالصوامع التى تتمتع بنظم علمية حديثة تحافظ على صلاحية الأقماح، حيث تتوافر التهوية والتقليب ودرجة الرطوبة المناسبة، وكذلك شفط الأتربة مما يساعد على جودة القمح المحلى المتداول بعد ذلك إلى المطاحن لإنتاج دقيق بلدى على أعلى مستوى يستخدم فى عمليات انتاج الخبز البلدى المدعم لتقدم الدولة رغيف خبز بلدى بمواصفات فنية عالية للسادة المواطنين.
واستعدت تموين الإسكندرية بتجهيز 3صوامع و 4 بناكر بسعة إجمالية 208180طن. وتتضمن صومعة برج العرب سعتها 90ألف طن، صومعة الكينج مريوط سعتها 60 ألف طن، وصومعة السلام وسعتها 60الف طن، وكل صومعة مجهز بها سعة 30 ألف طن لاستقبال الاقماح المحلية.
أما البناكر هي: بنكر السلام 1، وسعته التخزينية 45 ألف طن، وبنكر السلام 2التابع وسعته التخزينية 45 الف طن، التابععين للشركة العامة للصوامع و التخزين، إما بنكر شمال القاهرة، سعته التخزينة 15700طن، وبنكر جنوب القاهرة، و سعته التخزينية 12500 طن، التابعين لشركة مطاحن ومخابز الإسكندرية.