"عبد الوهاب" يغنى لنجوم الفن السينمائي في ألمانيا
خلال استعداده لإنتاج أول أفلامه، فيلم "الوردة البيضاء"، سافر إلى أوروبا، وهناك غنى لأهل الفن فيها، ففي عددها الــ 353 والمنشور بتاريخ 6 مايو من العام 1958، نشرت مجلة الكواكب الفنية تقريرا عن جولة عبد الوهاب فيها.
وكان عبد الوهاب كغيره من محبي السينما الذين يختارون نجوما معينة يخصونها بأعجابهم، ولهذا كان يرد من صميم فؤاده أن يشاهد النجمة الألمانية الذائعة الصيت "بريجيت هيلم"، بطلة فيلم "متروبوليس"، والنجم الروسي إيفان موسجوكين، الذي عرضت له في مصر مجموعة أفلام رائعة من بينها ميشيل ستروجوف، و"الحاج مراد"، وكان هذان النجمان يظهران وقتها في أفلام شركة "أونا الألمانية".
ولما قام عبد الوهاب برحلته إلي أوروبا استعدادا لإنتاج فيلم "الوردة البيضاء"، مر بألمانيا وأطلع صديق له في برلين علي رغبته في مشاهدة "بريجيت" و"إيفان"، فقال له صديقه أن النجمين يذهبان كل ليلة إلي ناد ليلي افتتحه منذ مدة قريبة شاب مصري يقيم في العاصمة الألمانية.
وفي المساء صحب عبد الوهاب صديقه إلي ذلك النادي الليلي، وهناك استقبلهما شخص أسمر اللون كان هو صاحب الملهى، وقد حملق ذلك الشخص بنظره في المطرب وقال له: "ألست أنت المطرب محمد عبد الوهاب؟"، فأجابه بالإيجاب، وهنا عرفه بنفسه وقال له أنه جاء من مصر منذ مدة بحثا عن العمل، وقد أمكنه أن يفتتح هذا النادي الذي وفر جوا شرقيا جميلا يغري الزبائن بالتردد عليه.
ــ حكاية غناء عبد الوهاب في الملهي الليلي الألماني
ويمضي محرر "الكواكب" مضيفا: وبعد أن تم التعارف أطلع عبد الوهاب مواطنه صاحب النادي علي رغبته في مقابلة نجميه المفضلين، فأجابه قائلا: "أن جميع ممثلات شركة أونا وممثليها يترددون علي محلي هذا؛ لأنني جعلت لهم خصما خاصا في أثمان المشروبات والمأكولات، ولا بد أن تحضر "بريجيت" و"إيفان" بعد قليل.
ولم تمض فترة قصيرة، حتي امتلأ النادي بنجوم السينما الألمانية، ومن بينهم "بريجيت هيلم" أما إيفان موسجوكين، فقد تصادف أن أصيب ليلتها بوعكة فآوي إلي منزله بعد انتهاء عمله في الاستديو.
ــ هذا ما قالته النجمة الألمانية "بريجيت هيلم" لـ عبد الوهاب
وما أن جلست "بريجيت" علي مائدتها حتي أقبل صاحب النادي عليها وقدم إليها المطرب محمد عبد الوهاب، وقد رحبت به النجمة الألمانية وكان مما قالته له: "أنني جد شغوفة بالموسيقي العربية، وكم أتمني لو أتيحت لي فرصة أسمع فيها بعض الأغاني المصرية. وقال لها "عبد الوهاب" أنه يسره أن يحقق لها أمنيتها هذه، ووعدها بذلك في الليلة التالية.
وبالفعل نظم عبد الوهاب في اليوم التالي سهرة في منزله دعا إليها لفيفا من نجوم ألمانيا، وكانت في مقدمتهم طبعا النجمة "بريجيت هيلم".
وانطلق عبد الوهاب يغني بعض أغانيه ويقدم بعض المقطوعات الموسيقية الشرقية التي كانت مثار إعجاب نجوم الفن في ألمانيا وسرورهم. وبعد أن انتهي عبد الوهاب من العزف والغناء، هنأته بريجيت هيلم وقالت له: "أن مصر بلاد السحر والجمال، ولا بد أن أزورها قريبا، وقال لها عبد الوهاب أن سروره يتضاعف حين يراها في مصر، ثم أفهمها أنه يقوم برحلة فنية في أوروبا استعدادا لإنتاج أول فيلم سينمائي له، وهنا قالت بريجيت: إذن لا تبخل علينا بنسخة من فيلمك لعرضها في برلين حتي نستمتع بما ستقدمه فيه من موسيقي وغناء".