محلل سياسى سورى: عودة دمشق إلى الصف العربى مقدمة لـ"لملمة جراح" سوريا
يقول عمّار وقاف، المحلل السياسي السوري، أن البيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب يعتبر تتويجًا لعملية استمرت لعامين ونصف من العمل العربي المشترك الذي بدأ باجتماع بين أربع دول: مصر، الأردن، السعودية والإمارات في نوفمبر من العام 2021، اتفقت فيه الأطراف على دعم عروبة سوريا ووحدة أراضيها.
وأضاف وقاف، في تصريحات لـ"الدستور": ثم بدأت عملية جدية للتقارب العربي مع الدولة السورية، تخللتها افتتاح سفارات وتسويق لعملية التقارب مع دول معنية بالشأن السوري، وأولها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالإضافة إلى المحاولات الجادة لبحث عودة سوريا للحضن العربي في قمة الجزائر العربية، العام الماضي.
وتابع المحلل السياسي السوري: من حيث المبدأ، فإن المملكة العربية السعودية مهتمة بإنجاح القمة المزمع عقدها في الرياض، وتراها فرصة مناسبة لعودة سوريا للجامعة العربية، كجزء مكمل لتفاهمات إقليمية بدأ العمل على التوصل إليها مؤخراً، وتتضمن إصلاحاً لذات البين مع إيران تمهيداً لحل المعضلة اليمنية الشائكة لاحقاً، مضيفًا: لذلك يمكن تلخيص الموقف السوري مما يحدث حالياً بكلمتين اثنتين وردتا في بيان الخارجية السورية، وهما: الاحترام المتبادل، ويعني هذا أننا بصدد محاولة من الدول العربية لمساعدة الدولة السورية في لملمة جراح شعبها أكثر من محاولة لتلك الدول باستغلال عرض التقارب العربي للتدخل في الشأن السوري وفرض ما لا يمكن قبوله.
وأضاف: أما الشق الآخر فهو اقتصادي، حيث ينظر السوريون إلى هذا التقارب كمقدمة لخروج بلدهم من عنق زجاجة طال حشرهم فيه، وهم يتأملون في أن تكتمل عودة سوريا إلى الحضن العربي سياسياً، بعودة اقتصادية تتيح تدفق استثمارات وفتح أسواق تسمح بوقف هجرة شبابهم وعقولهم إلى الخارج.