جولة داخل كنيسة وستمنستر الأثرية موقع تتويج الملك تشارلز الثالث (صور)
بعد 70 عامًا، جاء لبريطانيا ملكًا جديدًا وهو الملك تشارلز، الذي تم تتويجه في حفل وموكب مهيب، ولم يكن اختيار المكان الذي أقيمت فيه هذه المناسبة الجليلة، مكانًا عاديًا، وإنما في كنيسة وستمنستر الأثرية، واحدة من أشهر الكنائس التاريخية في المملكة المتحدة.
وقد تُوج الملك تشارلز الثالث، وزوجته الملكة كاميلا، في تتويج رسمي لهما أمام 2200 ضيف بما في ذلك قادة العالم وأفراد العائلة المالكة البريطانية وغيرهم، في كنيسة وستمنستر، التي لطالما كانت في قلب الحياة الملكية البريطانية.
أعجوبة تاريخية
شهدت هذه الكنيسة الأعجوبة التاريخية والمعمارية، ففي نفس المكان تم الاحتفال بوالدة الملك تشارلز، وهو أيضًا المكان الذي شهد جنازة الملكة اليزابيث، كما شهد 16 حفل زفاف ملكي، بما في ذلك زفاف الأمير ويليام وكيت ميدلتون، وكانت موقع دفن 18 ملكًا، ومكان تتويج 39 ملكًا إنجليزيًا وبريطانيًا، ويعد الملك تشارلز الثالث الملك الأربعين الذي يتوج هناك.
موقع للتراث العالمي
كنيسة وستمنستر، هي كنيسة لندن التي تعد موقعًا لحفلات التتويج وغيرها من الاحتفالات ذات الأهمية الوطنية، تقع غرب البرلمان في منطقة ويستمنستر بلندن، على أراضي دير البينديكتين السابق، وقد أعادت الملكة إليزابيث الأولى تأسيسها في عام 1560 لتصبح كنيسة القديس بطرس، كما تم تصنيف دير وستمنستر وكنيسة القديسة مارجريت ومجلس النواب جميعهم، كموقع للتراث العالمي لليونسكو .
تاريخ كنيسة وستمنستر
استقر الرهبان البندكتيين على جزيرة ثورني، التي أطلق عليها لاحقًا وستمنستر، في عام 960م، اختار هذا المكان القديس إدوارد لإعادة بناء الدير وتوسيعه، وبناء كنيسة حجرية كبيرة تكريما للقديس بطرس الرسول، عُرفت هذه الكنيسة باسم "ويست مينستر في عام 1065، وتم تسجيل أول حفل تتويج في الدير عام 1066م، حيث توّج ويليام الفاتح ملكًا للبلاد.
وبموجب مرسوم الملك هنري الثالث، أعيد تصميم كنيسة وستمنستر لتكون أكثر من مجرد دير ومكان للعبادة، ولكنها أيضًا مكان لتتويج ودفن الملوك.
وتم تكريس هذه الكنيسة في 13 أكتوبر 1269، ولكن توفي الملك قبل أن يتم الانتهاء من صحن الكنيسة، وبعد قرنين من الزمان، تم الانتهاء من بناء الأبراج الغربية في عام 1745 ، بتصميم نيكولاس هوكسمور.
وداخل الدير، واحدة من المناطق الهامة تسمى صحن الكنيسة، وهذا هو المكان الذي يوجد فيه قبر جندي بريطاني مجهول مات في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.
يقع داخل الصحن أيضًا منطقة تسمى ركن العلماء، حيث تم دفن بعض من أعظم العقول العلمية البريطانية بالإضافة إلى ركن الشعراء، حيث تم إحياء ذكرى أكثر من 100 كاتب وشاعر، بما في ذلك وليام شكسبير وجين أوستن. .
وتم تدمير الدير، خلال الحرب العالمية الثانية عندما أمطرت عليه القنابل في لندن، ولكن الدير لم يصب مباشرة، إلا أن النيران التهمت أجزاء من سطحه بسبب القنابل الحارقة الألمانية في عام 1941، ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، قال ونستون تشرشل، الذي كان رئيسًا للوزراء في ذلك الوقت، إنه “يجب إنقاذ الدير بأي ثمن”.
التتويج والدفن
منذ بنائه ، كان الدير جزءًا من تاريخ النظام الملكي البريطاني، منذ عام 1066، تم تتويج جميع الملوك البريطانيين باستثناء اثنين وهم إدوارد الخامس وإدوارد الثامن، في الدير، ولا تحتفظ الكنيسة بكرسي التتويج الملكي القديم.
وهو أيضًا المكان الأخير للكثير من الملكوك والملكات، وكان أول ملك دُفن فيها، هو الملك إدوارد الذي يقع ضريحه الرائع في وسط الكنيسة.
كما دُفنت فيها والدة الملكة إليزابيث الثانية، الملكة إليزابيث الأولى، مع أختها غير الشقيقة، الملكة ماري، وكُتب بجانب قبرهم: "نذكر أمام الله كل أولئك الذين انقسموا عند الإصلاح بمعتقدات مختلفة، ضحوا بحياتهم من أجل المسيح ومن أجل الضمير".