قصة مشروب "البوظة" الذي تسبب في تسمم 300 مواطن في قنا
لحظات من الفزع عاشها آهالي محافظة قنا، بسبب حدوث تسمم جماعي لهم إذ أصيب نحو 170 شخصًا من أبناء المحافظة بالتسمم نتيجة تناولهم مشروب البوظة الشعبي، ففي البداية أصيب 70 شخصًا، باشتباه حالات التسمم بعد تناولهم المشروب في قرية العضاضية بمركز أبوتشت، بمحافظة قنا، لترتفع تدريجيًا الإصابات مسجلة 300 إصابة اشتباه تسمم ثم تتأكد 170 حالة تسمم وينقل على إثر ذلك المصابين إلى مستشفى أبوتشت المركزي، ثم تحرر محضر بالواقعة وتخطر الجهات المختصة لتتولى التحقيقات.
والبوظة هي مشروب شعبى وتشبه مشروبات عديدة مثل السوبيا والآيس كريم، وهي عبارة عن دقيق أو شعير وسكر وماء يقلب الخليط على النار، ويضاف إليها الخميرة، والبعض يضف إليها ماء الورد، ثم توضع فى الثلاجة فترة، لتشرب مثلجة أو تترك فتخمر وتصبح من المسكرات، وهناك منها ما لايضاف إليه خميرة ويصبح غير مسكرًا، وينتشر مشروب البوظة فى عدد من قرى ومدن محافظة المنوفية، وكذلك محافظات الصعيد ويعتبر مشروب رئيسي بها.
وقد عرف مشروب البوظة ذو المذاق اللاذع الكثير من سكان القرى والنجوع و يحبه الكبير والصغير، و يهرولون خلف بائعه يحصلون عليه داخل أكياس بلاستيكية كحلو وذلك عقب تناول وجبتهم الرئيسية، إلا أنّ الأمر قد ينقلب عليهم في بعض الأوقات حال تناولها فاسدة مما حدث هذه المرة، وغيرها من المرات التي نسمع فيها كثيرًا عن التسمم بهذا المشروب خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
ينتشر بيع البوظة المصرية فى محلات العصير وعلى الكبارى والطرق والأسواق الشعبية، وهو الأمر الذي يجعلها خارج سيطرة الأجهزة الصحية، ويلقى هذا المشروب إقبالًا كبيرًا من عامة الشعب، خاصة فى الصيف.
أستاذ علم السموم:
أما عن التسمم بالبوظة توضح الدكتورة نشوى شرف أستاذ علم السموم في حديثها "للدستور" أنه في الغالب ما يكون تسمم بكتيري وهو الأقل ضررًا نوعًا ما من التسمم الفيروسي، ولكن يجب عدم الاستهانة به وتناول المضادات الحيوية الخاصة بالتسمم لعلاجه مثل "سيبرو فلوكساسين" فور الشعور بأعراضه وهي الجفاف والتقيؤ وارتفاع درجات الحرارة أحيانًا، مشيرة إلى أنه يجب كذلك تناول العصائر والسوائل الكافية تعويضًا عن حدوث الجفاف بالإضافة إلى تناول محلول الجفاف إذا لزم الأمر، أما في حال كانت أعراض التسمم شدبدة الحدة يجب الذهاب إلى المستشفى على الفور.
ونصحت نشوى المواطنين بعدم تناول المواطنين العصائر المكشوفة خاصة في فصل الصيف، إذ معه تكثر فرص انتشار البكتريا والميكروبات ويزداد نشاطها.
متى ظهرت البوظة؟
تعود قصة البوظة أو الآيس كريم باللهجة الشامى إلى أكثر من 3000 عام فى الصين، فقد كان أباطرة الصين هم أول من قاموا بعمل الآيس كريم من ثلوج الجبال بخلطها مع الفواكه المختلفة بالإضافة إلى النبيذ والعسل، وذلك لخلق طعم ممتع يناسب أوقات استرخائهم.
حلال أم حرام؟
وقد اختلف الفقهاء حول شراب البوظة، وحرمها كثير منهم، إذ أنه وعلى الرغم من أن البُوظة شراب يصنع من القمح، إلا أن شرب كمياتٍ منه يسكر إذا مر بمرحلة التخمير.
وأجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين، نصه: اطلعنا على الطلب المقيد برقم 900 لسنة 2009 المتضمن: ما حكم شرب البوظة؟ لتذكر في ردها على السؤال أن تناول البوظةِ التي سبق بيان ماهيتها حرامٌ، وذلك استنادًا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنَّ من الحِنطة خمرًا، ومن الشعير خمرًا، ومن الزبيب خمرًا، ومن التمر خمرًا، ومن العَسَل خمرًا، زاد أحمد وأبو داود: وأنا أنهى عن كل مُسكِر، وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: كل مُسكِر خمر، وكل خمر حرام، رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه، وما أسكر كثيره فقليله حرام؛ ففي الحديث المرفوع: كل مُسكِر حرام، وما أَسكَر الفَرَقُ مِنه فمِلءُ الكَفِّ مِنه حرامٌ.