لا خلافات هنا.. حارة الصوفي مدينة سودانية بوسط القاهرة (فيديو)
داخل حارة ضيقة تتوسط شارعي عبدالخالق ثروت وعدلي، بوسط القاهرة، وعلى بعد أمتار قليلة من ميدان الأوبرا، تجد نفسك داخل مدينة سودانية مصغرة، على يمينك مطعم لأشهى المأكولات السودانية، وعلى يسارك صالون حلاقة الخرطوم، ومحلات عطارة وأعشاب سودانية في كل مكان، هنا حارة الصوفي، واحدة من أكبر تجمعات الجالية السودانية في مصر منذ ثمانينات القرن الماضي.
تجولت “الدستور” داخل أزقة الحارة الممتلئة عن آخرها بالأشقاء السودانيون، بجميع توجهاتهم، سواء من أهل الشمال أو أهل الجنوب، الجميع يعيش ويتعامل داخل هذه الحارة في مناخ يسوده المحبة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، تحدثنا مع البعض منهم، حول حياته اليومية داخل حارة الصوفي، وسبب تجمعهم بها علي مرور نصف قرن.
وكانت البداية مع الأستاذ عبدالوهاب كاتب وشاعر غنائي، قال: "أنا عايش هنا مثلي مثل المصريون، حيث أنني موجود في مصر منذ عام 1995، ومتزوج من مصرية، كل الحب والترحاب وجدته عند الشعب الشقيق، وخاصة خلال الازمة الأخيرة، موقف مصر مع السودان رجولي ومشرف، وهذا هو سبب حبي لمصر، دائماً هي الحضن والحصن المنيع لجميع أبناء الوطن العربي، وأود أن أوجه الشكر لجميع المصريين على المعاملة الحسنة، وعن حارة الصوفي، فهي مقر سوداني منذ قديم الأزل، حيث يتخذها السودانيون استراحة وسوق لايامهم الصعبة الفترة الاخيرة، ويعود تاريخ الحارة إلى ثمانينات القرن الماضي".
أيوب صالح، رجل سوداني يمتلك محل لبيع العطارة السودانية، قال: "نعيش هنا في حارة الصوفي منذ عشر سنوات، ونعتبرها واحدة من المدن السودانية، بسبب الأعداد الكبيرة التي تعيش هنا، وجميعهم سعداء لما يلقوه من معاملة حسنة من قبل المصريون، نتمنى من الله ان تنتهي الازمة السودانية في أسرع وقت حتى تعود الأمور التجارية لطبيعتها مرة أخرى".
وبالانتقال إلى مقهي أم درمان، رفضوا الجالسون عليها الحديث بسبب الأزمة السودانية والظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم، قائلين: "اللي فينا مكفينا، ومعاملة أخواننا المصرييين هي اللي هونت علينا".