في ذكرى وفاته.. لماذا أطلق محمود السعدني على محاربة الإرهاب "الجهاد الأكبر"؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الساخر الكبير محمود السعدني، ويعد من رواد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، إذ شارك في تأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية داخل مصر وخارجها.
قدّم السعدني العديد من الأعمال المهمة منها "مسافر على الرصيف: صور متنوعة عن بعض الشخصيات الأدبية والفنية التي عرفها"، و"ملاعيب الولد الشقي: مذكرات ساخرة"، و"السعلوكي في بلاد الإفريكي: رحلات إلى إفريقيا"، و"الموكوس في بلد الفلوس: رحلة إلى لندن"، و"وداعاً للطواجن: مجموعة مقالات ساخرة"، و"رحلات ابن عطوطة: رحلات متنوعة"، و"أمريكا يا ويكا: رحلة إلى أمريكا".
فوضى الإرهاب
في حوار له مع جريدة الأحرار بعدد 22 مايو 1995، تحدّث السعدني عن الكواراث التي تسببها الجماعات الإرهابية في مصر وخارجها ومعاناته الشخصية من الفتاوى الإرهابية والمتطرفة التي حرّضت ضده داعيًا إلى تركيز كل الانتباه على محاربة هذه الجماعات المتطرفة.
قال السعدني: الإرهاب في مصر إذا كان إرهاب دولة أو إرهاب شعب فأنا أفضل العيش في ظل إرهاب الدولة بدلا من العيش في ظل إرهاب هذه الجماعات، فعلى الرغم من أنني هربت من السادات الذي مارس إرهابا حقيقيا بمنعي من الكتابة والعمل حتى أقاربي من الدرجة الرابعة وذهبت إلى لبنان ولم أشعر بالأمان هناك في ظل الإرهاب الشعبي، فما يحدث الآن من الجماعات فوضى لا يوافق عليها أحد.
تحريض الجماعات المتطرفة
وتابع: “منذ أيام سمعت شريطا يدعو فيه أمير الجماعة الله بأن يصيب جميع القيادات في مصر بنزيف في المخ وجوقة من خلفه تردد آمين، ثم أضاف هذا الكلب محمود السعدني انظروا ماذا يقول هذا الكلب، اللهم أصب محمود السعدني بنزيف في المخ ويردد من خلفه أتباعه أمين وهنا أقطع ذراعي إذا كان هؤلاء يعرفون محمود السعدني أو قرأوا له".
وأضاف السعدني في الحوار: “سمعت شريطا لشيخ محبوب في السعودية يقول فيه: انظروا إلى هذا الشيطان محمود السعدني الذي يكتب في جريدة أخبار اليوم، هذا الشيطان الذي لن يرد على جنة إن شاء الله ومقره في الدرك الأسفل من النار، انظروا ماذا يقول عن محمد بن عبد الله يقول سيدنا سمعان بن كحكوح، من هو سيدنا سمعان بن كحكوح إنه محمد، ويردد بصوت عال إنه رسول الله”.
وأوضح السعدني أن حديثه كان مختلفًا عن هذا المعنى بقوله: “قلت إخواننا اللي عايزين يعيدونا إلى القرن الرابع الهجري أيام سيدنا سمعان بن كحكوح وأتساءل هل النبي كان موجودا في القرن الرابع الهجري، بالطبع عندما يسمع أي شاب صغير هذا الكلام لن يتردد في قتلي أنا وأحفادي”.
بناء على كل هذا التحريض الذي مارسته الجماعات المتطرفة، قال السعدني: “أدعو إلى أن نفرغ من الجهاد الأصغر كي نتفرغ للجهاد الأكبر؛ نضرب الإرهاب العام الذي لا عقل له، ونكافح الإرهاب الحقيقي الذي هو إرهاب الجماعات الذي أراه بلا عقل وبلا قلب وبلا دين أو ملة، فليس هناك دين يجيز قتل حفيدي فما هو الذنب الذي اقترفه؟”.