كادت تغرق.. سر عقدة سامية جمال من خروجات يوم العيد
للأعياد بهجة وفرحة تجدد الأمل في النفوس، وتبعث ذكريات الطفولة والصبا ولا يختلف نجوم الفن والطرب عن غيرهم في الاحتفال بالأعياد وممارسة طقوسها.
وفي عددها الـ 401 والصادر بتاريخ 7 أبريل 1959، نشرت مجلة الكواكب الفنية، لمحات عن ذكريات وطقوس النجمات سامية جمال، ومديحة يسري، وآمال فريد، ولولا صدقي عن العيد.
بداية تقول الفنانة فراشة السينما والرقض الشرقي سامية جمال: “اتفقت مع بعض الصديقات علي أن نستمتع بالعيد في رحلة نيلية علي لنش تمتلكه إحداهن. كنا خمس سيدات ناعمات، وليس معنا غير رجل واحد هو سائق اللنش الذي حملناه بكل ما نحتاجه في رحلتنا إلي القناطر الخيرية”.
ــ غرق اللنش في جزيرة طينية
وتمضي سامية جمال في حديثها عن ذكريات العيد: وما كدنا نصل إلي شاطئ النيل عند القناطر حتي جنح اللنش وغرق في جزيرة طينية، ومضت ساعة كاملة دون أن تبدو بارقة أمل في إنقاذنا، وتجمع الناس علي الشاطئ وبدأوا ينادونني باسمي، بعضهم يحييني مشفقا، والبعض الآخر يتناولنا أنا ومن معي بالسخرية. وفقدنا أعصابنا، ومضينا نصب جام غضبنا علي السائق المسين الذي كانت أعصابه هو الآخر قد توترت وهددته صاحبة اللنش بالطرد فقال لها: "لما تبقي تعيشي ابقي أطرديني". وفعلت هذه الجملة الكثير بأعصابنا فمضينا نبكي خوفا من الموت، ولم ينقذنا من هذا الموقف إلا قدوم "لنش" حكومي من لنشات الشواطئ، ربط لنشنا بالحبال وجره ليخلصه من مأزقه، وعدنا فورا إلي القاهرة، وآليت علي نفسي من يومها ألا أخرج يوم العيد في رحلة أبدا.
ــ سرقة حقيبة مديحة يسري في “ترام” الإسكندرية
بدورها تحكي الفنانة مديحة يسري عن ذكرياتها في العيد: كنت في الإسكندرية ذات عيد، ووضعت في برنامجي أن أركب الترام الدائري الذي يطوف بأحياء الإسكندرية القديمة لأتفرج عليها.
وأخفيت شخصيتي حتي لا يعرفني الناس فيفسدون علي استمتاعي بهذه الجولة. وركبت الترام الدائري الذي بدأ سيره من الأنفوشي ودخل محرم بيه مستمتعة بالفرجة، وجاء الكمساري يصيح: "تذاكر"، وتناولت حقيبتي وإذا بي أفاجأ بها خاوية من كل ما كان فيها.
لقد جلس بجواري لص أفرغ الحقيبة مستغلا استغراقي في الاستمتاع بالفرجة علي أحياء الإسكندرية القديمة، وقلت في فزع: "نشلوني"، وتجمهر الركاب الترام حولي واضطررت للكشف عن شخصيتي ولكن أحدا لم يصدقني عندما قلت أن حقيبتي كان فيها عشرة جنيهات، ونظراتهم تقول: "قديمة مثل غيرها".
ــ آمال فريد تقضي ليلة العيد في قسم الشرطة
وتقول الفنانة “امال فريد”: دعتني صديقة أنا وشلتها، لقضاء ليلة من ليالي العيد في المكان الخلوي الذي يحيط بفيلتها في المعادي، وما كدنا نتناول الطعام العشاء حتي قررنا أن نطوف بالحقول المجاورة، فقد كانت الليلة مقمرة ساحرة، وخرجنا إلي الحقول ولم نلبث أن تفرقنا في شلل صغيرة. ولم نلبث أن أفقنا علي صوت طلقات رصاص، ثم أحاطت بنا أشباح تصيح: "أقف عندك أنت وهو، أرم سلاحك".
ألجمنا الرعب وتقدم منا شيخ الخفراء ومعه أربعة منهم، كلهم غلاظ الأجساد وقال الرجل وصوته يتميز بالغضب: "دوختونا يا لصوص يا حرامية"، لقد اعتقد الرجل أننا أفراد عصابة كانت تعتدي علي المزروعات في تلك المنطقة. وما أن شاهد زميلتي ترتدي فستانا وكنت أرتدي بنطلونا، حتي صاح وهو يدفعنا أمامه: "كمان عامل واحدة ست يا حرامي"، وأخذونا إلي نقطة البوليس القريبة ولم نكد نقف أمام الضابط ونكشف عن شخصياتنا حتي ضج بالضحك، وأمر شيخ الخفراء أن يوصلنا إلي الفيللا.
ــ أسوأ عيد في حياة لولا صدقي
وتحكي الفنانة “لولا صدقي” عن أسوأ عيد قضته في حياتها: اعتاد خادمي أن يخرج كل صباح ومعه كلبي ليشتري لوازم البيت من السرق، وفي صباح اليوم الأول من أحد الأعياد، خرج الخادم كعادته ثم فوجئت بعد فترة بجرس التليفون يدق، ورفعت السماعة ليأتيني صوت غير مألوف ليقول لي: "أن خادمي وكلبي قد أصيبا في حادثة".
وأسرعت كالمجنونة أبحث عن الخادم والكلب، طفت بكل المستشفيات والأقسام، في اليوم الأول والثاني من أيام العيد. ولكني لم أعثر لهما علي أثر أو خبر، وأصبحت حالتي النفسية يرثي لها ولم أخبر أسرة الخادم حتي لا أقلب العيد في بيتهم إلي مآتم. ولكن الخادم عاد في اليوم الثالث ومعه الكلب وهو أشد ما يكون عافية وسعادة. لقد شاء أن يسافر إلي قريته في الوجه البحري، وحتي لا أمنعه من السفر فكلف صديقه أن يبلغني الخبر الكاذب الذي جعلني أقضي أسوأ عيد في حياتي.