ريم بسيوني: أبحث عن الإنسان وليس فقط الأثر
تحدثت الروائية ريم بسيوني عن كواليس كتاباتها لأعمالها في التاريخ الإسلامي، والصعوبات التي واجهتها في الكتابة عن العصر الفاطمي على وجه التحديد.
أشارت بسيوني، خلال الندوة التي عقدت منذ قليل بالمركز الثقافي تكية مسافر، إلى أن الحصول على مصادر تاريخية موثوقة عن العصر الفاطمي كان صعبا على عكس المصادر المتاحة عن العصر المملوكي.
وتابعت: درست العصر الفاطمي عن طريق البدء بالمصادر الأجنبية عنه ثم المصادر القديمة ثم المصادر الحديثة.
وقالت: "أبحث عن الشخص أو الإنسان وليس فقط الأثر، وضربت مثالا بما أوردته عن السلطان برقوق في روايتها "أولاد الناس"، فكانت مهتمة في المقام الأول بمعرفة آراء الناس عنه وكتابة الكثير من القصص التي توضح المزيد عن شخصيته".
وأضافت: "أيضا أثناء قراءتي للمصادر التاريخية وقعت يداي على سيرة السلطان أحمد بن طولون ثم تعرفت على المكان لاحقا".
وأوضحت: أحببت سيرة بن طولون التي كتبها أحمد بدوي بعد أربعين سنة من وفاته، واستمتعت بالاقتراب من الشخصية.
ولفتت بسيوني إلى أن الصعوبة الشديدة في الكتابة عن بعض الشخصيات في الدولة الفاطمية ترجع لأن السياسة دخلت في طمس الكثير من الأحداث لأن الدولة كانت شيعية وهو ما جعل الوصول لمعلومات تحديدا عن بدر الجمالي وجوهر الصقلي مهمة غير سهلة.
واستدركت، قائلة: "لا أوافق على فكرة أن صلاح الدين ضيع الكتب الفاطمية ولا يوجد ما يثبتها في المصادر التاريخية".
تُعد "الحلوانى.. ثلاثية الفاطميين" الرواية العاشرة لـ ريم بسيوني، وتدور حول 3 قصص عن ثلاث شخصيات مهمة في العصر الفاطمي؛ القائد جوهر الصقلي الذي فتح مصر، والوزير بدر الجمالي والي عكا، والقائد صلاح الدين الأيوبي.
تتناول الرواية حياة هؤلاء الأشخاص الذين أثروا في التاريخ المصري، فالقائد العسكري جوهر الصقلى كان قد أسس القاهرة وتابع أحفاده مسيرته وصنعوا الحلوى التي تميز بها العصر الفاطمي فى مصر.
أما القائد الأرميني بدر الجمالي والي عكا، فقد استعان به المستنصر بالله الفاطمى للمساعدة في القضاء على آثار الشدة المستنصرية، بعد أن عينه قائدًا للجيش ورئيسًا للوزراء.
وتروي القصة الثالثة في الرواية، محور المناقشة، قصة صلاح الدين الأيوبى الذي حمى مصر من الصليبيين، وحكمها بعد القضاء على الفاطميين ومذهبهم الشيعي.
كتابة تاريخية
تكمل الكاتبة في هذا العمل ما بدأته من كتابة تاريخية عن عصور الإسلام المستقلة بدءا من العصر الطولوني، ثم العصر الفاطمي، والعصر المملوكي.
وتعد ريم بسيونى من أبرز الكاتبات المعاصرات في الوقت الراهن، والتي أولت اهتمامًا خاصًا بكتابة الرواية التاريخية.
تعمل بسيوني أستاذة في الجامعة الأمريكية، وهى الفائزة بعدد من الجوائز كجائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة عن روايتها "أولاد الناس ثلاثية المماليك"، وجائزة أحسن عمل مترجم في الولايات المتحدة الأمريكية عن روايتها "بائع الفستق"، وجائزة التفوق فرع الآداب.
ومن أعمالها الأخرى؛ "الحب على الطريقة العربية"، و"رائحة البحر"، و"بائع الفستق"، و"الدكتورة هناء"، و"سبيل الغارق"، و"أولاد الناس.. ثلاثية المماليك"، و"أشياء رائعة"، كما صدر لها عدد من الكتب العلمية عن دور نشر أجنبية.