مخاطر من حرب نووية.. كيف يؤثر انضمام فنلندا إلى الناتو على العالم؟
ذكرت صحيفة «آسيا تايمز» الصينية، أن انضمام فنلندا إلى الناتو، خلال اليومين الماضيين، أثار مخاطر حرب نووية.
وأوضحت الصحيفة أن انضمام الدولة المحايدة تقليديًا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيجبر موسكو المحاصرة بشكل متزايد على استعراض عضلاتها النووية.
وتابعت أنه تم رفع العلم الوطني لفنلندا لأول مرة في مقر منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل في 4 أبريل، والذي يصادف أيضًا الذكرى 74 للتحالف الغربي، كما أنه يعني بالنسبة لفنلندا تخليًا تاريخيًا عن سياسة الحياد التي تنتهجها.
سيناريوهات خطيرة لانضمام فنلندا للناتو
وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة انضمام فنلندا إلى الناتو لا يمكن اعتبارها سوى خطوة أخرى من قبل الولايات المتحدة، بعد التخريب الذي تعرضت له أنابيب الغاز «نورد ستريم» في سبتمبر الماضي، بنية متعمدة لتعقيد علاقات روسيا مع أوروبا وجعلها مستعصية على الحل في المستقبل المنظور.
من ناحية أخرى، سيجعل هذا المشهد الأمني في أوروبا أكثر خطورة ويجعله أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة كمزود لأمنها.
فيما توقع التقرير بانضمام السويد إلى الناتو سيتبع ربما في الوقت المناسب لقمة الحلف في فيلنيوس، ليتوانيا، في يوليو المقبل.
من جهتها، أكدت الولايات المتحدة أن القضية الأساسية وراء المواجهة بين روسيا والغرب- أي توسيع الناتو إلى حدود روسيا- هي أمر واقع بغض النظر عن فشل حربها بالوكالة في أوكرانيا ضد روسيا.
أمن روسيا التكتيكى والاستراتيجى
وردًا على التطور، حذر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في 4 أبريل من أن عضوية فنلندا في الناتو ستجبر روسيا على "اتخاذ إجراءات مضادة لضمان أمنها التكتيكي والاستراتيجي"، حيث إن الاصطفاف العسكري لهلسنكي هو "تصعيد للوضع" و"تعدٍ" على أمن روسيا.
وصرحت وزارة الخارجية الروسية بأن موسكو "ستضطر إلى اتخاذ إجراءات انتقامية ذات طبيعة عسكرية وتقنية وغيرها من أجل وقف التهديدات لأمننا القومي".
وستعمل عضوية فنلندا في الناتو على توسيع خط جبهة الناتو مع روسيا بمقدار 1300 كيلومتر (طول الحدود التي تشترك فيها فنلندا مع روسيا)، مما سيضع مزيدًا من الضغط على المناطق الشمالية الغربية لروسيا، بالإضافة إلى احتمالية نشر صواريخ الناتو في فنلندا في وقت ما، مما لا يترك لروسيا أي خيار سوى نشر أسلحتها النووية بالقرب من منطقة البلطيق والدول الإسكندنافية.
وأوضح التقرير أن المواجهة العسكرية بين الناتو وروسيا مهيأة لمزيد من التدهور وإمكانية نشوب صراع نووي في تصاعد.
ومن الصعب رؤية روسيا تفشل في الحفاظ على قدرتها على الضربة الثانية بأي ثمن، أو منع الولايات المتحدة من اكتساب التفوق النووي والحفاظ على التوازن الاستراتيجي العالمي.
وسينصب التركيز على تحديث القدرات النووية الدفاعية بدلاً من القوات التقليدية، مما يجبر روسيا على إظهار قوتها النووية.
ولقد استعانت روسيا بالفعل بردعها من خلال نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا ردًا على قرار المملكة المتحدة غير المسئول بتقديم ذخيرة اليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا.
ومن شبه المؤكد أن روسيا ستضاعف من دورها في الصراع الأوكراني.
وفي الوقت نفسه، نشرت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أسلحة نووية تكتيكية في الدول الأوروبية، بما في ذلك بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا، مما يعني أن الولايات المتحدة قد نشرت منذ فترة طويلة أسلحتها النووية التكتيكية على أعتاب روسيا، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي لروسيا.