زوزو ماضى: فى ليلة زفافى شربت أول كأس ودخنت أول سيجارة
في عددها الـ295 الصادر بتاريخ 26 مارس من العام 1957، خرجت مجلة الكواكب وعلى صفحاتها الداخلية بتقرير عن الفنانة زوزو ماضي، والتي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1982، وكان التقرير يحمل عنوان "السجن تفكير وتأليف وإنتاج".
ويذكر محرر "الكواكب": كانت زوزو ماضي الفنانة المتفتحة خير من أجاد انتهاز فرصة الفراغ في مدة سجنها ــ وهي بريئة ــ فراقبت الكائنات البشرية من حولها، واستمعت إلى قصص الحياة، أصيلة غريقة من ينابيعها الحقة، وعاشت مع آلام النساء وراء القضبان، وتكونت لها في مشاكل البيت والزواج والطلاق والخيانة والوفاء آراء وفلسفات، وقد كتبت زوزو ماضي مذكراتها في السجن، كما انتزعت من صميم ما عاشت فيه ثلاث قصص تصلح للسينما، وستبحث لها زوزو عن منتج ينفق عليها.
وليس ما تفعله زوزو ماضي بدعًا ولا جديدًا، أن "غاندي" و"نهرو" و "غاريبالدي" وغيرهم من القادة والزعماء كتبوا ورسموا خطوطًا لما كتبوا، وهم وراء الأسوار العالية بعيدًا عن الناس والحرية.
زواج زوزو ماضي بالإكراه
قبلها بأربع سنوات وتحديدًا في 31 مارس من عام 1953، وفي العدد 87 من مجلّة الكواكب، أيضًا كانت زوزو ماضي في ضيافة المجلة تكتب عن بعض من سيرتها الذاتية.
تستهل "ماضي" حديثها للمجلة مشيرة إلى: لن أنسى أبدًا أشياء حدثت في ليلة زفافي، كان والداي قد وافقا على زواجي رغمًا عني، متجاهلين أنني لازلت صغيرة أهفو إلى حياة الحرية وأكره قيود الزواج، إذ كنت في الخامسة عشرة من عمري، وعبثا حاولت أن أقنعهما برأيي.
وجاء يوم الزفاف وكان مفاجأة لي فلم أعرف به ألا عندما عدت من المدرسة لأجد بيتنا في بني سويف يموج بالزائرين، بينما ضاق فناء مدرسة بجوارنا بالناس، وأدركت أنني على أبواب الحياة الجديدة التي أكرهها ولكن ما العمل؟ لا شئ إلا أن استسلم للقضاء.
واستمرت احتفالات الفرح أيامًا ثلاثة، كنت في اليوم الأول أجلس بين المدعوين، ودخل علينا مدير بني سويف عبد السلام الشاذلي بك، الصديق الحميم لوالدي، وخطر له أن يستريح فاختار مقعدًا بالقرب مني ليجلس عليه، وبعد قليل أخرج علبة سجائره الأنيقة وقام إلى زوجي وحياه بواحدة منها ثم أخرج أخرى ودفعها إلى ونظرت إليه في ارتباك ووجدت يدي تمتد إلى السيجارة، وأشعلتها ورحت أنفث دخانها كأنني تعودت ذلك منذ زمن طويل، وهكذا عرفت السيجارة الأولى في حفلة الزفاف.
وتمضي زوزو ماضي في حديثها: وفي نفس الحفلة أيضًا عرفت الكأس الأولى، فقد تتابعت برامج الاحتفال في صخب ومرح وكانت ضحكات الناس تملأ البيت، ومع ذلك لم استطع أن أنسى حريتي الذبيحة والحياة المقبلة التي أكرهها والزوج الذي لا أطيقه، وكنت في حاجة إلى أن أنسى نفسي، وهيأت عوامل كثيرة لي أن تمتد يدي إلى الكأس لأول مرة ولكنني كنت أتردد كثيرًا، واستجمعت أطراف شجاعتي عندما التقت بي الراقصات ينشدن "أشربي يا عروسة"، وبيد مرتعشة رفعت الكأس إلى فمي، ثم شربت ثانية وثالثة في هذه الليلة، ونعمت بالنسيان فشربت بعد ذلك الكثير.