توافق رؤى واستراتيجيات موحدة.. مصر والسودان تاريخ من التعاون عربيًا وإفريقيًا
دائمًا ما تعكس العلاقات بين مصر والسودان حقيقة تاريخية راسخة وهي أن الأخوة والتضامن بين البلدين أمرًا يعود لآلاف السنين، وفي الحاضر تعتبر العلاقات بين البلدين الشقيقين شديدة الأهمية، فالسودان شقيقة من الجانب العربي وأيضًا من الجانب الإفريقي كما أن الدولتين يمثلان عمق استراتيجي لبعضهما البعض، وكانت أول زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي.
اهتمام الرئيس السيسي بالعلاقات مع السودان
حظى السودان بأولوية قصوى على أجندة القيادة السياسية، حيث شهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظًا منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، حيث تم تصعيد قمة اللجنة العليا المشتركة، إلى المستوى الرئاسي.
وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير -وقتها- اللجنة العليا المشتركة والتي عقدت أولى دوراتها في أكتوبر 2016 بالقاهرة، بشكل يعكس الروابط بين البلدين والتطورات الإيجابية خلال الفترة الأخيرة.
تاريخ من العلاقات
في السياق ذاته، كانت ولا تزال وستظل السياسة المصرية تعمل على تعميق العلاقات والتفاهم مع السودان، وهو ما يظهر في الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين بشكل يعكس عمق العلاقات والروابط الأخوية بين البلدين، وإدراك البلدين قيادة وشعبًا لأهمية الشراكة الاستراتيجية وتعظيم مساحات التعاون المشترك بما يرقى لطموح الشعبين المصري والسوداني وما يجمعهما من تاريخ.
وتؤكد مصر دوما على أهمية وضرورة استقرار السودان، خاصة إن أمن السودان هو جزء أصيل ولا يتجزأ من الأمن القومي لمصر، وهو ما يظهر في إصرار قيادات البلدين على استمرار التشاور بينهما فيما يخص القضايا الإقليمية.
ملف سد النهضة
في السياق ذاته، تجمع ملفات مشتركة شديدة الأهمية بين مصر والسودان، يتصدرها ملف سد النهضة الإثيوبي، حيث جاء التعاون المصري السوداني بمشاركة إثيوبيا لبحث المخاطر المحتملة لتأثيرات سد النهضة على مصر والسودان، وفي الربع الأول من عام 2015 أسفرت الجهود عن توقيع مصر والسودان وإثيوبيا على وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة، والتي تضمنت 10 مبادئ أساسية تتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية.