"منين بييجي الشجن".. روائي كويتي يعيد شريط ذكرياته مع "حلاوة رمضان"
أعاد الكاتب الكويتي عبد الوهاب الحمّادي شريط ذكرياته مع شهر رمضان منذ كان صغيرًا وسط أقرانه في بلاده.
قال الحمادي لـ“الدستور”: "أظن ولأنها ذاكرة تلفزيونية، فهى قاسم مشترك في جيلي مع الآلاف وربما الملايين عبر العالم العربي، لذلك لن يكون ثمة جديد لكن لأ تذكر قليلا منذ الاستيقاظ يذهب اليوم بين مدرسة وواجبات منزلية يليها تقوقع حلزوني حول التلفاز ورصد للمسلسلات التاريخية يعقبها "التلمظ" عند مشاهدة برامج الطبخ والملل من البرامج الوعظية كل ذلك الوقت يمضي ببطء، حتى نتحلق ثانية وبين إصبعين من أصابعي تمرة أترقب مدفع رمضان في شاشة التلفاز وسؤال الجندي للآخر: مدفع الإفطار.. جاهز؟ اضرب".
يمضي صاحب رواية “ولا غالب": أتذكر "لمّة" العائلة والأطباق التي نادرا ما تصنع خارج رمضان كالتشريب أو ما يسمى الثريد في أماكن أخرى من الخليج اللقيمات أو لقمة القاضي الذهبية المغموسة في الشيرة أو الشربات. مشروب الفيمتو أو الفينتو حسبما ينطقه بعض الناس. وهو مشروب الفواكه الإنجليزية المركزة التي لم أر الانجليز يشربونها ولم أرها مركزة على أرفف محالهم التجارية قط!
نتحلق بعدها حول التلفاز مجددا بكل حماسة لنعرف ماهو المسلسل الكارتوني الذي سيعرض بعد الإفطار ويليه مسلسل الأطفال التاريخي؛ في ذاكرتنا الخليجية يظل الممثل خالد العبيد هو الشرير الدائم الذي: "يحب الشر.. شرّاني.. جذي أبوي ربّاني.. قلبي أسود سادة.. والشر إحنا أسياده" ويتبادل عبدالرحمن العقل أو إبراهيم الحربي دور الضد، ذلك الفتى الطيب والشجاع والوسيم، ثم نتنافس من منا حفظ أغنية المقدمة أسرع من الآخر. ذاكرة جيلنا تلفزيونية بامتياز، من منا لا تستوقف حواسه موسيقى تتر "ليالي الحلمية" وكلماتها وسؤال سيد حجاب: منين بيجي الشجن؟! أو موسيقى "رأفت الهجان"، وغيرها من مسلسلات مثل الراية البيضا" أو "بين القصرين".
مسلسلات صنعت بهجة وذاكرة رغم أننا لم نفهم أحداثها آنذاك، لكننا نندمج ونتصنع الاهتمام مثل يفعل الكبار المشدوهين بنازك السلحدار وهي تهبط سلم الفيلا إلى الصالون أو سليم باشا البدري وصراعه مع العمدة سليمان غانم.
يواصل الحمادي ذكرياته الرمضانية قائلاً: "التحلق حول التلفاز مشهد رمضاني أثير، ثم الوقوف في صفوف المصلين في صلاة التراويح كل يوم ومعاهدة النفس أن لا أكثر من طعام الإفطار. ثم نعود لمتابعة مسلسل المساء الكويتي وكيف ينسى جيلي مثلا مسلسلات مثل: "العائلة" أو "رقية وسبيكة" أو "وعلى الدنيا السلام!" وصوت البلوشي يغني: "هذا الزمان لغتنا صارت بالرموز..!".
يختتم الكاتب الكويتي حديثه: "عند انتصاف الشهر وبدأ موسم القرقيعان وغناء الأطفال في الشوارع نشيد: "سلّم ولدهم يا الله.. خله لأمه يالله.." ويكملون النشيد وهم يطرقون الأبواب وأصحاب البيوت يوزعون عليهم الحلوى بأنواعها والمكسرات ويعود كل بغلته إلى البيت ويفترسها في زمن لم يعرف فيه البشر مضار الكوليسترول والسكر والدهون المشبعة الخ.. وكل ما يفسد الفرحة.