شخصيات من لحم ودم.. الأبطال الحقيقيون لمسلسل «الكتيبة 101»: «صدقوا ما عاهدوا الله عليه»
- الأعمال الهادفة تنجح فى تعريف الجمهور بقصص حياة الرموز الدينية والوطنية
- رسالة الفن سامية لها أثر بالغ فى صناعة الأمم وتربية الأجيال وتبصير الناس
«دراما من لحم ودم».. هكذا يمكن وصف مسلسل «الكتيبة ١٠١»، الذى لا يعتمد فى أحداثه على سرد أحداث جرت على أرض الواقع بالفعل، لكنه يستعرض سيرة شخصيات حقيقية عاش المصريون مع معظمها خلال السنوات الماضية، وربما شاهدوها بأنفسهم. ويكشف «الكتيبة ١٠١» عن الكثير من أسرار الحقبة الصعبة التى عاشتها سيناء فى مواجهة التكفير والتطرف، ويبرز بطولات رجال القوات المسلحة فى الحفاظ على «أرض الفيروز» من الإرهاب، وجزءًا من التضحيات التى قدموها فى سبيل ذلك.
وإلى جانب الكشف عن أسرار هذه المرحلة وسيرة هؤلاء الأبطال، يبرز المسلسل قصصًا لشخصيات حقيقية مدنية وليست عسكرية، لعبت دورًا وطنيًا مشرفًا فى الحرب على الإرهاب، وعلى رأسها «الشيخ خلف المنيعى»، الذى يجسد دوره الفنان خالد الصاوى باسم «الشيخ موسى»، والذى قتله التكفيريون هو وابنه، بعدما أحل دماءهم لقتلهم جنود الجيش.
كما يلقى المسلسل الضوء على السيدة السيناوية «مها أبوقريع»، التى جسدت دورها الفنانة وفاء عامر، وقتلها الإرهابيون بسبب دعمها أبطال القوات المسلحة، إضافة إلى الطفلة «يقين»، التى ظهرت فى المسلسل باسم «صابرين»، بعدما تركها والدها التكفيرى وهرب خلال مداهمة للجيش.
الطفلة «يقين»: تركها والدها الإرهابى فى مداهمة فأنقذتها الدولة
لفت انتباه مشاهدى مسلسل «الكتيبة ١٠١» مشهد الطفلة «صابرين»، التى سقطت من أعلى دراجة نارية كان يقودها والدها التكفيرى المنضم لتنظيم «داعش» الإرهابى، رفقة زوجته، أثناء هروبه من مداهمة أبطال الجيش لأحد المنازل.
ويُظهر المشهد ترك الأب لابنته خلفه بعد سقوطها من الدراجة النارية، لتواجه مصيرًا أليمًا دون أن يأبه بحياتها، فى مشهد مرعب وعلى عكس الفطرة الإنسانية المعروفة بمعاداة الدنيا بحالها من أجل توفير الأمان للأبناء.
ولا يعرف كثيرون أن الطفلة «صابرين» فى المسلسل هى تجسيد لطفلة حقيقية تُدعى «يقين»، والتى ظهرت لأول مرة خلال الندوة التثقيفية الـ٣٦ للقوات المسلحة، فى أكتوبر الماضى، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وظهرت «يقين» فى فيلم تسجيلى بعنوان: «يقين» مأخوذ عن قصتها الحقيقية، كفتاة صغيرة ابنة قيادى تكفيرى كان يستخدمها كدرع بشرية حين تكون هناك مداهمات للجيش.
وكشف الفيلم التسجيلى حينها عما ورد ضمن أحداث مسلسل «الكتيبة ١٠١»، وهو أنه خلال إحدى العمليات فى منطقة شمال سيناء، ورد بلاغ بأن عنصرًا بدويًا شاهد مجموعة من العناصر التكفيرية تهرب وبصحبتها طفلة مصابة وتركتها.
وحين توصلت القوات إلى الإحداثيات التى كانت تتواجد فيها الفتاة الصغيرة، كانت فى حالة سيئة، فتم تقديم الإسعافات الأولية لها لإنقاذها، ثم نقلها إلى مستشفى العريش العسكرى للعلاج.
وقالت الطفلة فى مقطع فيديو حقيقى عرضه الفيلم التسجيلى، وكذلك تم توظيفه فى أحداث المسلسل: «اسم أبويا (أبوخطاب)، وأمى اسمها (صابرين)، وأختى اسمها (تاتا).. إحنا جينا بالموتوسيكل مع أبويا، تركنى وحيدة فى الجحر».
وبَين الفيلم التسجيلى كيف قدمت الدولة كل الدعم للطفلة، وإلحاقها بإحدى الحضانات، ما جعلها تعرب عن سعادتها الكبيرة بشعورها بالأمان، إلى جانب الدعم النفسى الكبير الذى حصلت عليه فى المستشفى، وهو ما ظهر أيضًا فى المسلسل من خلال شخصية الطبيبة «آمنة» التى تعمل فى مستشفى العريش، وكذلك «الرائد نور»، بطل المسلسل الذى كان يزورها لدعمها نفسيًا بالهدايا والحلوى.
الشيخ خلف المنيعى: ساند رجال الجيش فقتله التكفيريون بدم بارد
ربما تساءل البعض عن هوية الشخصية التى يجسدها الفنان خالد الصاوى فى «الكتيبة ١٠١»، خاصة أنها لشيخ قبيلة سيناوية، يتم قتله على أيدى التكفيريين، بمشاركة ابن شقيقه «الدكتور وحيد»، الذى جسد دوره فتحى عبدالوهاب.
وخلال أحداث المسلسل يعمل «الدكتور وحيد» فى عصابات تهريب البشر، وينضم بعدها إلى الجماعات التكفيرية، لكنهم يشترطون عليه ذبح عمه «الشيخ موسى»، وبالفعل يخطط وينفذ هذه العملية الدنيئة، خلال توجه عمه إلى مدينة العريش، ليقتله هو وابنه الذى كان رفقته فى سيارة واحدة.
وتشير كل الدلائل إلى أن شخصية «الشيخ موسى» هى تجسيد لشخصية «الشيخ خلف المنيعى»، الذى كان من كبار قبيلة «السواركة»، إحدى أكبر القبائل فى شمال سيناء، وكذلك نجله «محمد»، واللذين قُتلا فى أغسطس ٢٠١٢، على أيدى تكفيريين ملثمين، أمطراه ونجله بوابل من الرصاص، أثناء مرورهما بسيارتهما الخاصة ناحية قرية «الخروبة» على طريق «العريش- رفح» الدولى.
وأُصيب «الشيخ خلف» بطلق نارى فى الرأس (اخترق الوجه وخرج من الرأس)، ونجله بطلقتين، ما أدى إلى مقتلهما فى الحال.
وأرجعت قبائل وقيادات أمنية هذه العملية الدنيئة إلى إعلان «الشيخ خلف» تضامنه مع قوات الأمن والجيش فى سيناء للقبض على الجناة المتسببين فى «حادث رفح»، وذلك خلال مؤتمر أقيم فى منطقة المهدية لعدد من القبائل لإدانة الحادث. كما أفتى الشيخ خلف المنيعى خلال المؤتمر بـ«حل دم هؤلاء الإرهابيين».
مها أبوقريع : دفعت حياتها ثمنًا لمساعدة القوات المسلحة فى رفح
كان مشهد مقتل الفنانة وفاء عامر فى مسلسل «الكتيبة ١٠١» على أيدى التكفيريين، وتكفيرها وتشريع قتلها خلال «محاكمة» خاصة بهم، بسبب مساعدتها رجال القوات المسلحة، لافتًا للغاية ومثيرًا للشجون، إلا أنه فى الواقع كان أكثر قسوة، حين حدث فى الحقيقة مع السيدة السيناوية «مها أبوقريع».
و«مها أبوقريع»، وفق ما نشره المسلسل عنها فى نهاية إحدى الحلقات، هى مها إبراهيم سليمان سلام أبوقريع، استشهدت على أيدى عناصر مما يسمى «تنظيم بيت المقدس» الإرهابى، وتركت خلفها ٥ أبناء.
كانت السيدة «مها» تتعرض قبل مقتلها لمضايقات وتهديدات من التكفيريين لدعمها الجيش، لكنها لم تأبه واستمرت فى المساعدة على القضاء على الإرهابيين، والإبلاغ عن مخازن سلاحهم فى المنازل المجاورة لها، ما دفع التنظيم الإرهابى لاختطافها من منزلها فى قرية «طويل الأمير» بمدينة رفح فى ٢٠١٥، ثم قتلها وإلقاء جثمانها أمام منزلها.
ومن الوقائع الحقيقية التى وظفها المسلسل أيضًا، خطف ابنها الأكبر وتعذيبه من الإرهابيين، ثم إلقاؤه فى مقابر مدينة رفح، وذلك لتهديد والدته والضغط عليها من أجل التخلى عن مساعدتها القوات المسلحة.