معادلة جديدة.. ماذا يعنى الهجوم الصاروخى على شمال إسرائيل من لبنان؟
أطلقت 34 قذيفة صاروخية على شمال إسرائيل من لبنان، اليوم الخميس، واعترضت القبة الحديدية بعضها، وردا على ذلك، قصفت المدفعية الإسرائيلية جنوب لبنان بنحو 100 صاروخ، في ما أعلنت سلطة المطارات والمعابر الإسرائيلية إغلاق المجال الجوي من حيفا حتى الحدود مع لبنان.
تم إطلاع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت على تفاصيل الأحداث الأمنية الأخيرة، وأعطى توجيهات أولية لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ومؤسسة الأمن الأوسع، وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو إنه سيعقد اجتماعًا طارئًا لفحص الوضع الأمني وتقييمه.
ماذا يعني الهجوم؟
أفادت مصادر أمنية في لبنان أن حزب الله لا علاقة له بإطلاق الصواريخ على شمالي إسرائيل، بينما علق قال عضو البرلمان اللبناني، لوكالة "ريا نوفوستي" إن "الصواريخ التي أطلقت على شمالي إسرائيل من الأراضي اللبنانية أطلقت على الأرجح من المخيمات الفلسطينية".
وأفادت التقديرات الإسرائيلية أن الهجمات الصاروخية من لبنان هي بمثابة رد من بعض التنظيمات الفلسطينية على أحداث الأقصى، كما إنه من المشكوك فيه أن يتم إطلاق هذه الصواريخ من الأراضي اللبنانية دون إعطاء الضوء الأخضر من قبل حزب الله.
من ناحية أخرى، فإن الصواريخ التي أطلقت من لبنان من طراز قصير المدى، يبلغ قطرها 107 أو 120 ملم، وهي ليست دقيقة. فمن أصل رشقة من عشرات الصواريخ، سقط صاروخان داخل بلدات إسرائيلية أو بالقرب منها.
وعن فشل مطادرة مُطلقي الصواريخ، فإن فالاحتمال هو أن الصواريخ أعدت مسبقا وتم تفعيلها عن بعد، لذلك لم تتمكن الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية التي تم إطلاقها من مطاردة مُطلقي الصواريخ.
يمكن تفسير الهجوم الصاورخي إن الهدف منه أن يظهر محاولة متعمدة لإطلاق النار على مناطق مكشوفة ولا تؤدي إلى تصعيد كبير، وهو ما يعزز أن الهدف منها هو الضغط على إسرائيل والإضرار بالحياة الطبيعة في عيد الفصح اليهودي ولكن دون جر إسرائيل إلى مواجهة عسكرية واسعة.
ولا تزال هناك احتمالات كبيرة أن تشهد الحدود الشمالية الإسرائيلية عدة أنشطة أخرى في المساء مثل تفجيرات أو ربما محاولة تسلسل.
فالهجوم الصاروخي من لبنان يرسخ لمعادلة جديدة، وهي أن الأحداث في الأقصى تسلتزم الرد من غزة ولبنان في آن واحد، وحرب الجبهات المتعددة أصبحت مسألة وقت.