المطران عطا الله حنا: تزامن فترة الصوم للمسيحيين والمسلمين يحمل رسائل إنسانية
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم، إن تزامن فترة الصوم لدى المسيحيين والمسلمين في هذه الأيام، إنما تحمل كثيرا من الرسائل الوحدوية والإنسانية والروحية والوطنية فالمسلم يصوم بطريقته والمسيحي أيضا يصوم بطريقته ومن خلال صومنا إنما نعيش حياة الإيمان والتقرب من الله.
وتابع |"عطالله" في بيان له، ومن أراد أن يكون قريبا من الله يجب أن يكون قريبا من أخيه الإنسان لأن الله محبة وفترة الصوم هي فترة يجب أن نتحسس فيها آلام الجياع والفقراء والمحتاجين فنحن نصوم عن الطعام لكي نتذكر بأنه في هذا العالم هنالك أناس محرومون من الطعام بسبب الفقر والعوز الذي يعيشونه، فلنجعل من فترة الصوم فترة محبة وإخوة وتوبة وعودة إلى الأحضان الإلهية، فالصوم في مفهومنا ليس انقطاعا عن الطعام فحسب بل ممارسة للرحمة والإخوة والتفاتا إنسانيا لكل إنسان فقير محتاج يحتاج إلى بسمة تدخل الفرح إلى حياته وكلمة تعزيه وتقويه في هذه الظروف العصيبة.
وأوضح نحن في القدس كمسيحيين ومسلمين في فترة اصوامنا كما وفي كل الأوقات والأزمنة نحتاج إلى مزيد من التعاون والتفاعل وتكريس قيم المحبة والإخوة فيما بيننا لكي نكون موحدين في دفاعنا عن بلدنا وشعبنا وقدسنا ومقدساتنا، فوحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به.
واختتم نرفض أي خطاب إقصائي لا يحترم مشاعر الآخر وخصوصية الآخر لأن هذا الآخر الذي نتحدث عنه هو أخ بالنسبة إلينا في الانتماء الإنساني أولا وفي الانتماء إلى هذا الوطن وإلى هذه القدس ثانيا، فلنحب بعضنا بعضا وان اختلفت أدياننا والأساليب الروحية التي نمارسها في حياتنا التقوية فقد نختلف في طريقة الصوم وفي أنماط العبادة ولكننا عائلة واحدة خلقها الله، ويجب أن نكرس من ثقافة المحبة والإخوة فيما بيننا بعيدا عن الأصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والأخرى محرضة على الكراهية والطائفية والتطرف والعنصرية وهي مظاهر مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا أيا كانت الجهة التي تروج لها.