بالتزامن مع مسلسل «الهرشة السابعة».. ماذا تعرف عن تروما الطلاق
يمكن أن يكون فقدان علاقة مهمة أحد أصعب تحديات الحياة، الطلاق أو الانفصال، على وجه الخصوص، يزيد من خطر تعرض المرء لأعراض نفسية مؤلمة، وفقًا لمقياس تقييم التعديل الاجتماعي (SRRS) الذي يقيس العلاقة بين أحداث الحياة والتوتر وقابلية الإصابة بالمرض، يعتبر الطلاق من أشد ضغوطات الحياة.
وانتهت أحداث الحلقة 9 من مسلسل "الهرشة السابعة" بطلاق شريف والذي يمثل دوره الفنان محمد شاهين ونادين وهي الفنانة أمينة خليل، ويعترفون لبعضهم البعض بكل ما كان يزعجهما.
يضم مسلسل الهرشة السابعة عدد من الفنانين، محمد شاهين، أمينة خليل، علي قاسم، أسماء جلال، محمد محمود، حنان سليمان، وآخرين، ومن إخراج كريم الشناوي.
بالطبع يعتبر الطلاق هو حادث يهز الرجل والمرأة، ووفقًا للمسلسل جاءت بمشاهد تظهر تأثر الرجل بشكل كبير بالطلاق وهذا نادرًا ما يحدث في مشاهد الطلاق فغالبًا ما يتم التركيز على مشاعر المرأة.
ويحدث للطرفين ما يُسمى باضطراب ما بعد الصدمة "تروما الطلاق" ، وفي هذه الأسطر نتحدث عن ما هية هذا المصطلح.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الناتجة عن الطلاق
يسرد أحدث إصدار من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي ( DSM-5-TR ) اضطراب ما بعد الصدمة تحت فئة "الصدمات والاضطرابات المرتبطة بالتوتر"، ويحدده على أنه نتيجة "التعرض الفعلي أو التهديد الموت أو الإصابة الخطيرة أو العنف الجنسي".
قد يشمل ذلك تجربة الحدث الصادم الذي وقع لأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين أو مشاهدته أو التعرف عليه.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
لتشخيص الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، فيعاني الشخص من:
التغييرات في الاستثارة والتفاعل التي بدأت أو ساءت بعد الصدمة (على سبيل المثال السلوك المحفوف بالمخاطر أو الهدَّام، واليقظة المفرطة، ورد الفعل المفاجئ المتزايد)
أعراض تداخلية مثل تكرار تجربة الذكريات المزعجة أو الكوابيس أو ذكريات الماضي باستمرار.
سلوكيات الابتعاد عن المشاعر أو التذكيرات الخارجية.
ما لا يقل عن اثنين من التغييرات السلبية في الإدراك والمزاج التي بدأت أو ساءت بعد الصدمة (مثل عدم القدرة على تذكر السمات الرئيسية للصدمة والأفكار والافتراضات السلبية المفرطة عن الذات أو العالم والمبالغة في لوم الذات أو الآخرين للتسبب في الصدمة، تأثير سلبي وانخفاض الاهتمام بالأنشطة، والشعور بالعزلة وصعوبة التعرض للتأثير الإيجابي)
قد تظهر الأعراض بعد الحدث مباشرة ومع ذلك، يمكن أيضًا تشخيص الحالة على أنها تأخر ظهورها إذا ظهرت الأعراض بعد ستة أشهر من الصدمة.
الأعراض التي تستمر لأكثر من شهر وتسبب ضائقة أو ضعف وظيفي (اجتماعي، مهني).. يجب ألا تكون هذه الأعراض أيضًا بسبب الأدوية أو تعاطي المخدرات أو أي مرض آخر.
في بعض الحالات، قد تحدث أعراض الانفصام مثل تبدد الشخصية (الشعور بالانفصال عن النفس) أو الاغتراب عن الواقع (الشعور بعدم الواقعية).
تشمل أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة التي قد تظهر في أعقاب الطلاق أو الانفصال ما يلي
الأفكار السلبية عن الذات أو العالم
المبالغة في لوم الذات أو لوم الآخرين
قلة الاهتمام بالأنشطة
الشعور بالعزلة
التهيج أو العدوان
جنون العظمة
السلوك الخطير أو الهدَّام
صعوبة في التركيز
صعوبة النوم
من الطبيعي أيضًا الشعور بأعراض الحزن بعد الطلاق.. قد تكون الصعوبات بعد الطلاق شكلاً من أشكال الحزن المؤلم، وهو سمة من سمات حالة تعرف باسم اضطراب الحزن لفترات طويلة.
وفقًا للمعالج النفسي توني كولمان، "إذا مر شخص ما بطلاق حاد وطويل ومكلف ويستغرق وقتًا طويلاً ويغير نمط حياته... فقد يؤدي ذلك إلى أعراض موهنة للقلق تتجذر فيها اضطراب ما بعد الصدمة.. هذه الأعراض هي نتيجة صدمة الطلاق التي كانت مغروسة في العقل الباطن للشخص ثم اختبرت كمخاوف متكررة وذكريات سيئة".
بمعنى آخر، يمكن أن تظهر على الشخص الذي تعرض للطلاق "أعراض المرض".. يمضي كولمان أيضًا في القول إن هذه الأعراض يمكن أن تأتي في شكل "ذكريات الماضي"، لأسباب واضحة، قد يجعل ذلك من الصعب على الشخص المضي قدمًا.
التعامل مع صدمة الطلاق
يمكن أن يكون الطلاق مؤلمًا لجميع المعنيين، ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها للاعتناء بنفسك خلال هذا الوقت الصعب. تشمل الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد ما يلي:
تقبل مشاعرك: من الطبيعي أن تمر بمشاعر صعبة ومؤلمة بعد الطلاق.. اعمل على قبول ما تشعر به دون محاولة إنكار أو الحكم على نفسك.
اطلب الدعم الاجتماعي: الحصول على دعم الأصدقاء والعائلة أمر ضروري. مشاركة مشاعرك مع الآخرين يمكن أن يخفف من الضيق ويقلل من شعورك بالوحدة.
خذ وقتًا للشفاء: امنح نفسك قسطًا من الراحة وركز على رعاية نفسك عاطفيًا وجسديًا.
استخدم استراتيجيات الاسترخاء: غالبًا ما يكون التوتر مرتفعًا أثناء وبعد الطلاق، لذلك قد يكون من المفيد استخدام تقنيات الاسترخاء لتخفيف التوتر، بما في ذلك اليقظة والتنفس العميق والتأمل لتهدئة عقلك وجسمك.
إذا كنت تكافح للتعامل مع صدمة الطلاق، فاتصل بأخصائي للحصول على مساعدة إضافية.. يمكن للمعالج المؤهل مساعدتك في التعامل مع مشاعرك ووضع استراتيجيات جديدة للتأقلم من شأنها أن تساعدك على العودة إلى المسار الصحيح.