«سره الباتع» ونضال المصريين.. سليمان الجوسقي سلطان العميان الذي حاكمته الحملة الفرنسية
أثار مسلسل سره الباتع للمخرج خالد يوسف والمأخوذ من قصة بنفس الأسم من المجموعة القصصية حادثة شرف للكاتب الكبير يوسف إدريس. عبر مشهد محاكمة "حامد" وثورة المصريين على الفرنسيين.
قصة مسلسل سره الباتع
في تلك الفترة العديد من الموضوعات التي جعلتنا نستعيد تاريخ مصر والمصريين خلال مسلسل سره الباتع ، الذي وثق تلك المرحلة من تاريخ الحملة الفرنسية على مصر والتي جعلتنا نتوقف عند اشهر وابرز واغرب المحاكمات التي حاقت بثوار مصر منها محاكمة سلطان العميان سليمان الجوسقي في التقرير التالي:
قال الكاتب الصحفي والناقد الأدبي الدكتور أحمد إبراهيم الشريف لـ"الدستور": “إن الناس يلقبون سليمان الجوسقى بسلطان العميان، وقد دفعني للإعجاب بشخصه الكاتب الكبير علي أحمد باكثير في مسرحيته الدودة والثعبان، وهي تدور عن الحملة الفرنسية، حيث قدمه مواطناً صالحًا حالمًا ذا بصيرة وذا رأي وذا قدرة على الفعل”.
لفت الشريف إلى أن "والجوسقي كما جاء فى المسرحية رجل أعمى قاد شعبًا من العميان وحلم بأن يحولهم إلى جيش مصري، بل إنه حلم بأكثر من ذلك أن يكون سلطانًا على مصر، ويعد صوتًا بارزًا لعلي أحمد باكثير في خطابه المسرحي، بل أكثر من ذلك، إنه يد الخطاب ففي نهاية مسرحية الدودة والثعبان وفي أثناء محاكمة الفرنسيين لرجال الثورة المصرية يلطم سليمان الجوسقي نابليون بونابرت على وجهه.
وتابع الشريف "ويقدم خطاب باكثير شخصية سليمان الجوسقي كما يُحب، وذلك اعتمادًا على وجوده التاريخي، وفي الوقت نفسه عدم احتفاء التاريخ الرسمي به، فيجعله محملًا بأفكار كبرى هي في الحقيقة أفكار باكثير وعلي رأسها البحث عن جيش الخلاص القادر على الخروج بالوطن من أزماته التي يصنعها له الاستعمار والمتخاذلون.
وأشار الشريف إلى أن "الجبرتي قال عنه في عجائب الآثار، الجزء الثاني، صفحة 278" ومات العمدة الشهير الشيخ سليمان الجوسقي شيخ طائفة العميان بزاويتهم المعروفة الآن بالشنواني، تولى شيخًا على العميان المذكورين بعد وفاة الشيخ الشبراوي، وسار فيهم بشهامة وصرامة وجبروت وجمع بجاههم أموالًا عظيمة وعقارات".
ولفت الشريف إلى أن من الواضح أن الجبرتي لم يكن يحبه كثيرًا فقال عنه ما معناه أن سليمان الجوسقي كان يتحكم في جيش من العميان ويتاجر في الغلال، وله أعوان يرسلهم إلى الملتزمين بالجهة القبلية يأتون إليه بالسفن المشحونة بالغلال والمعاوضات من السمن والعسل والسكر والزيت وغير ذلك ويبيعها في سني الغلوات بالسواحل والرقع بأقصى القيمة ويطحن منها على طواحينه دقيقًا ويبيع خلاصته في البطط بحارة اليهود ويعجن نخالته خبزًا لفقراء العميان يتقوتون به مع ما يجمعونه من الشحاذة في طوافهم آناء الليل وأطراف النهار بالأسواق والأزقة وتغنيهم بالمدائح الخرافات وقراءة القرآن في البيوت ومصاطب الشوارع وغير ذلك ومن مات منهم ورثة الشيخ المترجم المذكور وأحرز لنفسه ما جمعه ذلك الميت.
وختم الشريف: "بينما يقول عنه كتاب المقاومة الحضارية دراسة في عوامل البعث في قرون الانحدار لهاني محمود كان شيخًا لطائفة العميان، وقد أحسن تنظيم العميان وتفانى في خدمتهم ورعايتهم واستخلاص حقوقهم، وتفنن في وسائل توفير الموارد لكفايتهم حتى صار للعميان في عهده صولة بحيث يخشى منهم ولم يقتصر عطاء الشيخ على طائفة العميان، بل كان يقرض أكابر البلاد الأموال الكثيرة.