رائدات عربيات.. سنية قراعة محاولات جادة في طريق الرواية التاريخية
شهد العقدين الماضيين من الألفية الثانية، تصدر الرواية التاريخية للمشهد الروائي المصري خاصة والعربي عامة.
وتتحدث المصادر الأدبية عن أن الرواية التاريخية مع محاولات الكاتب جرجي زيدان وهو المجال الذي تركت فيه المرأة بصماتها أيضا، ومن هؤلاء الكاتبات اللاتي خضن تجربة الروايات التاريخية، الكاتبة “سنية قراعة”.
و"سنية قراعة"، صدر لها العديد من القصص التاريخية، والمستمدة من تاريخ العرب والإسلام والفراعنة٬ من بينها روايات: “أم الملوك .. هند بنت عتبة”، “نفرتيتي”، “من وحي السماء”، “نساء محمد” والمنشورة عام 1947 وغيرها.
وكتبت “سنية قراعة”، قصص وسيناريو وحوار عدد من الأفلام نذكر من بينها: فيلم “العلمين”٬ فيلم “رابعة العدوية” ومسلسل مارد الجبل٬ كما كتبت عن بعض الأبطال كالأسكندر الأكبر وقصص مستمدة من تاريخ اليونان أيضا.
ــ شخصيات نسائية محور كتابات سنية قراعة
أغلب روايات وقصص سنية قراعة تركزت حول شخصيات نسائية لعبت دورا في التاريخ العربي الإسلامي٬ نذكر منها: ست الملك الفاطمية٬ نساء محمد٬ أم الملوك٬ هند بنت عتبة٬ ذات النطاقين.
كما تضمن كتابها "نساء في التاريخ العربي"شخصيات نسائية عربية مثل: خديجة بنت خويلد٬ عائشة بنت أبي بكر٬ حفصة بنت عمر والشيماء.
وهى لا تبتدع شخصيات تاريخية ولكن تكتب عن شخصيات معروفة٬ تلقي عليها الضوء وتحاول فهمها وتقديمها للقارئ في صورة روائية أو غير روائية.
وفي رواية “نفرتيتي”، التي كتبتها 1945، تقدم لنا سنية قراعة الملكة المصرية نفرتيتي زوجة الملك إخناتون٬ هذه الفاتنة التي غيرت مسار التاريخ المصري القديم.وهي ملكة عظيمة من ملكات مصر الفرعونية٬ سبقت بالتفكير عصرها وآمنت بفكر وفلسفة زوجها وشجعته عليها٬ هذه الفلسفة الدينية التي تؤمن بالخالق الأكبر وتنتمي له٬ وهي أول وحدانية عرفها التاريخ وتكمن في عبادة القوة المستترة خلف قرص الشمس أو آتون.
وهي محاولة لإعادة كتابة تاريخ هذه الفترة من العصر الفرعوني والتحول من عبادة الإله آمون إلي التوحيد٬ حيث يختلط الخيال بالواقع والأدب بالتاريخ.
ــ “أم الملوك” الرواية الفائزة بالجائزة الأولي عام 1958
وفي 1958، فازت الكاتبة سنية قراعة، عن روايتها “أم الملوك” بالجائزة الأولي من وزارة التربية والتعليم. وفي الدراسة التي قدم بها الباحث الناقد علاء الجابري، رواية “أم الملوك”، والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2015، يشير “الجابري” إلي أن مقدمة الرواية ربما تتيح قراءة النص بوصفه صورة للصراع بين أحلام الطبقة البرجوازية المتحكمة في العصر القديم، وتطلعاتها للسيطرة علي مقدرات الناس، وتسيير التاريخ وفقا لطموحاتهم إن ــ المقدمة ــ هنا تجعل أحداث رواية “أم الملوك” ماثلة في الحاضر ومرتبطة به، وآلية لفهمه، وعنوانا عليه، عض أن تكون إجترارا لماض بعيد، "ففي كثير من الحالات يتدخل عنوان فرعي أو إهداء أو نص استهلالي ليوجه خيال القارئ.
ويلفت “الجابري” إلي: اختارت سنية قراعة شخصية نسائية وهي هند بنت عتبة، ربما بوصفها نموذجا للمرأة العربية في عصور قديمة حين تختار العمل العام أو الاهتمام بتحقيق حلم غير شخصي، ليكون مجالا للبحث عن هوية إن هند بنت عتبة في ذلك، نموذج يفاجأك بتجذر اهتمامات المرأة العربية منذ القديم بالشأن العام.