في اليوم العالمى للمرأة.. كيف حطمت كتب الأطفال الصور النمطية عن الفتيات؟
بينما يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، لا تزال الصور النمطية عن المرأة وأدوارها في المجتمع حاضرة بقوة في الذهنية العربيّة رغم محاولات عدة للخروج من أسرها.
تبدأ تلك الصور النمطية في التشكل والترسخ منذ الطفولة، حينما يعتاد الطفل أن يقرأ قصصَا يجرى فيها حصر المرأة في أدوار محددة وصفات قوامها الضعف وقلة الحيلة والاستكانة في مقابل صور الرجل التي يظهر فيها تفوقه ومكانته ودوره المنتظر من قبل الجميع.
في كتابها "أصل الفروق بين الجنسين" تبين الكاتبة أورزولا شوي، أن الأدوار الجنسانية يتم تحديدها منذ الطفولة عبر القصص المقدمة للطفل، وتوضح ذلك بقولها: "من خلال الكتب المصورة يتعلم البنات والصبيان شيئًا عن العالم خارج محيطهم المباشر. يتعلمون ماذا يفعل غيرهم من البنات والصبيان وكيف يشعرون. يتعلمون، ما هو صحيح وما هو خطأ بالنسبة للبنات، وماذا ينتظر منهم في هذه السن.. إن الكتب المصوّرة مؤثرة بشكل خاص؛ لأن الطفل يقرأها في وقت يكون فيه تطور التماثل الجنساني حاسمًا بشكل خاص. ونماذج الأدوار في الكتب المصورة تصل إلى الطفل قبل أن يظهر تأثير المؤثرات الجمعانية الأخرى مثل المدرسة والمعلم والأقران".
تورد شوي في كتابها دراسة أعدتها "ليونوره فايتسمان" تحت عنوان "جمعنة الدور الجنساني في الكتب المصورة لأطفال الروضة" والتي خلصت منها إلى أن البنات في الكتب المصورة مخلوقات جوفاء، أقل قيمة، يقمن بأشياء أقل إثارة، هن ببساطة أقل حضورًا. بينما الصبيان ينالون شعورًا بالأهمية والقيمة.. يشعرون أنهم متفوقون على البنات، ويطورون بذلك موقفًا سلبيًا تجاه البنات والنساء".
في هذا التقرير نستعرض عددًا من الكتابات المختلفة الموجهة للأطفال والناشئة، والتي حاولت التغلب على تلك الصور النمطية وخلق معان جديدة ترسخ لمكانة المرأة المستحقة.
نساء مستكشفات
يسلط كتاب "نساء مستكشفات"، الصادر ترجمته عن المركز القومي للترجمة، الضوء على خمس قصص عن نساء صنعن تاريخًا علميًا.
هذه القصص هي: "الفتاة التي وجدت أخواتها في الجانب الآخر من العالم" وهي هاريت نويس، و"أول طبيبة في التاريخ" وهي مريت بتاح، وصوفي جيرمان "الفتاة التي اضطرت إلى إخفاء هويتها مستخدمة اسم رجل"، وآنا البيزنطية "الأميرة القاتلة التي وجدت النجاة، و"صائدة الحشرات التي كانت تحلم بالأدغال" وهي ماريا ميريان.
يأتي الكتاب ضمن سلسلة أصدرها المركز بعنوان "سلسلة العلماء صغار السن"، وهي سلسلة تسعى لترسيخ فكرة أن كثيرا ممن قدموا أعظم الاكتشافات جاءوا من مختلف الأعمار والثقافات، وكثير منهم كن إناثًا.
الملكة سهيلة
رواية "الملكة سهيلة" من تأليف رانيا حسين أمين، التي صممت الغلاف والرسوم الداخلية بالرواية.
تسرد الرواية الموجهة للناشئة رحلة فتاة تتمرد على النمطية الاجتماعية المرتكزة على الاهتمام بالشكليات والمظاهر، لتكون أكثر تصالحًا مع ذاتها عبر مجموعة من الأحداث المشوقة.
وفي تصريح سابق لها، أشارت الكاتبة إلى أن الرواية تسعى لتحطيم الأنماط المركبة في مجتمعاتنا والتي تضغط على الفتيات كي يبلغن صورة مثالية في شكلهن ومظهرهن، ومن ثم فالرواية تركز على تقبل الذات والآخر.
الرواية أصدرتها منظمة المرأة العربية، في إطار مبادرتها لدعم قيم المساواة ومناهضة التمييز، وفازت بجائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال في دورتها الثامنة 2021 عن فئة كتب اليافعين.
ملالا: فتاة شجاعة من باكستان
يروي الكتاب، الذي كتبته جانيت وينتر وصدر بترجمة عربية، قصة طفلين من باكستان تحديا الظلم في عالمهما وتشبثا بالشجاعة في مواجهة مخاطر كبرى.
القصة الأولى عن إقبال الذي عمل بالسخرة لتسديد دين على والديه. وبعدما أصبح حرًّا، رفع صوته ضدّ عمل الأطفال وأُعلن بأنه بطل المعركة ضدّ أشكال العبودية المعاصرة، لكنه قتل حينما كان عمره 12 عامًا.
أما القصة الثانية فهي قصة ملالا التي حاربت ضد منع الفتيات الباكستانيات من الذهاب إلى المدرسة. ولم تتوان عن التعبير عن رأيها. حصلت هذه الفتاة على عدّة جوائز أبرزها جائزة نوبل للسلام، 2014.
فتاة طموحة
تحاول الكاتبة مينا هاريس في قصة "فتاة طموحة" حمل الفتيات على استعادة قوتهن واستقلالهن وتمسكهن بطموحهن.
يحارب الكتاب فكرة الابتعاد عن الطموح أو الخجل منه ويشجع الفتيات على استعادة قوتهن وإطلاق العنان لطموحهن والتغلب على ما يواجهن من عقبات.