ناشطة سياسية لـ«الدستور»: العقوبات الأمريكية تعوق دعم السوريين في مجابهة تداعيات الزلزال
أكدت الناشطة السياسية والباحثة الأكاديمية السورية ميس كريدي، أن الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا يوم 6 فبراير الماضي كان الأقسى من نوعه منذ عقود مضت، ما أثار الرأي العام العربي والدولي، وأظهر تعاطفاً في كثير من البلدان العربية والأجنبية التي سارعت لتقديم المساعدات للمواطنين السوريين.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن السوريين عانوا قبل الزلزال من أزمات إنسانية خانقة ونقص في أبسط وسائل العيش بسبب ما فرضته الولايات المتحدة من عقوبات اقتصادية كقانون قيصر التي شملت عقوباته حتى الدول التي تتعامل مع الحكومة السورية ما جعل كارثة الزلزال تُظهر من هو صديق الشعب السوري ومن هو عدوه، وهذا ما ظهر من خلال تسييس المساعدات ورفض الولايات المتحدة إيصال المساعدات إلى السوريين من خلال الحكومة السورية ليزداد عدد الضحايا ويصعب الوصول الى العالقين وتقديم المساعدات للناجين والمنكوبين، لتتحول الكارثة البيئية إلى كارثة إنسانية متجاهلين حاجة السوريين للمساعدات الفورية في ظل مصالح الولايات المتحدة.
وأشارت كريدي إلى أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية لم يتغير فهو موقف ملتبس لا أخلاقي ينبع من سياسة الهيمنة والسياسات اللا أخلاقية التي تنتهجها الولايات المتحدة، معتبرة أن مسألة تخفيف العقوبات الأمريكية عن سوريا لمدة أشهر أو رفعها الجزئي مسألة شكلية لن يستفيد منها الشعب السوري وفق وجهة نظري والمدة المطروحة غير كافية، والإعلان عنها ليس إلا من باب ذر الرماد في العيون أمام الرأي العام المتعاطف مع الشعب السوري.
وأضافت: “تصرفات الولايات المتحدة واحدة من الأسباب التي تزيد من معاناة الشعب السوري عبر العقوبات الجائرة والقوانين الظالمة كقانون قيصر وغيره من العقوبات والإجراءات العدائية التي فرضت على الشعب السوري، ولا أعتقد بأن كل ما أعلنته الولايات المتحدة بشأن العقوبات سوف يكون له ذلك الأثر الملموس بشأن مصلحة الشعب السوري، ولكن كل هذه المسألة فقط لحفظ ماء وجهها أمام الرأي العام العالمي والعربي، ولا أعتقد أنها ستأتي بأي نتائج مرجوة”.
مستقبل الموقف الأمريكي في سوريا
وقالت السياسية السورية، إنها لا تتوقع أن تغير الولايات المتحدة سياستها تجاه سوريا فهي لديها أجندة تتحرك وفقها ولديها أدوات تعمل على هذه الأجندة قد توقف بعض المشاريع أو تتراجع عن بعضها أو تُجمد البعض الآخر ولكن هذا يعود لموازين القوى في العالم، ولا يعود أبداً لتغير مشاريع الولايات المتحدة وأجندتها فهي مستمرة بتنفيذ تلك الأجندة ما استطاعت وأعتقد أن دورها في مسألة الانفتاح العربي على سوريا لن يكون أكثر من دور تعطيلي ولن يكون لها دور إيجابي في الانفتاح العربي والدول ولكن قد يخفف الانفتاح العربي من الضغوطات والعقوبات الأمريكية.
وأكدت كريدي، أن زيارة رئيس أركان الجيش الأمريكي مارك ملي إلى شمال شرق سوريا دون تنسيق مع الحكومة السورية، تعد من الزيارات المتكررة التي يقوم بها مسؤولون أمريكيون من منطلق الاستمرار بالاستثمار في الفوضى في المنطقة وليس فقط في سوريا ومحاولة الاستثمار في الجهات الإرهابية على اختلاف ألوانها وتشكيل بؤرة لتصدير الصراع في المنطقة وتجهيزها كنقاط متقدمة للهجوم على المنطقة بالكامل.