درية شرف الدين: يجب أن يكون هناك تزاوج دائم بين الثقافة والإعلام
كرمت إدارة مهرجان أسوان السينمائي في دورته السابعه الدكتورة درية شرف الدين.
وقالت دريه خلال الندوة : السينما فن جماعي لا ينتجه شخص واحد ولكن مجموعة من الناس. وجماليات السينما الحقيقية لا تظهر على منصات التواصل الاجتماعي على الإطلاق ولا تحل المنصات محلها، هناك دول بدأت تنشئ دور سينما . دائرة الانتاج والعرض والعمل السينمائي يجب أن تكتمل، وخائفة بعد عدد من السنوات لا نجد سينما، وأتمنى أن ينتبه صناع السينما للتحديات التي تواجههم، والبرامج الفنية والسينمائية مهمة ، وكذلك فن المسرح والبالية ويجب أن يكون هناك برامج تتحدث عن الأفلام العربية والمصرية بشكل خاص، فالثقافة والاعلام مجالان لا ينفصلان أبدا . يجب أن يكون هناك تزاوج دائم بين الثقافة والإعلام في مصر .
وشددت على أن مصر تستحق ثقافة عالية وإعلام مهم ومؤثر في حياة الناس .
وعلق طارق الشناوي الذي أدار الندوة قائلا إن هذا حديث ملئ بالشجن والحزن، يذكرنا بالبرامج المهمة التي كانت تنشر الثقافة الفنية ، العمق الابداعي والفني ويجب أن تتسع دائرته، الحديث كبير ومتشعب، كيف تدخل الى البيوت وتخاطب كل الفئات والعقول بطريقة تصل للجميع . مؤكدا أن نادي السينما كان برنامجا مهما خلق حالة استثنائية في الحياة السينمائية المصرية .
وقال أحمد سر الختم أحد قيادات الأشراف في أسوان إن نادي السينما كان برنامجا مهما جدا في ثقافتنا السينمائية ، افتقدنا هذه البرامج الهادفة التي كانت تؤدي رسالة سامية، نحن في حالة ضجر مما تقدمه السينما المصرية ، نريد نشر ثقافة القيم في السينما والمسلسلات وخاصة الرمضانية .
وقال الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافه لشئون السينما ورئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، إن نادي السينما له سحر خاص، يجب أن يسجل كتراث ، مقدمته الموسيقية الناس تحفظها حتى الآن ، طلة درية شرف الدين وهي تحدث كل الفئات من الأمي الذي لا يعرف الكتابة وحتى الجامعي مازالت عالقة في أذهاننا .. مشروع نادي السينما كمشروع كيف بدأ ؟ ممكن تكون فكرة في عقل يوسف شريف رزق الله كيف بدأت هذه التجربة حتى تبقى بعد 30 سنة ننحني لها احتراما .
وردت الدكتورة درية قائلة : أسعد حين آتي بسيرة يوسف شريف رزق الله هو خريج علوم سياسية ، كان يشاركني في التقديم ، تراجع بعد فترة ، هو من دلني على المراجع العربية والأجنبية ، علمني فن الإعداد السينمائي ، وكان مطلعا على الثقافة السينمائية بشكل واسع فنقل الخبرات مهم من جيل لجيل ، كيف تقدم معلومة لكل الفئات أنت أمام ملايين ولست مدرسا في الجامعة ، فكرة التدريب الاعلامي افتقدناه لا أحد يخرج اليوم يقول أنك تستطيع ان تكون مذيعا. لابد له من إعداد وطريقة محكمة لاختيار المذيعين، الجيل الجديد فيه خبرات جيدة وأداء جيد ، لكن يجب أن يهتموا بالإعداد ، فمن الاربعاء الى السبت أثناء التحضير لنادي السينما كنت لا أستطيع النوم او الأكل . كنت أكرس وقتي كاملا لهذا البرنامج ، والاخلاص للبرنامج أتى بثماره.
الإعلام يحتاج إلى جهد ثقافي ولغوي واجتماعي وسياسي لكي يؤتي ثماره .
وقال السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان: كنا ننتظر هذا البرنامج ، الفيلم ينتهي ونكمل السهرة مع ناقد يشير لنا على التفاصيل، هذا الدور أصبح مفقودا، لم يعد هناك وسيط يقدم خلفيات هذه الصناعة ، ماذا حدث ولماذا اختفت الثقافة السينمائية ؟
وأضاف الشناوي : تعودنا أن نهاجم المتلقي ، حتى الموسيقار عبد الوهاب قال المستمع الله يرحمه ورغم ذلك لم يتوقف عبد الوهاب عن الابداع حتى التسعين من عمره، حيث قدم لنا أسألك الرحيلا.
والإعلام مهم جدا في توصيل هذه الرسالة الثقافة السينمائية ، فالتعليم والثقافة من الأعمدة القوية المهمة جدا في بناء المواطن.
وقال الكاتب الصحفي أحمد محمود إن هناك العديد من الفنانين استفادوا من هذا البرنامج بخلاف الجمهور، فهناك اعمال مصرية كثيرة مقتبسة من افلام اجنبية قدمها نادي السينما، لا توجد ثقافة سينمائية في عمق الداخل المحلي ونتمنى ان يكون هناك العمق الاجنبي للثقافة السينمائية ايضا، مشيرا إلى مخاطر العولمة على صناعة السينما.
وقالت الدكتورة درية : إن العولمة يمكن ان تؤدي لتنشيط والارتفاع بمستوى الوعي المحلي فانت تتنافس مع العالم وليس مع نفسك فقط ، هي تكشف أين انت ، كونها كاشفة فهذا شئ جميل . حين تفتح التليفزيون الان تجد حوالي 150 قناة عليك ان تختار هذا دافع للتقدم والتميز وليس دافعا للتراجع ، وأوضحت أن المركز الكاثوليكي للسينما هو مركز ديني ورغم ذلك كان ومازال يشكل جزءا من ثقافتنا السينمائية ولديه أرشيف سينمائي كبير وهو مركز ديني ما يؤكد أنه لا انفصال أو عداء بين الدين والفن ، هناك من يقول الفن حرام والرسم حرام والتمثيل حرام ، وهذا أمر شديد الخطورة على ثقافتنا. هذه الأصوات تريد تحويل حياتنا كلها إلى السواد.
ووجه الكاتب الصحفي حسن أبو العلا مدير المهرجان التحية للمركز الكاثوليكي والأب بطرس دانيال مدير المركز لدوره المهم في نشر وصقل الثقافة السينمائية، وفي نهاية ندورة التكريم قدمت مؤسسة مصر للطيران درعا تذكاريا تكريما للدكتورة درية شرف الدين، كما قدم كريستيان برجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر هدية تذكارية ودرع الاتحاد تكريما للإعلامية القديرة درية شرف الدين .