عماد أبو غازى: كاتب «الثقافة المصرية» يرصد أثر ثورة 1952 على المثقفين
قال الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، إن كتاب "الثقافة المصرية سيرة أخرى" بمثابة شهادة على تاريخ الثقافة المصرية، وذلك بصفته أحد الفاعلين في المشهد الثقافي المصري، كما يعد الكتاب بمثابة دراسة تؤصل فترتي الستيينات والخمسينيات، و أثر ثورة 23 يوليو عام 1952 على الجيل السابق.
وأضف "أبوغازي"، خلال فعاليات مناقشة ندوة الكتاب، منذ قليل، فى دار بتانة للنشر، أن ثمة فصلين بالكتاب عن الكاتبة الروائية سلوى بكر، والكاتب محمود نسيم، وارتباطهما بالعمل الثقافي والسياسي، وهي فترة نهاية السبعينات والتي بدا فيه تراجع لليسار وصعور تيار الإسلام السياسي، ويقدم شهادة مهمة عبر سرد جزء مهم من تجربته السياسية، إلى جانب سرده لتجربة جيل السبعينيات، وظهور المجلات الماستر.
وتابع أن ثمة مؤسسات الدولة الثقافية، وهي احتضان كل التيارات السياسية عبر منابرها الصحفية والثقافية الرسمية، مشيرًا إلى مؤتمر ٥٩ والذي عقد في الأوبرا في عهد وزير الثقافة ثروت عكاشة، والذي طالب مهاجمة الشيوعية ومطاردتها، موضحًا أن الكتاب يتناول ظواهر وتعدد الكتابة الحديدة بدءا من جاليري وصولًا إلى زاب ثروت.
ولفت "أبوغازي" إلى أن عام ٦٨ كان بمثابة عام فارق في حياتنا الثقافية والسياسية، والذي شهد أول ظهور مظاهرات رافضة لنظام يوليو، إلى جانب تأسيس مجلة جاليري ٨٦، وغيرها من أحداث كانت فارقة في حياتنا مؤسسه لجيلنا.
وقال: «إن جيلنا وقع في خطأ، وهو ترك الساحة في اتحاد الكتاب، اكتفوا برفع شعار اتحاد كتاب ديمقراطي، وهذا الموقف جعل من اتحاد الكتاب ساحه لاعتماد أصوات ليست لها علاقة بالإبداع، وأن العقاد لديه موقف من الفاشية، وهتلر منسجم مع مواقفه وغير مطلوب من الإنجليز دفعه لإعلان موقفه من هذا».
ومن الجدير بالإشارة أن الكتاب يتناول مجموعة من الكتٌاب والمثقفين والأدباء الذين عاشوا في نصف القرن الماضي في ظل أوضاع سياسية وفكرية وثقافية مذهلة، جديرة بتحويل المثقف أكثر من مرة، أمام تلك التحولات العملاقة في مجريات الحياة المصرية، من هؤلاء إبراهيم فتحي، وأحمد صادق سعد، وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، وصلاح عبد الصبور، وإبراهيم أصلان، وصلاح عيسى، وسعيد الكفراوي، ومحمود أمين العالم، وغالي شكري، وصنع الله إبراهيم، ولويس عوض، وشريف حياتة، وإحسان عبد القدوس، وغيرهم ممن شكلوا بقوة وجدان وعقل وضمير الحياة المصرية في شتى المجالات عبر نصف قرن.
وجاء في مقدمة الكتاب للكاتب والمؤرخ الثقافي شعبان يوسف: «لا أعتقد أنني في حاجة إلى تقديم جديد لهذا الكتاب، وهو الجزء الثاني في مشروعنا الذي بدأناه منذ سنوات بعيدة في التاريخ للثقافة المصرية، ورغم أن عددًا من الكتب قد صدرت لنا من قبل في هذا الشأن، إلا أن الصديق القاص والمثقف دكتورعاطف عبيد، هو الذي وضع عنوان هذه السلسلة التي تحمل عنوانًا طموحًا، أرجو أن يفي بما يحمله من وعود ومن محتوى.
وفي العام الماضي، صدر الجزء الأول، وها هو الجزء الثاني، وهذا الجزء يطرح بعضًا من القضايا والشخصيات التي لم نتناولها في الجزء السابق، ويعرف الباحثون في مجال التاريخ الفكري أو الثقافي أو الأدبي أو السياسي بشكل عام، أن ثمة مآزق حادة لا بد أن تواجه الباحث، مثل التكرار الذي يفرض نفسه بين حين وآخر على المادة المدروسة، وهنا سيجد القارئ الكريم أننا اضطررنا إلى تكرار أحداث معينة في سياقات مختلفة، حيث أن تفادي ذكر تلك الأحداث في واقعة خاصة، من الممكن أن يفقد الواقعة مغزاها الخاص الذي أردنا إطهاره، وهناك وقائع وأحداث لعبت دورًا محوريًا في تطور الثقافة في مصر، منها صدور مجلة جاليري 68 على سبيل المثال؛ ولأن كثيرًا من الكتّاب الذين تناولناهم هنا بالمناقشة، لهم تقاطعات خاصة مع المجلة، من ثم وجدت أنني لا أستطيع الفكاك من طرح تلك التقاطعات الخاصة لكل كاتب مع تلك المجلة الجماعة.
وبالطبع هناك أحداث ووقائع كثيرة بعينها تم ذكرها، ولكنها جاءت في سياقات مختلفة، ورغم ذلك، فليغفر لي القارئ الكريم ذلك التكرار الاضطراري، وأرجو ألا يكون مملًا ما عدا ذلك، فالكتاب يتناول شخصيات، كان ومازال لها حضور نوعي في الثقافة والإبداع والفكر المصري، وساهموا بقدر كبير ي إثراء المشهد الثري للثقافة المصرية، وأزعم أنني بذلت مجهودًا كبيرًا في تقديم قراءة خاصة بي، أتمنى أن تلقى قبولًا كريمًا، فمن الشخصيات التي حضرت في مجال السرد: يحيي حقي، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، ومحمد متولى، ومحمد جاد، سلوى بكر، ومجيد طوبيا، وبهاء طاهر، وصنع الله إبراهيم، ومحمد حافظ رجب، ويحيى الطاهر عبد الله، وجميل عطية إبراهيم، وأمينة السعيد، ومحمد تيمور، وغيرهم، وحضر من الشعراء: صلاح جاهين، وبيرم التونسي، نجيب شهاب الدين».