«الرهاب الجنسي».. معاناة سيدات ترفض أجسادهن العلاقة الزوجية (بودكاست)
لم تُجد محاولات "مصطفى" المُتسرعة نفعًا في إفاقة زوجته "بسنت" التي سقطت مغشية عليها بشكل مفاجئ دون سبب، بعدما كان يحاول مداعبتها بلطف تمهيدًا لمعاشرتها جنسيًا، فلم تمر سوى ساعة واحدة على زفافهما عقب قصة حب دامت ثلاث سنوات توجّت بالزواج.
دقيقتان حتى فاقت الزوجة وهي بالكاد تلاحق أنفاسها ويرتعش جسدها بشدة ويخفق قلبها، ولم يعرف أحدهما ما الذي حدث؟، ظنت "بسنت" أن تلك الأعراض مجرد حالة عابرة نتيجة الإرهاق، فحاولت مع زوجها ممارسة العلاقة الجنسية ثانيةً لكن دون جدوى.
مرّ الأسبوع الأول ثم الثاني ولم يستطيعا ممارسة العلاقة الحميمية، فكلما حاول الزوج الاقتراب منها انتابها نفس الأعراض العنيفة، التي تصل أحيانًا إلى حد الإغماء إذا أصرّ زوجها على مواصلة محاولاته معها، فلم يكن أمامهما سوى الذهاب للطبيب لا سيما مع ضغط الأهل.
صدمة شديدة تلقتها "بسنت" حين شَخَصها طبيب العيادات النفسية بمستشفى العباسية بالجيزة، بإنها مصابة بـ"الرهاب الجنسي" Genophobia الخوف من ممارسة العلاقة الحميمية، الذي يجعلها تخشى اقتراب زوجها أو ممارسة العلاقة الجنسية معه، وهي الحالة التي تحتاج جلسات علاج نفسي طويل، بحسب الطبيب.
بسنت واحدة ضمن 10 حالات أخرى وثقت "الدستور" معاناتهن مع مرض "الرهاب الجنسي" في مصر، والذي يدفعهن إلى الخوف من ممارسة العلاقة الزوجية لسنوات طويلة، ما يؤدي إلى تعرضهن للاغتصاب على يد الزوج، ويؤثر ذلك عليهن نفسيًا وجسديًا؛ نتيجة ممارسة العلاقة الحميمية بالإكراه أو الطلاق.
بحسب الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين APA، فإن الرهاب الجنسي هو نوع من الخوف المرضي تجاه ممارسة العلاقة الحميمية أو أي شيء يتعلق بالجنس والحديث عنه أو مشاهدته، ويكون ذلك الخوف نفسيا وجسديا بظهور أعراض مثل خفقان القلب والرعشة والعرق والتوتر من ممارسة العلاقة الجنسية.
بسنت.. اغتصاب متكرر وانفصال معاناة
تقول بسنت: "لم يتفهم زوجي حالتي المرضية الناتجة عن ختاني في الصغر، كذلك والدته كانت تطعني في شرفي بسبب خوفي من ممارسة العلاقة، وبدأ يُجبرني بالإكراه على معاشرته جنسيًا بدعوى حقه الشرعي حتى أصبت بتهتك في الأعضاء التناسلية وضعف ضربات القلب".
ما زالت "بسنت" تتلقى العلاج النفسي إلى الآن وطالت مدته نتيجة إجبار زوجها لها على ممارسة الجنس معه، حتى بعد علمه بمرضها وتطوره إلى تروما (صدمة) إلى أن انفصل عنها: "لم يفهم أحد طبيعة مرضي، حتى زوجي كان يرى أنني السبب، وأهلي ألقوا عليّ اللوم لعدم قدرتي على إمتاعه جنسيًا".
300 حالة رهاب جنسي سنويًا في مصر
وثقت الدكتورة أسماء عبدالوهاب، استشاري الطب النفسي، والمدير السابق للعيادات الخارجية بمستشفى العباسية، حالة "بسنت" التي كانت وفق حديثها، لـ"الدستور"، ضمن 300 سيدة أخرى مصابة بالرهاب الجنسي تُعالج داخل عيادات المستشفى سنويًا.
تعالج حالات الصدمة من الاعتداء الجنسي داخل عيادة "واحة" بالعباسية من خلال استشارين نفسيين لتفكيك التروما أولًا، وفقًا لأسماء، التي تؤكد أن هناك قائمة انتظار ضخمة للعيادة؛ لكون علاج الصدمات الناتجة عن الجنس تأخذ وقتا طويلا، ولأن الأزواج لا يتفهمون تلك الحالة ويجبرون الزوجة على العلاقة.
وعن طريقة العلاج داخل عيادة واحة تقول: "يتم توقيع كشف النسا إلى جانب جلسات علاج جنسي لطمأنة الزوجة من العلاقة الجنسية وتباعتها خطوة بخطوة، وإذا كانت مصابة بتروما لا بد من تفكيك الصدمة أولًا على يد استشارين نفسيين وجلسات حكي لكن الأمر يأخذ وقت طويل بسبب التعامل الخاطئ من الزوج".
دراسة: الرهاب الجنسي يصيب النساء المختونات بنسبة 65.3%
خلصت دراسة أُجريت داخل قسم أمراض النساء في العيادات الخارجية بجامعة المنصورة خلال الفترة من 1 أبريل 2013 إلى 31 مارس 2014، للدكتور محمد الحديدي أستاذ الطب النفسي بالجامعة، إلى أن ختان الإناث هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة برهاب الجنس.
ونشرت الدراسة في مجلة مركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس، وتُعرف الرهاب الجنسي بأنه الخوف المرضي من الجنس، نتيجة التعرض لصدمات شديدة، خاصة الاعتداءات الجنسية أو الإساءة مثل الاغتصاب أو الختان، إلى جانب التنشئة الثقافية والدينية التي تزيد من الشعور بالعار تجاه الجنس.
تشير نتائج الدراسة إلى أن الرهاب الجنسي أكثر انتشارًا بين السيدات المختونات بنسبة 65.3%، بينما يقل لدى النساء غير المختونات بنسبة 34.7%، كذلك فإن النساء اللاتي تعرضن لصدمات نفسية تخصّ الاعتداءات الجنسية أو لديهن أفكار خاطئة عن الجنس أكثر عرضة للإصابة بالرهاب الجنسي بنسبة 50%.
لينك الدراسة
يقول الدكتور الحديدي صاحب الدراسة، إنه وثق 166 حالة سيدة تعاني من الرهاب الجنسي ممن يترددن على عيادات المستشفى، ووجد أن إصابتهن كانت ناتجة عن التعرض لصدمات شديدة مثل الاعتداءات الجنسية أو الختان، إلى جانب التنشئة الخاطئة التي تزيد من الشعور بالذنب تجاه الجنس والخوف منه.
يشير إلى أن المصابات بالرهاب الجنسي يخشين أي سلوك يتعلق بالجنس، لأن الخبرات التي تعرضوا لها قديمًا انتهكت ثقتهم وسلبت حقهم في تقرير المصير، فضلًا عن الترهيب المجتمعي، مبينًا أن الرهاب يختلف عن عسر الجماع، فالأول مرض نفسي علاجه طويل والأخير مرض عضوي يمكن علاجه سريعًا.
أماني: "كادت شقيقتي تموت من زوجها بسبب مرضها"
نفس المصير واجهته "نجوى" 27 عامًا، من محافظة قنا، التي تعرضت للاغتصاب الزوجي نحوعام كامل، بسبب مرضها بالرهاب الجنسي نتيجة ختانها في الصغر وهو الأمر الذي لم يتفهمه الزوج، لتنتهي معاناتها بالطلاق أيضًا ومضاعفات نفسية وجسدية حادة ما زالت تُعالج منها.
حكيت شقيقتها "أماني"، لـ"الدستور"، ما حدث بسبب عدم قدرة "نجوى" على الحديث: "اكتشفنا مرضها من ليلة الزفاف، حين هاتفنا زوجها بشكل مفاجئ يشكك في أن شقيقتي فقدت عذريتها في علاقة غير شرعية؛ بسبب عدم قدرتها على ممارسة العلاقة معه"، إذ أصيبت نجوى بنوبة فزع أثناء ممارسة الجنس.
توضح أماني: "عَنَفَ أهلي نجوى بشدة لعدم قدرتها على إمتاع زوجها وبوازع من أهله اغتصبها دون أن يستطيع إتمام العلاقة الحميمية، وقطعت شقيقتي النفس في إحدى مرات الاغتصاب ونُقلت إلى المستشفى مصابة بتهتك في العضو التناسلي وسحجات عنيفة من زوجها الذي طلقها في اليوم التالي لعدم احتماله".
دراسة - الخوف من الجنس ناتج عن جذور خلفية صادمة
توضح دراسة علمية نشرت أوراقها في المؤتمر الدولي للتربية وعلم النفس التربوي في ألمانيا عام 2014، ومجلة (Procedia Social and Behavioral) العلمية، أن النساء المصابات بالرهاب الجنسي لديهن اضطراب مرضي في الوظيفة الجنسية وخلل في عملية الرغبة أو الإثارة أو النشوة الجنسية الفطرية.
وخلصت الدراسة التي أجرتها الدكتورة MehrangizShoaaKazemi أستاذ الطب النفسي في جامعة Alzahra بإيران، أن المصابات بالرهاب لديهن قلق شديد إلى حد الذعر من التفكير في أي تفاعل جنسي مما يمنعهن من التمتع بعلاقة جنسية صحية.
وأجريت العينة على 25 سيدة مصابة بالرهاب الجنسي، توصلت إلى أن الخوف من الجنس ناتج عن جذور خلفية صادمة تعرضت لها السيدات قديمًا، مثل الاعتداءات الجنسية أو المعلومات الخاطئة، وقد تظل المصابات يعانين مدى الحياة.
لينك الدراسة
تتذكر "نور" التي تبلغ الآن ثلاثين عامًا، وقتما كانت في مطلع العشرينات، حين تتحدث صديقاتها عن أي شيء متعلق بالجنس بأنها كانت تصاب بضيق تنفس وتوتر، ولم تعلم وقتها أن تلك الأعراض ستكون سببًا غير مباشر في تعرضها للاغتصاب الزوجي وطلاقها.
مرت على تلك الذكريات 5 سنوات حتى تزوجت "نور" التي تقطن بمحافظة الغربية، أحد زملائها بالجامعة، وبدأت تلك الأعراض تسبب مشكلة مع زوجها، تقول: "كنت أشعر بخوف شديد من ممارسة العلاقة الجنسية، ولم يكن الأمر مفهوما بالنسبة للجميع حتى بعد تشخيصي بأنني مصابة بالرهاب الجنسي".
تقول: "كنت أشعر بخوف شديد من لمسة زوجي وتزداد الأعراض بمحاولته ممارسة العلاقة الجنسية، لم يكن الأمر مفهوما بالنسبة للجميع، حتى لجأت إلى طبيبة أمراض نفسية ومنها إلى العلاج النفسي بعدما تم تشخيصي بالرهاب الجنسي والذي لم يتفهمه زوجي أو أهلي".
لم تمر فترة قصيرة حتى نفد صبر الزوج كما تصف "نور"، فبدأ باغتصابها: "كان عنيفًا والإجبار يزيد من ضربات قلبي وكأنني على وشك الموت، حتى أهلي أجبروني على الاستمرار معه ولكن طُلقت وتنازلت عن جميع حقوقي ولم أُعالج نفسيًا إلى الآن".
العماري.. المعاشرة الجبرية للمصابات بالرهاب الجنسي يؤدي إلى تروما مركبة
الدكتورة ميرفت العماري، استشاري الطب النفسي وتأهيل ضحايا العنف الجنسي بمركز النديم سابقًا، تؤكد أن الأزواج لديهم فهم مغلوط للعلاقة الزوجية والجنسية ويرون أن الزوجة مجرد آلة لتفريغ الرغبة الجنسية، بغض النظر عما مرت به الزوجة من خبرات سيئة سابقة متعلقة بالجنس.
توضح، لـ"الدستور"، أن تلك الخبرات إذا قوبلت بإجبار ستزيد من الصدمة النفسية، مشيرة إلى أن الفتيات في مصر تظل طوال حياتها لا تعرف شيئًا عن الجنس ثم تواجهه دفعة واحدة يوم الزفاف بضغط ولوم من الأهل إذا رفضت ذلك.
وثقت "العماري" حالة سيدة كانت مصابة بالرهاب الجنسي ولم يتفهم الزوج حالتها فكان يقوم باغتصابها ومعاشرتها بالإكراه حتى أصبح لديها صدمة مركبة، ظلت تتلقى العلاج النفسي ثلاث سنوات دون جدوى، بسبب إجبارها على ممارسة العلاقة.
مقالة بحثية - الرهاب الجنسي أكثر من مجرد خوف
في مقالة بحثية بعنوان "رهاب الجنس وكيفية التعامل مع الخوف من الجنس" نشرت بموقع Healthline العلمي الأمريكي في عام 2018، للباحثة " جانيت بريتو" المعالجة الجنسية وأستاذ علم النفس في جامعة "مينيسوتا" بأمريكا، توضح أن الرهاب الجنسي أكثر من مجرد خوف فهو ذعر شديد يظهر عند محاولة ممارسة الجنس.
وتشير "جانيت" إلى أن الرهاب الجنسي ينطوي على ردود فعل مثل زيادة ضربات القلب والخوف والرعشة وتتفاقم الأعراض إلى صعوبة التنفس والإغماء، إذ لم تتم إزالة المسببات ووقف التعرض لممارسة الجنس في الحال.
المعالجة الجنسية توضح أن علاج الرهاب يكون نفسيًا وسلوكيًا، من خلال العمل على تطوير طرق بديلة للتفكير في الرهاب أو الموقف، عبر نوع العلاج في الجلسات الفردية؛ لأن الرهاب ليس خوفا معتدلا ولكنه يصل إلى حد الذعر.
لينك المقال
استبيان.. 50% من المصابات بالرهاب الجنسي يتعرضن للاغتصاب الزوجي
أجرت "الدستور" استبيانا شمل 50 سيدة (متزوجة غير متزوجة) من محافظات مختلفة مصابات بالرهاب الجنسي في الفئات العمرية من 20 - 35 عامًا، بيّن أن 60% منهن اكتشفن الإصابة بعد الزواج، و40% اكتشفن ذلك قبل الزواج.
78 % من عينة السيدات اكتشفن الإصابة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، و22% اكتشفن ذلك عند الحديث عن أي شيء يتعلق بالجنس، بينما 50% من المصابات تعرضن للاغتصاب الزوجي، و20% تم تطليقهن و10% ذهبن للطبيب و16% منهن ليست متزوجات.
وعن الأعراض التي تنتابهن 18% من السيدات يشعرن بخفقان في القلب وقت ممارسة الجنس أو الحديث عنه، 14% يشعرن بالرعشة، و14% يصبن بالإغماء، و8% يشعرن بالعرق والتوتر، و40% يشعرن بجميع الأعراض السابقة.
90 % من أهل سيدات عينة الاستبيان لم يتفهموا ذلك المرض و10% فقط تفهموا الحالة، ولجأ 74% من السيدات للعلاج النفسي و26% لم يلجأن، ولكن 64% منهن لم يستجبن للعلاج النفسي و35% منهم استجبن للعلاج، وتشعر 94% من عينة السيدات بالخذلان و6% فقط لا يشعرن بذلك.
عادل.. لم يستطع الاستمرار مع زوجته المصابة بالرهاب الجنسي
تلك المرة تُروى القصة من ناحية الزوج، فلم يتوقع "عادل" 28 عامًا أن يتزوج بإحدى الفتيات المصابات بالرهاب الجنسي، والذي تفاجأ في الليلة الأولى بخوف مبالغ فيه -كما يصف- من زوجته حين حاول ممارسة العلاقة معها: "في كل مرة ترتعش وتزيد ضربات قلبها وشخصت بالرهاب الجنسي".
يقول: "ظننت أنها حالة عرضية ورهبة طبيعية للمرة الأولى، لكن تكرر الأمر طوال الأسبوع الأول من الزواج، وفي كل مرة ترتعش وتزيد ضربات قلبها، ولجأنا لطبيب نفسي وشخصها بأن لديها خوفا مرضيا من ممارسة الجنس".
6 أشهر ظل فيها عادل وزوجته تحت سقف منزل واحد بدون ممارسة العلاقة الحميمية، بعدما أخبرهما الطبيب بأن العلاج النفسي في تلك الحالات يأخذ وقتا طويلا: "انفصلنا بعد عام لم أستطع تحمل حالتها حتى محاولات الإجبار لم تجد معها، وأنا رجل لديّ احتياجات ورغبات لا بد من إشباعها".
معالجة إيذاءات جنسية.. العنف يزيد مدة العلاج النفسي
تفسر جومانا حمدي، معالجة متخصصة في علاج الإيذاءات الجنسية، طول مدة العلاج النفسي للمصابات بالرهاب الجنسي إلى حدوث تروما أكبر "صدمة مركبة" بسبب تعرض المصابات للاغتصاب مما زاد من حدة خوفها من ممارسة الجنس.
توضح لـ"الدستور" أنها وثقت حالة في عيادتها لسيدة متزوجة كانت مصابة بالرهاب الجنسي وتناوب زوجها في اغتصابها حتى أصبحت لديها "تروما مركبة" تجاه الجنس لدرجة أنها لم تستطع إجراء كشف النسا اللازم لبدء العلاج النفسي.
وبحسب جومانا، فإن الرهاب الجنسي من أسبابه ترويع الفتيات من أعضائهن التناسلية طوال حياتهن وتحذيرهن من الاقتراب منها، مشيرة إلى تناقض المجتمع في تعامله إذا كان الزوج يعاني من ضعف الانتصاب كان سيطالب الجميع الزوجة بالصبر عليه.
المهدي.. التعامل غير سليم مع الرهاب الجنسي يفاقمه
سبب آخر، يرجعه الدكتور محمد المهدي، استشاري الطب النفسي بجامعة الأزهر يزيد من احتمالية الإصابة بالرهاب الجنسي، وهو أن العقل الباطن للمصابات بالرهاب الجنسي يخزن تجارب سيئة منذ الصغر عن الجنس مثل الختان أو الاعتداء الجنسي.
كما يزيد وفقًا للمهدي التعامل غير السليم من الزوج مع إصابة زوجته بالرهاب الجنسي من الصدمة النفسية، لا سيما إذا أجبرها على ممارسة العلاقة الزوجية، مشيرًا إلى أن التعامل الصحيح مع مثل تلك الحالات لا يكن بالإجبار، ولكن بالودّ والتفاهم واللجوء إلى طبيب نفسي.
دراسة.. النساء اللاتي تعرضن للعنف أكثر عرضة للإصابة
في دراسة أًجريت للدكتور Martin Lalumiere أستاذ علم النفس بجامعة Ottawa الكندية على 15 سيدة، 12 منهن مصابات بالرهاب الجنسي و3 غير مصابات، تم تعريضهن لمدة 90 ثانية لعدد من المقاطع الجنسية، ظهرت أعراض مثل خفقان القلب والرعشة على جميع السيدات المصابات بالرهاب الجنسي بينما غير المصابات لم يتأثرن.
لينك الدراسة
الدراسة نشرت بعنوان: "العلاقة بين الرهاب الجنسي والتحاور بين النساء القلقات وغير القلقات" في مجلة الطب الجنسي التابعة للجمعية الدولية للطب الجنسي بأمريكا عام 2017، وأكدت أن الاستجابة للعلاج النفسي من الرهاب الجنسي أعلى لدى النساء غير القلقات اللاتي لم يمارس عليهن أفعال عنيفة.
وخلصت الدراسة إلى أن الرهاب الجنسي يصيب النساء غير المتزوجات أيضًا، واللاتي تظهر عليهن نفس الأعراض بمجرد مشاهدة أي مقاطع جنسية، مؤكدة أن العلاج النفسي يطول في حالات الإجبار على ممارسة العلاقة الزوجية.
200 حالة اغتصاب نتيجة الرهاب الجنسي
يُرجع رضا الدنبوقي، المحامي الحقوقي والمدير التنفيذي لمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، الرهاب الجنسي إلى الثقافة المجتمعية الخاطئة، والتي يظللها قانون ينصف الزوج دومًا ويبيح له التمتع بزوجته بأي طريقة حتى لو كانت بالإكراه، بموجب المادة 60 من قانون العقوبات.
ووثق المركز 200 حالة اغتصاب زوجي خلال آخر عامين؛ ناتجة عن إصابة الزوجات بالرهاب الجنسي في الليلة الأولى من الزفاف وعدم تفهم الزوج لتلك الحالة، فيقوم الزوج باغتصاب زوجته عمدًا مسببًا لها إصابات جسدية وآلام نفسية.
لا تزال بسنت تتلقى لومًا حادًا من أهلها بعد الطلاق، وتفاقمت أزمة "نجوى" من الرهاب تجاه الجنس إلى خوف من تكرار الزواج ثانيةً، بينما تخضع "نور" للعلاج النفسي منذ عام دون جدوى، فيما تزوج "عادل" من فتاة آخرى غير مصابة بالرهاب الجنسي وبدأ حياة جديدة.
للاستماع إلى البودكاست:
* أسماء الضحايا الناجيات المُستخدمة مُستعارة بناء على رغبتهن وحفاظًا على هويتهن الاجتماعية.
*هذا التقرير نشر ضمن مشاركة الصحفية في ورشة الصحافة العلمية من خلال مشروع "الصحافة والعلوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" وهو أحد مشروعات معهد جوته الذي تموله وزارة الخارجية الألمانية.