ليلة مصرية فى الرياض
داخل فندق هيلتون بالرياض الذي استضاف المنتدى السعودي للإعلام يومي 20و21 فبراير الجاري عبر ما يقرب من 35 فاعلية حضرها الكثير من الخبراء والمتخصصين داخل وخارج المملكة، وتناولت في معظم أطروحاتها التحول الكبير الذي يحدث للأعلام داخل الثورة الرقمية وكيفية التعامل معه ومواكبته وتأثيره السلبي والإيجابي على مجمل الأوضاع.
وقد حضرت إلى فندق هيلتون لمقابلة بعض الأصدقاء المصريين الذين تمت دعوتهم من قبل المنتدي، وما لفت نظري ونظر كل الحضور بشدة هو ما وصلت له الحالة السعودية ثقافيًا من تطور وتقدم كبير للغاية، ووضح ذلك في طريقة التنظيم والتعاطي الثقافي مع أحدث التغييرات، والعنصر البشري ومدي تعمقه داخل الدوائر الثقافية، بالإضافة إلي الإقبال والنهم السعودي للوصول إلي ما هو أبعد في العمق الثقافي والفني، بعد أن تحررت بالعلم من كل موروثات الماضي وصناعة جيل جديد بمكونات علمية وثقافية يواكب المتغيرات العالمية السريعة التي تقودها الثورة الرقمية، واختفاء أي أشلاء أيديولوجية من الموروث القديم تمامًا.
وفي ذلك المكان تقابلت مع الأصدقاء الكاتب الصحفي الدكتور سامح محروس، مدير جريدة الجمهورية، والكاتب الصحفي الأستاذ أيمن عبدالمجيد، مدير تحرير روز ليوسف، والكاتب الصحفي الكبير الأستاذ حاتم زكريا، أمين اتحاد الصحفيين العرب، والدكتور أسامة زايد، نائب مدير تحرير الجمهورية، والكثير من الشخصيات الإعلامية المصرية الأخرى، وأثناء تواجدي أعلن المنتدي السعودي للإعلام عن القيام بزيارة للضيوف إلي مدينة الملك عبدالعزيز المالية، حيث اصطحبنا المنظمون عبر أتوبيس مخصص، وفي الطريق دارت مناقشة ما بين الإعلاميين المصريين والسعوديين عما يشاع عن العلاقة بين مصر والسعودية، وتناول أطراف الحديث الكاتب الصحفي سامح محروس، مدير تحرير الجمهورية، وفند المقال الذي كتبه رئيس تحرير الجمهورية الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق (والذي أحدث لغطًا) بأنه لم يتطرق من بعيد أو قريب بشكل مباشر أو غير مباشر للمملكة، والدليل علي ذلك بأنه ذكر اسم دويلة تساند وتدعم الأبواق الإرهابية، وأن السعودية أكبر مساحة جغرافية عربية ودولة كبيرة، ولا ينطبق عليها هذا المسمى وأنها هي من تتصدر المشهد لمقاومة ومحاربة الإرهابيين، والذي حدث أن القنوات المعادية ومنصات اللجان الإلكترونية للإرهابين هي من أشعلت الموقف، وتدخل في النقاش الأستاذ ايمن عبدالمجيد، رئيس تحرير روزاليوسف، بأسلوبه الشيق والراقي، وأكد علي عمق العلاقات التاريخية بين الجانبين، وأنهما جناحا الأمة، وأن تلك العلاقة مستهدفة من الأعداء في الخارج، لما تمثله من حائط صد ضد المؤامرات، وأن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي قد اهتم بذلك الأمر وتناوله في كلماته، مشددًا علي عمق تلك العلاقات وعدم المساس بها وأنها أبعد ما تكون لخدمة مصالح الأمة.
وقد وصلنا إلى مدينة الملك عبدالله المالية، وهي تجسيد حي لما وصلت له المملكة من مكانة كبيرة، فذلك المكان هو أكبر المشاريع المالية في الشرق الأوسط، ويستهدف تحويل الرياض للعاصمة الاقتصادية والمالية للشرق الأوسط، حيث بداخلها 59 ناطحة سحاب، تبلغ مساحة المركز 1.6 مليون متر مربع، وستضم المقار الرئيسية لهيئة سوق المال والبنوك والمؤسسات المالية والكثير من الخدمات الأخرى، ولقد صادف توقيت الزيارة الاحتفال بيوم التأسيس للمملكة، وأثناء التجول تطلع الحضور على المعروضات التى تمثل الثقافة والتراث السعودي، وكان هناك مسرح يستعرض ذلك التراث ودور القادة السعوديين عبر كل تاريخها، وهنا صرخ المسرح صرخة علم وعمل وقال "العمل لا يكتمل إلا بالعلم والسيف لا يضاهيه غير القلم". انتهت زياراتنا للمدينة، وبعدها اصطحبت الأصدقاء الدكتور سامح محروس والأستاد حاتم زكريا والأستاذ أيمن عبدالمجيد والدكتور أسامة زايد، للتجول في مدينة الرياض لشراء بعض المتعلقات، وتحولت الرحلة إلي أمسية مصرية خالصة بقيادة الرجل الرائع الأستاذ حاتم زكريا، الذي تجلي بعظمة روحه المصرية البسيطة والجميلة "ضحك وفرفشة". انتهي تجوالنا بالرياض لمدة ساعتين تقريبًا، ورجعنا إلي الفندق حيث ودعت الأصدقاء علي أمل لقاء آخر.