«هل يشهد المستقبل نهاية الكتاب؟».. الذكاء الاصطناعي بين المناقشات والإبداع
يحفل عالم الكتابة بكثير من التكهنات والأسئلة حول مصير الإبداع البشري بعد ثورات الذكاء الاصطناعي الفائقة، والتي كان أحدثها النسخة الجديدة من روبوت المحادثة "شات جي بي تي"، التي أطلقت في نوفمبر 2022.
وفيما تنبأ البعض بزوال قريب للإبداع البشري، فإن آخرين كانوا أكثر ميلًا لعدم إمكانية حدوث ذلك.
يبحث هذا التقرير الذي أعده موقع ‘niche pursuits’عن إجابة لسؤال هل سيشهد المستقبل نهاية الكُتّاب والاستعاضة عنهم بالذكاء الاصطناعي أم ستظل الحاجة إلى إبداع الكاتب ورؤيته الفريدة قائمة؟.
شات جي بي تي أداة للكتابة
يمتلك روبوت المحادثة "شات جي بي تي" إمكانيات كبيرة يُمكن للكُتاب الاعتماد عليها والاستفادة منها، وهو ما يحاول التقرير توضيحه.
إحدى هذه الإمكانيات قدرته على فهم المطلوب والاستجابة له، فعند إجراء محادثة مع شات جي بي تي، يستجيب بصورة منطقية، ويتذكر المناقشات السابقة، كما أنه يستفيد من المعلومات المتاحة لتوليد الاستجابات الملائمة وتحسينها.
يمكن أن يكون شات جي بي تي أداة قوية لمختلف مهام كتابة المحتوى، من وضع اللبنات الأساسية إلى مراحل التحرير النهائية، كما أنه يُنتج محتوى بأي لغة في العالم بصورة سريعة.
السرعة والكفاءة
يمتلك الروبوت قدرة هائلة على مراجعة المحتوى بسرعة لا تُصدق، أيضًا، فإن لديه القدرة على إنتاج محتوى متسق أسلوبيًا وخال تقريبًا من الأخطاء النحوية والإملائية.
أيضًا، فإنه عندما يتعلق الأمر بإنتاج محتوى للجمهور مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكتب شات جي بي تي بكفاءة منشورات فيسبوك وتغريدات تويتر ومشاركات لينكد إن ونصوص تيك توك وغير ذلك.
مشكلات روبوت المحادثة
رغم أن المميزات التي يتيحها شات جي بي تي تبدو هائلة ومثيرة للإعجاب، فإن بعض المشكلات لا تزال تحد من مميزاته ومن الاستفادة التي يُمكن تحقيقها من خلاله.
يمكن أن يبدوا ما يكتبه روبوت المحادثة في بعض الأحيان عامًا إلى حد ما، ومعتمدًا على عبارات متكررة، ومن ثم فإن ما يكتبه يحتاج إلى التحرير.
أيضًا، يستخدم شات جي بي تي قاعدة بياناته الواسعة من المعلومات لإنشاء محتواه، وهذه المعلومات هي كمية كبيرة من البيانات النصية من مصادر مختلفة مثل الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية والأوراق البحثية التي تم تغذيته بها أثناء عملية التدريب قبل عام 2021، ومن ثم، فبعد هذا التاريخ، لا يمتلك شات جي بي تي أي معرفة عنه.
من المهم ملاحظة أنه بدون وجود إرادة واعية، قد تكون المعلومات التي يقدمها روبوت المحادثة في بعض الأحيان غير دقيقة أو قديمة، لذا فإن التحقق من الحقائق سيظل مطلوبًا، ففي نهاية المطاف لن ستحمل روبوت المحادثة المسئولية عن أي معلومات خاطئة يولدها.
الافتقار إلى الإبداع والأصالة
يمكن استخدام روبوت المحادثة في كتابة القصائد وكتب الأطفال، ومع ذلك، بدون تدخل بشري، فإن شات جي بي تي ليس أكثر من أداة بارعة تساعد الكاتب على توليد الأفكار.
لا يفهم شات جي بي تي مدى تعقيد اللغة والمحادثات البشرية على الرغم من أنه مُدرَّب على إنشاء كلمات بناءً على مدخلات معينة، فإنه لا يفهم المعنى الكامن وراء هذه الكلمات، ومن المحتمل أن تكون أي ردود يقدمها سطحية وتفتقر إلى العمق.
يعتمد الروبوت على توليد النص بناءً على الأنماط التي تدرب عليها، لكنه لا يستطيع فهم السياق بشكل كامل، أما الكاتب فإنه يضع في حسبانه جمهور النص والغرض منه ورسالته ويصمم المحتوى وفقًا لذلك.
مستقبل الكُتاب
يرجح التقرير، وفقًا للمعطيات الراهنة، أن مستقبل الكتابة سيكون مزيجًا من الذكاء الاصطناعي والمهارات البشرية، وأن مولدات الذكاء الاصطناعي ستصير أكثر تعقيدًا كما أن الكُتّاب سيستمرون في إبداعهم، ولتحقيق أقصى استفادة من الطرفين سيكون الحل هو إيجاد التوازن المثالي بينهما.
ويشير التقرير إلى أن شات جي بي تي لا يزال بحاجة إلى مؤلفي المحتوى لإضافة وجهات النظر الفريدة والإبداع الذي تفتقر إليه نماذج الذكاء الاصطناعي غير الذكية عاطفياً عند إنشاء المحتوى.
هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل بعض أشكال الكتابة البشرية فقط لتسريع العمليات وتحرير الوقت البشري لمهام الكتابة المهمة الأخرى.