المستوطنات والإصلاحات القضائية.. هل سينجح نتنياهو في إحتواء غضب واشنطن؟
قبل يومين، في ختام نحو خمس ساعات ونصف من المداولات، قررالكابينت الإسرائيلي المصادقة على شرعنة تسع بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، بالتزامن مع التوتر الناجم عن الإصلاحات القضائية.
كان المطلب الأصلي لوزير الأمني الداخلي إيتمار بن غفير هو شرعنة 77 بؤرة لكنه تقرر الموافقة على 9 بؤرفقط هم: أيغال، بيت حجلة، جفعات هرئيل، جفعات أرنون، متسبيه يهودا، ملاخيه هشالوم، عسئيل، سديه بوعز وشهريت. يدور الحديث عن مستوطنات موجودة منذ سنوات عديدة، بعضها عشرات السنوات، كما تم الدفع بتسوية بضع عشرات أخرى من البؤر الاستيطانية غير القانونية الأخرى من خلال ربطها بالكهرباء والمياه.
من جانبه، علق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سمورتيتش قائلاً: "حكومتنا تطلق رسالة واضحة لكل أعداءنا، أمام محاولات المس بنا، وإضعاف وجودنا في بلادنا، نحن نضرب جذورا نبني ونقيم مستوطنات".
في إسرائيل يقدرون أن الفلسطينيين سيقدمون قراراً ضد إسرائيل للمصادقة عليه في مجلس الأمن حول المستوطنات.
تهدئة الأمريكيين
في زيارة وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن إلى إسرائيل قبل نحو أسبوعين دعا صراحة حكومة نتنياهو للامتناع عن شرعنة بؤر استيطانية غير قانونية في المناطق وعن البناء في المستوطنات.
نتنياهو الذي يواجه ضغوطاً من شركاؤه في اليمين المتطرف، حاول أن يظهر أن قرار تشريع المستوطنات هو الرد على العمليات التي قام بها الفلسطينون خلال الأسابيع الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل 10 إسرائيليين خلال هجومين في القدس الشرقية مما زاد من ضغوط اليمين عليه. وتم التوضيح من قبل اليمين بأن كل قتيل إسرائيل سيقابله شرعنة مستوطنة جديدة.
بالنسبة لواشنطن فإن الحديث يدور عن مسألة متفجرة جداً، كما أفادت تقارير أن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة قبل اتخاذ القرار بالكابينت فيما عارضت واشنطن بقوة القرار.
فيما كشفت وسائل أعلام عبرية، أن مسؤولين إسرائيليين أرسلوا رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنه لن يتم دفع المزيد من الخطوات المشابهة خلال الفترة القريبة، وأوضحوا أن الأمر يتعلق بالوضع الأمني وبأن وقوع عمليات خطيرة أخرى من الممكن أن يغير القرار.
يشار إلى أنه منذ بداية المداولات، كان الكابينيت الإسرائيلي سيصادق على 14 بؤرة استيطانية، لكن بعد الحديث مع الأمريكيين تقرر المصادقة علىى تسعة فقط، الولايات المتحدة أصرت على خفض غدد البؤر الاستيطانية وعلى أنه يجب أن تكون مقامة منذ سنوات كثيرة وليست تلك المنعزلة.
تهدئة أخرى
الملف الثاني الذي يسبب غضب الأمريكيين من الحكومة الإسرائيلية هو الإصلاحات القضائية التي تدفع بها حكومة نتنياهو والتي تسبب خلاف شديد مع الإدارة الأمريكية.
أشار تقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طمأن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأن الإصلاح القضائي المخطط لن يبقى على الشكل المتطرف الذي تم الإعلان عنه.
وفقا لتقرير للقناة 12 الإسرائيلية، فقد قال نتنياهو لسوليفان خلال اجتماعهما أن "الإصلاح القانوني سيمر بموافقة واسعة النطاق، ولن يمر بالصيغة التي تم عرضها الآن".
وأشار التقرير إلى أن “سوليفان” قال لنتنياهو: "الجمهور الليبرالي الديمقراطي - ونحن كإدارة - لا نحبذ الاتجاه الذي تسير فيه فيما يتعلق بالإصلاح القضائي". وتابع “سوليفان”: "إذا كان هناك انتهاك للقيم الديمقراطية، فسيصعب علينا تقديم الدعم الثابت وغير المشروط لإسرائيل"، وتابع بعدها موضحا لنتنياهو"أن الإدارة الأمريكية تراه قائدًا".
كان وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين قد أعلن عن خطة لمنح المزيد من الصلاحيات للمشرعين في تعيين القضاة وتجاوز قرارات المحكمة العليا. ووفقًا لمنتقدي الإصلاح، فإنه من شأنه أن يضرب استقلال القضاء، وحقوق الأقليات، ويقوض مصداقية نظام المحاكم، ومن بين المعارضين رئيسة المحكمة العليا والمدعي العام، وتسببت الإصلاحات في موجة من الاحتجاجات من قبل الجمهور الإسرائيلي.