كيف سيطر «الزلزال» على بداية الفصل الدراسي الثاني في المدارس؟
لم تزل الهزات الأرضية التي شهدتها العديد من دول العالم الأيام الماضية وعلى رأسهم تركيا وسوريا وزلزالهما المدمر، وكذلك الهزات الأرضية التي وقعت على فلسطين والجزائر والمغرب، تفرض أثارها على الأحداث الجارية، ويسيطر الحديث عنها، وهو ما وقع في أول أيام الفصل الدراسي في مصر، إذ لم يخلو اليوم من تناول تلك الكارثة الطبيعية التي ألمت بآلاف من سكان العالم.
توعية الطلاب بكيفية التعامل مع الزلازل وبناء مدارس مقاومة
جاء تناول ظاهرة الزلازل في أول أيام الدراسة من خلال توجيه وزارة التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، تعليمات هامة للمدارس لتنبيه الطلاب بكيفية التصرف في حالة حدوث زلزال أثناء تواجدهم داخل المدرسة، وتوجيههم بالتوعية بشكل عام بالزلازل والسيول وأخطارها وذلك بالتزامن مع انطلاق الفصل الدراسي الثاني.
وأوضحت مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك" عدة إرشادات للطلبة حول كيفية التصرف حال حدوث زلزال.
وكانت الإرشادات الحفاظ على الهدوء وتجنب الانفعال، واتباع الإرشادات الخاصة بالوصول لمخارج الطوارئ، وكذلك اتباع تعليمات المدرسين وتجنب التدافع.
كذلك وجهت وزارة التربية والتعليم الطلبة لعدة إرشادات حول التصرف إذا كانوا داخل المنزل، ومنها عدم التحرك كثيراً ومحاولة الوصول إلى مكان آمن حال وقوع الزلزال، وكذلك الجلوس تحت مكتب أو سطح متين والابتعاد عن منتصف الغرفة، وأيضًا الابتعاد عن النوافذ والأبواب والزجاج، أما في حال إذا كان الطالب خارج المنزل وجهت وزارة التربية والتعليم إرشاداتها لها بأن يتجنب دخول المبانى، وكذلك يحمي رأسه من الأشياء التي قد تتساقط، وكذلك يبتعد عن المباني والأشجار وأعمدة الكهرباء.
كما وجهت وزارة التربية والتعليم في ظل التغيرات المناخية والتقلبات في الأحوال الجوية وحدوث الزلازل بالتوجيه بتأمين مباني المدارس ضد الزلازل.
خبير تعليمي: قرار هام ومصر بها مدارس مقاومة للزلازل منذ 1992
من جانبه وجه الأستاذ حسين البصيلي مدرس لغة عربية بالمرحلة الثانوية في حديثه "للدستور" التحية لوزارة التربية والتعليم لانتباهها إلى إرشاد الطلبة والمعلمين وجميع العاملين بالمدارس بكيفية التعامل وقت الزلازل، موضحًا أن ذلك أمرًا ضروريًا للحفاظ على أرواح أبنائنا الطلبة، وأشار إلى أن المدراس وخاصة الحكومية تكون مكتظة بأعداد الطلبة والذين فالغالب لا يعرفون كيف يتصرفون وقت وقوع أيًا من الكوارث بحكم صغر عمرهم، لذا كان لزامًا إطلاق حملات التوعية التي وجهت إليها الوزارة خاصة مع كثرة وقوع الزلازل في الآونة الأخيرة.
أما عن بناء مدارس مقاومة للزلازل أوضح البصيلي، أن هناك على حد قوله بالفعل العديد من المدارس التي بنيت بهذه الكيفية بعد زلزال 1992 المدمر الذي هاجم مصر، مشيرًا إلى أنها مدارس قد بنيت على قواعد رملية مما يجعلها على حسب قوله مقاومة بشكل كبير للزلازل وأقل تضررًا.
ومن جانبه أكد شادي زلطة المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، خلال تصريحات تليفزيونية أن توجيه وزارة التربية والتعليم يستهدف في الأساس تكثيف نشر الوعي بين طلاب المدارس، وتعلم كيفية التصرف عند حدوث الزلازل في المدارس.
وتابع: أن التوجيه يشمل الإطار التنظيمي مثل عمليات الإخلاء والنزول على السلالم والخروج من الفصول مؤكدًا أهمية وعي الطلاب وتدريبهم على كل ذلك في حالة حدوث أي طارئ.
كما أشار إلى أن هذا يعد إجراءًا مهمًا وجه به الدكتور رضا حجازي، وزير التعليم، موضحًا أن المديريات تشرف على تنفيذ هذا التوجيه من خلال الإدارات التعليمية المختلفة داخل كل محافظة.
دمار 115 مدرسة في سوريا و 100 مدرسة تحولت مراكز إيواء
وكان قد تسبب زلزال سوريا وتركيا الأخير في أن خيم الصمت على ساحات العديد من المدارس في شمال سوريا وسط حطام مبانيها الذي تعرض جزء كبير منه للدمار جراء الزلزال، ودمر أكثر من 115 مدرسة كما سبب أضرارًا في مئات المدارس الأخرى، بحسب إفادة نشرتها الأمم المتحدة، كما تحولت أكثر من 100 مدرسة أخرى إلى مراكز مؤقتة لإيواء آلاف المشردين جراء الزلزال الذي تسبب في انهيار المباني السكنية.