مدير صندوق النقد الدولي: البلدان العربية أحرزت تقدمًا في تعزيز قدراتها الضريبية
أكدت «كريستالينا جورجييفا»، المدير العام لصندوق النقد الدولي، أن الاستثمار في مستقبل أكثر صلابة مرهون بمواصلة تعزيز سياسات الضرائب والإدارة الضريبية، مشيرة إلى أن عدة بلدان عربية قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في تعزيز قدراتها الضريبية.
ومع ذلك، فإن متوسط نسبة الضرائب إلى إجمالي الناتج المحلي، ما عدا الإيرادات المرتبطة بالهيدروكربونات، لا يزال 11% تقريبًا - أي أقل من نصف الحصيلة الممكنة.
وقالت جورجييفا، خلال المنتدى السابع للمالية العامة في الدول العربية المنعقد في دبي، إنه يمكن زيادة هذه النسبة من خلال تحسين تصميم السياسات الضريبية والإلغاء التدريجي للإعفاءات الضريبية المفتقرة للكفاءة.
فعلى سبيل المثال، تعمل الجزائر حاليًا على توسيع الوعاء الضريبي وتوزيع العبء الضريبي بعدالة أكبر.
ونجحت البحرين والسعودية في جمع إيرادات هائلة من خلال تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وفي الإمارات العربية المتحدة، يتوقع تطبيق ضريبة دخل الشركات بصورة تدريجية.
وأضافت المدير العام لصندوق النقد الدولي، أن العامل الأساسي الآخر لزيادة الإيرادات هو تحديث الإدارة الضريبية، كما يمكن أن يساعد استخدام الأدوات الرقمية في هذا الصدد.
وهذا ما قام به الأردن بالفعل، كما اتخذت وزارة المالية الفلسطينية إجراءات مماثلة.
ويعكف الصومال أيضًا على إصلاح السياسات والإدارة لإعادة بناء القدرات الضريبية.
ويُتوقع أن تساهم مثل هذه الإجراءات في زيادة الإيرادات من خلال تحسين الامتثال، كما يمكن أن يساعد الصندوق من خلال برامج تنمية القدرات في تصميم هذه الإجراءات وتنفيذها.
جدير بالذكر أن كريستالينا جورجييفا أكدت أنه لا يزال النمو العالمي ضعيفًا، لكنه ربما يشهد نقطة تحول في الوقت الحالي، فبعدما ارتفع النمو بنسبة 3.4% في العام الماضي، نراه يتراجع حاليا إلى 2.9% خلال عام 2023، ليسجل تحسنا طفيفا في عام 2024 حيث يصل إلى 3.1%.
وقد أعلنا أحدث تنبؤاتنا منذ أسبوعين، وهي وإن كانت أقل قتامة مقارنة بأكتوبر، فإنها لا تزال تشير إلى تراجع النمو، كما تظل مكافحة التضخم من الأولويات في عام 2023.