نبيل فاروق.. في ذكرى صاحب «ملف المستقبل» و«رجل المستحيل»
نبيل فاروق والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1956، صاحب أكثر الروايات ــ تحديدا روايات الجيب ــ انتشارا بين النشء والشباب في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه.
الآلاف وربما الملايين تربوا وتفتح وعيهم وحبهم للقراءة والمعرفة، علي كتابات دكتور نبيل فاروق، الذي جذبه الأدب بعيدا عن الطب، أو كما يقال “ندهته النداهة”.
نبيل فاروق، صاحب أشهر السلاسل الروائية في العالم العربي، أشهرها سلسلتي “رجل المستحيل”، و"ملف المستقبل".
ــ بفضل هؤلاء كان “رجل المستحيل”
“أدهم صبري”، أو رجل المستحيل، رجل المخابرات، وبطل سلسلة روايات “رجل المستحيل”، ذاك الذي ألهب حماس الشباب، منذ سنوات طفولتهم الأولي.
فرجل المستحيل أو أدهم صبري، لم تخلق أسطورته من فراغ، بل كان هناك وراءها العشرات بل والمئات من جهود الرجال والنساء، خلف بطولاته، التي لم يصنعها بمفرده، بل كانت نتاج لمجهودات جماعية. فمن منا ينسى “قدري”، تلك الشخصية المحبوبة، الطيبة، التي تمتلك دهشة الأطفال.
“قدري” الذي يحب الطعام، ومن بين أنامله تخرج أدق المستخرجات والأوراق سواء الرسمية أول غيرها التي يحتاجها أدهم صبري في مهماته وعملياته المخابراتية. “قدري”، والذي لا تزال ذاكرتي محتفظة بصورة متخيلة عنه ــ رغم مرور أكثر من ربع قرن ــ علي قراءة الشباب لسلسلة روايات “رجل المستحيل”.
و“منى”، رفيقة أدهم صبري، في عملياته البطولية، وإخلاصها لوطنها وتفانيها في عملها وحبها أيضا لرجل المستحيل، وكيف قدمت صورة رائعة للمرأة المصرية تثبت أنها علي جدارة وموهبة لأي عمل يسند إليها، بل اقتحمت كل الميادين تلك التي كانت الصورة الذهنية تقصرها على الرجل، وتمنعها عن المرأة، لا لشيء سوى أن الرجل يفوق المرأة بدينا، وهي الصورة التي حطمتها “مني”، وقدمت نقيضا لها.
ــ “ملف المستقبل” و“س 18”
وتعد سلسلة “ملف المستقبل”، من أنضج وأشهر سلاسل روايات الكاتب نبيل فاروق، تلك التي فتحت لنا آفاق الخيال العلم، بسرد شائق، تلهث وراء أحداثه. علي أن أروع ما في هذه السلسلة تلك الهوامش التي كان يلحقها نبيل فاروق عبر صفحات كل رواية من روايات سلسلة ملف المستقبل.
فمن هامش واحد يحمل تعريفا مبسطا، أو مصطلحا جديدا، يلتقطه القارئ، ليبدأ رحلة من البحث نحو المعرفة، حول هذا المصطلح أو التعريف. أذكر أنني قرأت كتاب رؤوف وصفي، “الكون والثقوب السوداء”، وكنت مازلت في المرحلة الإعدادية. شغفت بالكتاب، وأحببته وقرأته أكثر من مرة. لم أعرف بالكتاب ولا بحثت عنه إلا من خلال هامش من هوامش إحدى روايات سلسلة “ملف المستقبل”، ومعلومة بسيطة عن الثقوب السوداء، أحالتني إلى كتاب “وصفي”.
أما عن “س 18”، رفيق فريق "نور الدين"، وهو الذي يضحي بنفسه من أجل إنقاذ المهمة، أو إنقاذ أرواح أفراد الفريق، إلا أنه يفاجئ الجميع عندما يعيده مرة أخرى من وراء النجوم، نجح نبيل فاروق في “أنسنته”، أي أنه من خلال خلقه للشخصية ودورها في مهمات الفريق، جعل الجميع يصدقون انه آدمي وليس آلة معدنية.
نبيل فاروق، حاول الكثيرين تقليده، لكن عالمه وشخوصه، وكتاباته وشخصياته، لم يستطع كاتب حتي اليوم أن ينافسه علي عرش أكثر الكتاب إنتشارا بين شباب الوطن العربي، تلك الجملة التي كانت تذيل أغلفة روايات “رجل المستحيل” و"ملف المستقبل"، ولم تكن دعاية بقدر ما كانت حقيقة واقعية ماثلة حتى اليوم.