جيل بيسلم جيل.. الآباء يسلمون الراية للأبناء: زيارة معرض القاهرة للكتاب «مقدسة»
عندما تسقط عيناك في اتجاه تجد أبًا حاملًا طفله يسير مبتهجًا داخل معرض الكتاب، وآخر يمسك بيد صغيرته يسير مبتسمًا وهو يرى استمتاع صغيرته بما تشاهده من قصص تجذب الانتباه، وسيدة تداعب صغيرها بألوان خشبية وهو يلوّن شخصيات كرتونية صارت المفضلة لديه، كل هذه المشاهد التي تشاهدها داخل معرض الكتاب من أولياء أمور قطعوا مسافات طويلة مصطحبين صغارهم ليسلموهم راية الثقافة والقراءة حتى يعتادوا من بعدهم المجيء إلى المعرض.
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54 خلال الفترة من 25 يناير إلى 6 فبراير، وافتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في 25 يناير، فعاليات المعرض بحضور وزراء ومثقفين مصريين وعرب، فيما فتح المعرض أبوابه للجمهور اعتباراً من اليوم التالي.
وتحل المملكة الأردنية ضيف شرف المعرض لهذا العام، فيما اختير الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين شخصية العام، ورائد أدب الأطفال الكاتب كامل كيلاني شخصية معرض الطفل.
"الدستور" التقت عددا من أولياء الأمور رفقة أبنائهم للحديث عن أهمية معرض القاهرة الدولي للكتاب بالنسبة لهم، حتي إنهم ورّثوا لأبنائهم حب القراءة، وزيارة المعرض لأبنائهم وأحفادهم.
إيثار طلعت: حريصة دائمًا على وجود أطفالي في المعرض
تحرص إيثار طلعت على اصطحاب أولادها إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب في كل دورة له، فهو أمر مقدس بالنسبة لها منذ أن كانت في عمرهم، وحبها للقراءة ورثه منها أولادها، حسبما تحدثت لـ"الدستور": "أنا ولادي طلبة في المدراس وهم يحيي سنه ٧ سنوات، ومعايا بنونة اسمها حور تبلغ من العمر ٥ سنوات، وأنا حريصة دائمًا على وجود أطفالي إلى المعرض، وبحاّول أعودهم من صغرهم أنه مكان مهم".
وتتابع إيثار طلعت، والدة الطفلين يحيي وحور، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" قائلًة: "هذا العام الدورة الـ 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، هو العام الأول لهم في زيارة معرض الكتاب لكن أنا بعودهم إنهم ييجوا من صغرهم، لذلك كنت أنتظر أن يبدأ المعرض حتي أذهب مع أولادي له"، كما أنني قمت بشراء العديد من كتب الأطفال مع أولادي"، بالإضافة إلي استمتاعهم بقاعة الأطفال وما تتميز به من ورش حكي وورش رسم.
وأشارت إيثار طلعت، والدة الطفلين يحيي وحور، إلى أنها سوف تكون حريصة علي زيارة المعرض الأعوام المقبلة مع أولادها، خاصًة أنه يشهد إقبالا كبيرا وتنظيما غير مسبوق، بجانب التطور الذي يحدث به الخاص بالأطفال، والذين يشعرون بسعادة كبيرة أثناء وجودهم، ويتفاعلون مع الورش الفنية والعروض الموسيقية، والمجلات الكرتونية.
وأضافت إيثار طلعت، والدة الطفلين يحيي وحور قائلًة: "أنا بعمل مع ولادي زي ما والدي كان بيعمل معايا منذ صغري، وهذا بالفعل ما جعلني أحب القراءة، وأبحث عن الكتب باستمرار، ولكي أزرع عند أولادي حب القراءة وتشكيل وعيه وثقافته في سن صغيرة، بجانب أن هناك العديد من الحفلات الفنية التي يتغني فيها الأولاد باسم مصر مما يزيد روح الانتماء لبلدهم".
كارم محمود: هذا العام هو العام الثاني لأحفاده في معرض الكتاب
"جيل بيسلم جيل"، هذه الجملة انطبقت على الجد الذي يدعي بـ"كارم محمود"، وهو جد لديه ٤ أحفاد، فهو يحرص على اصطحاب أحفاده الي معرض الكتاب، كما كان يفعل مع أولاده، الذين كبروا وسلموا الراية لأبنائهم مع جدهم "كارم".
يقول كارم محمود في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن هذا العام هو العام الثاني لأحفاده في معرض الكتاب، حيث حضروا الدورة الـ 53، والدورة الـ54، وأضاف خلال تصريحاته الخاصة أنه يزور معرض الكتاب منذ زمن بعيد منذ أن كان في الأوبرا ويحرص كل عام علي الذهاب لمعرض الكتاب قائلا: "بستناه من السنة للسنة، ودا يوم مقدس بالنسبة ليّا، وأدي العيال ولأدي سلموا الراية لأحفادي وانا باجي ألف معاهم وأبقي مبسوط وأول حاجة بييجوا عليها جري هي جناح الطفل في صالة خمسة، وبيتفاعلوا مع كل الأنشطة الموجودة هنا".
وأضاف كارم محمود، أنه كان يذهب بحرص شديد للمعرض عندما كان شاب، ومن ثم تزوج، فكان يذهب للمعرض رفقة زوجته ومن بعد ذلك مع أولاده، أما الآن فهو يصطحب أحفاده، ويقول كارم محمود خلال تصريحاته الخاصة لجريدة الدستور: فرحتي دائما في أولادي وأحفادى وأشعر أن وقتي معهم ممتع لذلك اصطحبهم الي معرض الكتاب".
وأشاد كارم محمود بقاعة الطفل قائلا: قاعة الطفل هي قاعة مهمة للغاية فالكثير من الأنشطة الموجودة لأولادنا وأحفادنا في هذه القاعة وتعمل علي تنمية مهاراتهم وتفكيرهم وأيضا تحقق لهم السعادة فهذا شيء عظيم ونتمني مع الوقت أن يكون هناك معرض منفصل للطفل حتي نحث الأجيال الجديدة علي القراءة.
واختتم كارم محمود تصريحاته قائلًا: "دائما منذ أن ندخل الي المعرض نهرول أنا وأحفادى علي قاعة الطفل حتي أنا أشعر وأحن لطفولتي عندما ادخلها".
عبدالهادى وحفيدته مسك فى معرض الكتاب: "القراءة والعلام حلوين يا ولاد"
تجول عم عبدالهادي ممسكا بيد حفيدته في ساحة معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ54، مرددًا "القراءة والعلام حلوين يا ولاد"، وحفيدته هذه لم تبلغ من العمر سوي عامين لا أكثر، إلا أنه حرص على اصطحابها مخصوص من بلدتهم إلى المعرض.
ويقيم "عبدالهادي" في بداية السبيعنات من عمره، وتحديدًا عمر 73 عاما، في كفر الشيخ ومسئول عن جمعية خيرية بها طلاب ومعلمون عدة في بلدته، ويحرص أيضا على اصطحابهم لمكانه المقدس وهو "معرض القاهرة الدولي للكتاب".
يقول "عبدالهادي" خلال حواره لـ«الدستور» إنه يأتي كل عام من كفر الشيخ إلى القاهرة لزيارة معرض الكتاب، وإنه حرص هذا العام على أن تكون معه حفيدته الصغيرة «مسك».
وأضاف: "أسعى دائما إلى جلب أطفال الجمعية والمعلمين للمعرض، وأحثهم على القراءة، لأن القراءة والوعي والتثقيف هما سلاح الإنسان، وهو ما يجذبه دائمًا لجميع الدورات الخاصة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب سواء كان مكانه في الأوبرا مرورا بدار المعارض ووصولًا بوجوده في التجمع الخامس".
جيهان العويني: لازم كل سنة نيجي لأن فيه ندوات وكتب مهمة جدًا
تهتم الدكتورة جيهان العويني، وتعمل صيدلي إكلينيكي، وابنتها فاطمة أحمدي، وتبلغ من العمر 10 سنوات، على الحضور إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، منذ صغرها، تحديدًا في الفترة الثانوية، وهذا ما عودها عليه والديها، كما تحدثت لـ"الدستور".
وأكملت العويني، حديثها في تصريحات خاصة لـ"الدستور" قائلًة: "يعني أنا باجي من زمان قوي، يعني معرض القاهرة للكتاب بالنسبة لينا مهم ومقدش، لازم كل سنة نييجي لأن فيه ندوات وكتب مهمة جدًا بتكون موجودة في معرض القاهرة وبس".
وأضافت: "بنتي فاطمة بتحب المعرض جدًا من كتر كلامي عنه، وبعدين هي لما شافت الندوات المقامة في المعرض وغيرها من الحفلات المقامة به قررت أنها لازم تيجي تحضر، كما أنها تأتي لتبحث عما يخصها من كتب وتثقيف للذات".
وأضافت: "فرحت أكتر لما شافت الاهتمام بالطفل في المعرض هذه المرة كبير جدًا، وهي أيضًا بدأت في القراءة وتبحث عبر الإنترنت وموقع البحث جوجل، لمعرفة ما تريده وأسماء الكتب التي تفيدها في الثقافة، وهي مهتمة جدًا بالمعرض زيي، فهي تعشق أيضًا أنيس منصور، ونجيب محفوظ، ويوسف السباعي".