الرهان على دور مصر.. هل يحل اجتماع باريس أزمة الرئاسة فى لبنان؟
تستضيف باريس، الإثنين المقبل، اجتماعًا حول الأزمة اللبنانية، يضم ممثلين من فرنسا والولايات المتحدة ومصر والسعودية وقطر، في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم.
قليط: الاجتماع مهم لكن لا تُعلق عليه آمال كبيرة في الوصول إلى حل
الكاتب اللبناني محمد قليط، قال إن اجتماع باريس مهم، لكن لا تُعلق عليه آمال كبيرة؛ بسبب اختلاف الرؤى بين الدول المجتمعة.
وأشار "قليط"، في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أنه قد تحدث تسوية داخلية قريبًا باتفاق الدول المتداخلة في الأزمة اللبنانية، أو يستمر الوضع على ما هو عليه، بالانهيار أكثر فأكثر، واستمرار التراجع اقتصاديًا ما يقود البلاد إلى الانفجار مجتمعيًا.
نعمة: المبادرة الفرنسية حول لبنان نجحت لأن مصر تساعد في استمرارها
وفي ذات السياق، تحدث الباحث اللبناني عبدالله نعمة، عن اجتماع في باريس يأتي لبحث مواصفات الرئيس القادم في لبنان.
وأشار "نعمة"، في تصريحاته لـ"الدستور"، إلى أن هناك خلافًا آخر بين القادة السياسيين في البلاد حول حاكم مصرف لبنان، لافتة إلى أن الوضع لم يعد يحتمل التأخير، وكل مرة يثبت المجتمع الدولي خوفه على لبنان أكثر من السياسيين.
ونوه بأن مصلحة لبنان هى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت؛ لأن الوضع خطير، ومن الممكن أن ينفجر في أي وقت، مشيرًا إلى أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، قادرة على دعم إنقاذ لبنان في ظل فراغ رئاسي وحكومي ومناكفات سياسية واقتصادية ووضع معيشي صعب.
ولفت إلى أن اجتماع باريس لم ولن يتم غير ويحقق النتائج المرجوة منه إلّا بوجود دور قوي لمصر في سبيل تحقيق ذلك، وأن تصريحات الرئيس السيسي خلال زيارته إلى باريس، بأنه حضر من أجل لبنان، وهو ما كان له تأثير في استمرار المبادرة الفرنسية لحل الأزمة اللبنانية، لوجود دعم قوي من مصر لها.
وقال إن "وجود مصر ضمن الدول الخمس المجتمعة في باريس، ووجودها الدائم في متابعة الوضع في لبنان وحرصها عليه، مهم، وسيكون هناك رئيس للجمهورية في لبنان في وقت قريب جدًا، بفضل هذا الدور الفعال والمهم لها".
نادر: اجتماع باريس يأتي من أجل الضغط لحلحلة الأزمة
وذهب العميد الركن المتقاعد جورج نادر، من جبهة 17 تشرين، في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن اجتماع باريس بمشاركة الدول المؤثرة بالمنطقة يأتي من أجل الضغط لحلحلة الأزمة في لبنان دون تحديد اسم معين ليكون رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى عدم فرض اجتماع باريس رئيسًا للجمهورية بعينه.
دربج: التسوية في لبنان ما زالت بعيدة
وقال الدكتور على دربج، المحلل السياسي اللبناني، إنه رغم الآمال التي يعلقها الكثيرون في لبنان على اجتماع باريس، غير أن ثمة مؤشرات ومعطيات تشير إلى أن الأمور لم تنضج بعد، وأن التسوية ما زالت بعيدة.
وأضاف "دربج"، في تصريحات لـ"الدستور"، أن ثمة تطورات حدثت في الآونة الأخيرة، ومنها تبني بعض الفرقاء في لبنان بشكل رسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون مرشحًا للرئاسة، وهذا ما يضعه فى صورة رئيس المواجهة وليس رئيسًا توافقيًا، خاصة أن المحور الآخر متمثل فى حزب الله وحلفائه لم يعلنوا موافقتهم الرسمية والواضحة على شخصية "عون" كمرشح توافقي.
وذكر أن الأطراف المجتمعة فى باريس لكل منها رؤية واتجاه بشأن لبنان والوصول إلى تسوية للأزمة وتحقيق الاستقرار، لافتًا إلى أن "المشهد لم تتضح معالمه حتى الآن، وهناك عقبات ستؤثر بالطبع على اجتماع باريس الذى يتوقع ألا يُحدث اختراقًا أساسيًا وجوهريًا في أسماء الرئاسة اللبنانية القائمة، والتسوية ما زالت بعيدة".
