ناشرون أردنيون: دور النشر العربية تأخرت في الاهتمام بالتكنولوجيا
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب عدة ندوات لمناقشة حالة النشر في العالم العربي، من ضمنها ندوة ضمت عدد من أبرز الناشرين الأردنيين، الذين تطرقوا إلى وضع صناعة النشر ليس فقط في الأردن، إنما في العالم العربي أجمع.
تغير شكل القراءة
وقال سنان صويص، المؤسس والمدير العام لجبل عمان ناشرون، إن ثمة تغيرات جوهرية في مفهوم القراءة أثرت بدورها على صناعة النشر، موضحًا أن مفهوم القراءة تغير من شكل خطي إلى شكل شبكي بسبب تكنولوجيا الاتصالات، فلم يعد الشخص يقرأ بشكل تتابعي بل يقفز من معلومة إلى أخرى.
وتابع تغير أيضا دور القارئ من المتلقي إلى المتفاعل بسبب ثورة السوشيال ميديا؛ صار القارئ متفاعلا يستطيع أن يتواصل مع المؤلف ويعبر عن رأيه بل ويشارك أحيانا في صناعة المحتوى.
نوّه صويص بأهمية أن تكون دور النشر على وعي بهذه التغيرات، فعندما ظهر النشر الالكتروني كانت العلاقة صدامية معه في البداية باعتباره يشكل تهديدا للكتاب الورقي أما اليوم فالعلاقة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني تكاملية.
وتابع أشكال النشر المختلفة تتكامل فيما بينها، فالكتاب الالكتروني أتاح مميزات هائلة لم يوفرها الكتاب الورقي، ومن ثم ينبغي أن تطور دور النشر من عملها في الاتجاهين؛ الورقي والإلكتروني، والأهم هو تقديم محتوى جيد لا يستخف بالقارئ.
العلاقة مع القراءة
من جانبه، قال سالم الدهام، مدير الدراسات والنشر ومدير مكتبة الأسرة في وزارة الثقافة الأردنية، إن صناعة النشر مرتبطة دوما بالقراءة، فالمؤشرات والإحصائيات حول نسب القراءة المتواضعة تؤثر بالسلب على صناعة النشر.
وأوضح الدهام أن التحدي الحقيقي الذي يواجه النشر هو تطوير علاقة الأفراد بالقراءة، فلا يمكن أن تتطور صناعة النشر بدون ارتفاع معدلات القراءة، فهناك تحدي على مستوى الأوضاع الاقتصادية التي تؤثر على تكلفة الطباعة وبالتالي تصرف القارئ عن القراءة نحو إجابة متطلبات أخرى تمثل أولوية له.
انطلاقا من هذه الأوضاع، نوّه الدهام بأهمية توفير الدعم الحكومي للكتاب، كي يستطيع القارئ الوصول إلى الكتاب في ظل الأوضاع الضاغطة، موضحا أن تراجع القراءة جاء نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة وتراجع الدعم الحكومي وأيضا صعوبة الوصول للكتاب في بعض الأحيان.
أشار الدهام كذلك إلى تحد آخر في صناعة النشر يتعلق بمضامين الكتب، التي يأتي أغلبها بغير تماس مع القضايا الوطنية والاجتماعية، فتكون متخصصة جدا في شكل بحث أكاديمي أو فكر مجرد لا يشكل حاجة ملحة لقطاع عريض من المواطنين.
واستطرد: لا يمكن الحديث عن الناشر وحده أو القارئ وحده، ولكن هناك المؤلف أيضا فإشكالية حقوق الملكية الفكرية ربما من أصعب المشكلات التي تحتاج إلى الضبط.
في السياق، نوّه ماهر الكيالي، مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بأن ثمة ظواهر جديدة تحتاج إلى آليات مبتكرة في التعامل معها وعلى رأسها الكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي، مشيرًا إلى أن الجوائز خلقت حالة من الدفع والتشجيع للقراءة.
وأوضح أن ثمة تحديات أخرى تحتاج للتفكير في حلول ومخارج، ومنها سبل حفظ حقوق الملكية الفكرية للمؤلف، وقلة عدد النسخ التي تُطبع من كل عمل، وتردي المبيعات بسبب ارتفاع قيمة الدولار وغير ذلك من التحديات.
التكنولوجيا أكبر منافس
فيما أشارت إيمان حيلوز، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنصة أبجد، إلى أن دور النشر العربية ينقصها تعيين متخصصين في علوم الكمبيوتر، فالتكنولوجيا صارت أكبر منافس بل إن الكتب الإلكترونية المقرصنة باتت تنافس دور النشر في تحقيق إيرادات أعلى في بعض الأحيان.
وتابعت: النشر الإلكتروني للكتب يمنح الكثير من المميزات من ضمنها منح مزيد من المعلومات عن القارئ ونطاق اهتماماته في القراءة وغير ذلك من المميزات، وهو ما يتطلب إيلاء مزيدا من الاهتمام لقضية النشر الإلكتروني.
وقالت أتمنى أن يعود الكتاب كما كان في الماضي مصدرًا للمسرح والموسيقى والفيلم والدراما، وهو الآن كذلك مصدرًا للكتاب الصوتي والبودكاست، لافتة إلى أن كل ذلك يعطي الناشرين دفعة كبرى.