محمد عبدالعال: قراءات «منجز طه حسين» تباينت تباينًا كبيرًا
قال الدكتور محمد عبد العال، مدرس الأدب والنقد الحديث بكلية الآداب جامعة المنوفية، إن قراءات منجز "طه حسين" تباينت تباينًا كبيرًا، ممشيرًا إلى أن شاع عن تصور طه حسين للمجال الثقافي المصري والعربي أنه يقسّم الشرق إلى «شرق بعيد» ويقصد به الهند والصين، و«شرق قريب» ويقصد به منطقة الشرق الأوسط، وهو يلحق هذه الأخيرة بالغرب، في محاولة لمسايرة ركب الحضارة والتطور العلمي.
ولفت “عبد العال” إلى أنه اعتبر بعض الباحثين أن تصور طه حسين للمجال الثقافي للهوية العربية عامة والمصرية تحديدًا بشكل يضعها في علاقة أكثر اتصالا ولحمة بالغرب، وبخاصة الفلسفة اليونانية هو شكل من أشكال التماهي مع الغرب، والتأثر به، وهو قول نتحفظ على حكم القيمة السلبي المضمر فيه.
وتابع “عبد العال” “مبدأيًا لا خلاف في أن الغرب (في العصر الحديث) أكثر اتصالاً بالحضارة العربية وأكثر تأثيرًا في المجال الثقافي الشرق أوسطي من الشرق البعيد وحضاراته العريقة”.
وواصل “فإن طه حسين لا يلحق الشرق الأوسط بالغرب من منظور الإحساس بالدونية تجاه الغرب، ولكن من منطلق إحداث حالة من الجدل معه، ما يؤدي في النهاية إلى عملية تثاقف تفيد الثقافة العربية من المنجز المعرفي الغربي، تمامًا كما أفاد المنجز المعرفي الغربي من العلوم العربية، ولا سيما أن طه حسين يخصص فصلًا من كتابه مستقبل الثقافة في مصر عن مذاهبنا القديمة في التعليم وأخد الأوروبيين منها”.
ولفت “عبد العال”، إلى أن هذا هو ما عبر عنه الدكتور جابر عصفور في كتابه «المرايا المتجاورة» من كون الممارسة النقدية متنوعة ومتباينة المشارب والمنهجيات، حيث يقول عصفور:«لو نظرنا إلى نقد طه حسين من منظور التعاقب فحسب، وركزنا على التباين الكيفي من خلال تتابع الكتابات النقدية لقلنا: إننا إزاء مجموعة متباينة من النقاد، أو مجموعة متباينة من الأبنية النقدية، بل لعلنا نميل إلى التسليم – في غير حالة – بوجود فوضى بنائية متأصلة في نقد طه حسين، ولكن لو ضممنا إلى منظور التعاقب الأفقي متظور التزامن الرأسي، وركزنا على عناصر الثبات التي تكمن وراء التغير، وعوامل الاتفاق النوعي التي تقابل التباين الكيفي لأدركنا أن نقد طه حسين ينطوي على نوع من البناء، له وحدته المتميزة، وصيغته التكوينية الخاصة».