مثقفون: علينا بناء خطط وطنية للحفاظ على الموروثات الشعبية
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان "التنمية الثقافية.. تواصل المأثورات الشعبية"، والتي شارك بها كلا من الكاتب القطري إبراهيم السيد، والكاتب الإماراتي عبد العزيز المسلم، والكاتب العراقي قحطان فرج الله، وأدارتها نهلة إمام، واحتفى فيها الحضور بالمشروع الفكري الرائد للتراث الشعبي الكاتب الراحل أحمد مرسي.
أشار كلا من: إبراهيم السيد وعبد العزيز المسلم إلى العلاقات الشخصية التي ربطتهما بالرائد الراحل، منوهين بدوره الكبير في الالتفات إلى التراث الشعبي والشغف به، وداعين لإعادة النظر مرة أخرى فيما تركه من تراث فكري ثري يعيد الاهتمام بالتراث.
الحفاظ على الموروثات الشعبية
تحدث الناقد العراقي قحطان الفرج الله عن التنمية الثقافية وتواصل المأثورات الشعبية باعتبارهما من المحاور المهمة التي ينبغي التركيز عليها في الوقت الحاضر بعد هذا الانفتاح الكبير على العالم الذي أتاحته التكنولوجيا.
وأوضح أن: التنمية أصبحت الآن لا تخص الجوانب الاقتصادية والسياسية بل تستهدف الإنسان من أجل التكامل المادي والروحي، إن أساليب الحياة في البلدان العربية التي لم تسهم بشكل فاعل في المنتج التكنولوجي والفكري تتعرض لوطاة الحداثة والتحضر في سائر مستوياتها ووجودها.
وتابع أن: مشروع اليونسكو الذي انبثق في عام 1951 كان يستهدف الحفاظ على المأثورات والفلكلور في البلدان التي تتعرض ثقافتها للتهميش والاندثار، إن نقل الخبرات العلمية، يصاحبه بالضرورة تفككات ثقافية عميقة، بفاعلية الانبهار الحاصل من التقدم التكنولوجي الذي يمارس خاصية الاستبدال بدل تطويع المورثات وتنميتها، ومن ثم علينا البحث عن الجذور المغذية للموروثات وروافدها وبناء خطط وطنية وقومية للحفاظ على الموروثات الشعبية وتطويرها وتنميتها.
القيم الثقافية في التراث
من جانبها، قالت فيفيان فؤاد، مستشار برنامج وعي للتنمية المجتمعية، إن قضية التنمية تتعلق بشكل أساسي بالثقافة التي لا يمكن القفز فيها على التراث الشعبي ذي الأهمية الكبرى، وأن التنمية لا تتعلق فقط بالتنمية الاقتصادية ولكن هناك مفهوم التنمية المستدامة الذي ينظر إلى قضايا البيئة والثقافة؛ فالقيم الثقافية في التراث تشكل جوهر التنمية وتمنح دوافع للتقدم.
ولفتت إلى أن المفكر الراحل المتخصص في التراث الشعبي أحمد مرسي انتبه إلى موضوع الخرافة وأثره المعوق للتنمية وأنه لا يمكن التقدم في النمو الصحي إلا بقهر الخرافة، وأنه نوه بأهمية الفن الشعبي الذي يستلهمه المبدعون ويتأثرون به، فهناك نوع من التكامل بين الفنون الشعبية والفنون الخاصة.
وشددت على أهمية ألا يعوق التكامل بين الفن الشعبي والخاص النظر النقدي في التراث، فمن المهم عدم تقديس الفن الشعبي بل ينبغي تقدير أصالته وقيمه الإنسانية والنهل من قيمه الإنسانية المنفتحة على العالم.
وتابعت: التراث به على سبيل المثال عدم المساواة بين الجنسين وفي الوقت ذاته تعظيم للمرأة، وبالتالي ينبغي أن نأخذ منه ما يتفق مع قيم العدالة والتنمية المستدامة واستنهاض الثقافة الشعبية التي تغذي أهداف التنمية.