بين تهدئة الأزمة الفلسطينية ودور القاهرة.. هل حققت زيارة «بلينكن» للشرق هدفها؟
جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للشرق الأوسط والتي بدأها من القاهرة وانطلق منها إلى الأراضي الفلسطينية، ما زالت أصداؤها قائمة، خاصة مع تصاعد حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد بلينكن، خلال الزيارة، أن بلاده تسعى لإعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية، مشيرًا إلى التوصل لاتفاق بتوفير خدمات الجيل الرابع من الإنترنت للفلسطينيين.
وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات لخفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدًا معارضة الولايات المتحدة لأي خطوات تقوض حل الدولتين كتوسيع المستوطنات وهدم البيوت.
وفي هذا السياق، قال هانى سليمان، مدير المركز العربى للبحوث والدراسات، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، جاءت في توقيت بالغ الأهمية خاصة فى ظل التصعيد الأخير بعد عملية القدس والتداعيات التي أعقبتها.
وأضاف سليمان فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن استهلال بلينكن جولته بالشرق الأوسط بزيارة القاهرة قبل رام الله والقدس، يأتي من منطلق إدراك الإدارة الأمريكية لأهمية الدور المصري والتنسيق ورسم الأدوار والاعتراف بقوة الدولة المصرية فى هذا الملف وإدراك دور مصر في القضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح الحل للتهدئة.
وأشار الخبير في الشأن الدولي، إلى أن السفارة الأمريكية أكدت أن زيارة بلينكن تأتى من أجل دفع الشراكة الاستراتيجية وتعزيز السلام فى المنطقة، مؤكدًا أنه بمثابة اعتراف أمريكي بدور مصر المحوري إقليميًا وعالميًا.
ولفت سليمان إلى أنه تمت مناقشة العديد من الملفات منها التهدئة في فلسطين وكذلك أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى ضرورة قيام واشنطن بدور أقوى فيما يتعلق بالتدخل بهذا الملف وخاصة لتفهم الطلبات السودانية والمصرية.
وأشار سليمان إلى أن قيام الولايات المتحدة بضخ 10 ملايين دولار لدعم إطلاق مركز القاهرة للتعليم والتميز فى التكيف والمرونة، دور مهم بين البلدين فى هذا الملف.
أهمية زيارة بلينكن للمنطقة فى هذا التوقيت
وحول أهمية وتأثيرات زيارة بلينكن للمنطقة، قال الخبير الدولي، إنه من الصعب تكون لها نتائج جذرية ملحوظة فيما يتعلق بمعالجة القضية الفلسطينية، موضحًا أن المقاربة الأمريكية لن تراوح مكانها، ستعتمد فقط على بعض الأمور الخاصة بالتهدئة أو تثيبت الأوضاع بالاعتماد على الدولة المصرية، وخاصة أن السياسة الأمريكية فى ظل إدارة بايدن غير القادرة على تحريك الماء الراكد أو تقديم حلول فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والملفات العالقة مثل ملف تبادل الأسرى فى ظل عدم التنسيق الأمنى أو حتى الولايات المتحدة غير قادرة على ضبط السلوك الإسرائيلي فى ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
وأوضح سليمان أن النتيجة المرجوة من الجولة هي مزيد من الاعتماد على القاهرة والثقة فى قدرتها على حل الأزمة.