كُتاب يحتفون بـ كامل كيلانى: الرائد الحقيقى فى الكتابة للأطفال
شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين" ضمن النشاط الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، إقامة ندوة بعنوان "الأسطورة والتراث الشعبي في أدب كامل كيلاني"، بمشاركة كل من كاتب الأطفال والشاعر عبده الزراع، الدكتور محمد سيد عبدالتواب الأستاذ بجامعة نهضة مصر، الكاتب منتصر ثابت، أدارها إبراهيم حنفي أستاذ الأدب الشعبي.
في البداية أكد الدكتور إبراهيم حنفي أستاذ الأدب الشعبي، أن كامل الكيلاني هو أول من كتب للطفل، حيث كتب أكثر من 400 عمل للطفل، كانت نشأته في ريف مصر ودرس في الأزهر وتمكن من اللغة العربية، وكانت له ملكة في الحكي، فقد كان حكاءً مبدعًا استطاع أن يتميز في الحكي باللغة العربية مما يكون له الأثر على إكساب القارئ مفردات اللغة، وقد كان يدبّ بعمق في التراث الشعبي ليقدم معاني وقيمًا هامة للأطفال.
من جانبه قال الكاتب منتصر ثابت، إن الحديث عن كامل الكيلاني رائد الكتابة للأطفال ليس لكونه أول من كتب للطفل، ولكن كامل الكيلاني رائد لأدب الطفل باعتباره أول من أدخل هذا النوع من أدب الأطفال في الأدب العربي، من خلال إدخال المتعة والتسلية يتخللها تقديم معلومة أو معرفة، فقد كان كامل الكيلاني يقدم أهدافه في مقدمات كتبه للأطفال لزيادة المعرفة للطفل والارتقاء بالوعي الفكري والقيمي للطفل.
وأضاف أن كامل الكيلاني قدم الفكاهة والتسلية للطفل، من خلال البدء بالتسلية ليقدم بعدها المعرفة والقيم للطفل، كما أن كامل الكيلاني قدم الأسطورة والحكايات الشعبية من خلال أعماله التي قدمها للأطفال، فقد كان يأخذ من الأساطير ليعطي للطفل دروسًا تتناسب مع عقله وتفكيره، حتى إنه حرص على التدرج بعقل الطفل كي يصل إلى الحقيقة، كما أن كامل الكيلاني قدم الحكايات الشعبية للتعريف بموروثنا الشعبي بأهدافه التربوية إلى الأطفال للاستفادة منها، كما حرص على تقديم دور المرأة بشكل يتناسب مع قيمتها في المجتمع من خلال أعماله، وهو في ذلك كان متأثرًا ببدايات الحركة النسوية في الأدب.
فيما أكد كاتب الأطفال والشاعر عبده الزراع، أن كامل الكيلاني يعد الرائد الحقيقي للكتابة للأطفال على مستوى الوطن العربي، فقد بدأت كتابة الأطفال على يد رفاعة الطهطاوي بعد ترجمته لقصة عقلة الإصبع وغيرها من القصص التي ترجمها عن الأدب الغربي، وجاء بعده محمد عثمان جلال، وبعدهم أمير الشعراء أحمد شوقي، الذى استطاع أن يكتب حكايات للأطفال، وبعدهم جاء عدد كبير من الكتاب الذين كتبوا للأطفال، ولكن الانتقالة الحقيقية في أدب الطفل كانت على يد كامل الكيلاني بسبب استمراره في الكتابة للأطفال، حيث استمر وخصص وقته وجهده للكتابة للأطفال، حتى إنه ترجم الأساطير اليونانية والهندية للأطفال، كما أنه قدم الأساطير الشعبية للأطفال، وبذلك نجح كامل الكيلاني في تقديم مكتبة للطفل المصري والعربي، كما أنه قدم قصصه لجميع المراحل العمرية.
وأشار إلى أن كامل الكيلاني قد كان كاتبًا وشاعرًا يقدم القصص والشعر للأطفال، وقد قدم عددًا كبيرًا من الحكايات الشعبية للأطفال، وقد كانت كتاباته للأطفال بمقاييس الزمن الذي عاش فيه، فقد كانت هذه الكتابة عظيمة جدًا، وعلى الرغم من أنها ليست على نفس الدرجة من التمييز بإخضاعها لمقاييس العصر الحالي، فهذا لا يقلل من عظمة ما قدمة كامل الكيلاني في عصره، فهو يؤخذ عليه بعض السلبيات في بعض القصص التي قدمها للأطفال، ولكنه على الرغم من ذلك فهو صاحب قيمة رفيعة.
على جانب آخر أوضح الدكتور محمد سيد عبدالتواب الأستاذ بجامعة نهضة مصر، أن كامل الكيلاني بدأ الكتابة للطفل من خلال قصة السندباد البحري عام 1927، وقد كانت هذه البداية بداية ملهمة للطفل العربي، فقد نقلها من كتاب "ألف ليلة وليلة" بعد أن أجرى عليها بعض التغييرات الجوهرية، ولكن يؤخذ عن كامل الكيلاني أن يتخلص من بعض الصور السلبية في الحكايات الأصلية التي نقل عنها، وفي نفس الوقت يؤخذ عليه أيضًا أنه لم يأخذ كثيرًا من الحكايات الشعبية الأسطورية التي كانت تحتاج إلى تقديمها للأطفال مع التخلص من بعض الأشياء السلبية في هذه الحكايات الشعبية.